الاتحاد المصرى يستعرض تجربة التأمين الزراعى فى السودان
رصد الاتحاد المصري للتأمين في نشرته الأسبوعية الصادرة اليوم السب، تجربة التأمين الزراعي في السودان، في إطار إلقاء الضوء على التجارب الخاصة بالتأمين في الدول المجاورة.
وأضاف المصري للتأمين أنه تعد تجربة التأمين الزراعي في السودان هي الأشمل في المنطقة، حيث تتمتع الدولة بخبرة أكثر من 25 عاماُ في ذلك المجال.
وأوضح المصري للتأمين أنه على غرار الاهتمام بقطاع التأمينات الزراعية فقد قام الجهاز القومي للرقابة على التأمين بالسودان بعقد مؤتمر التأمين الزراعي الثاني ، حيث جاء المؤتمر بعنوان (ازرع انت عشان بلادك ونحن بنأمن الطريق لحصادك) وكان ذلك برعاية شركة التأمين الإسلامية بحضور العديد من الوزراء والشخصيات الهامة.
وأكد المصري للتأمين أنه تناول المؤتمر العديد من الموضوعات التي تخص قطاع الزراعة بالسودان والتأمين الزراعي مشيرا الي أنه قامت أكبر شركة للتأمين في السودان مؤتمراً للتأمين الزراعي عام 1994، أعقبته بورشة عمل تم فيها دراسة إدخال 12 محصول ضمن التغطية التأمينية، ثم بعد ذلك قامت شركة (Agricultural Risk Management Company)البريطانية (A R M) بعمل دراسة جدوى لدراسة إمكانية تطبيق التأمين الزراعي في السودان ثم توالت الدراسات لأعمال ومحاصيل ومخاطر التأمين الزراعي.
وأوضح أنه لتعميم فكرة التأمين الزراعي وزيادة الوعي بها أُقامت الشركة عدداً من الفعاليات وعلي مستويات مختلفة، من أهمها الدعم والسند السياسي والفئوي والشعبي. و امتدت خدمات التأمين والتنفيذ الحقلي بشكل عام في البداية إلى مناطق لا تشكو من مشاكل الجفاف والفيضانات والآفات والأمراض وغير ذلك.
وقد بدأت التغطية التأمينية بتأمين أخطار محددة ولمحاصيل أساسية، ثم توسعت التغطية بعد اكتساب الخبرة في مناطق جديدة ولتغطية عدد اكبر من المخاطر ولعدد اكبر من المحاصيل. وفي ضوء ذلك تم تعميم التغطية التأمينية على كامل القطاع الزراعي.
وأكد أنه بدأ بقسم واحد بمشروع الجزيرة لتغطية محصول القطن، ومن ثم إمتدت التغطية لكافة أقسام المشروع. ثم إنتقلت التغطية من القطاع المروي لتشمل القطاع المطري ومن ثم القطاع البستاني وقطاع الغابات. أما تأمين الثروة الحيوانية فقد بدأ عام 1992 بتأمين الأنعام (الأبقار، الضأن، الماعز، الإبل)، ثم تم تطبيق تأمين الخيل عام 2006 والدواجن في عام 2007.
وأضاف المصري للتأمين أن مشروع الجزيرة تم انشائه في عام 1925 ويعد أكبر مشروع ري في أفريقيا ويعتبر أكبر مشروع ري تحت إدارة واحدة في العالم.
وأوضح أنه تزرع فيه محاصيل القطن والقمح والذرة والفول السوداني والخضروات والبقوليات والفواكه بنظام دورة زراعية بدأت بثنائية وتطورت حتى الخماسية كما توجد به ثروة حيوانية كبيرة وهو أعرق مشروع في السودان وأكبر مزرعة مروية في العالم بمساحة 2.15 مليون فدان حيث يقوم المشروع على صغار المزارعين الذين فاق عددهم 150 ألف زارع من الذكور والإناث.
وأوضح أن الهدف من المشروع هو استغلال حصة السودان من مياه النيل
وتحويل المنطقة من الزراعة التقليدية الى الحديثة ورفع المستوى المعيشي والخدمي باستيعاب 15 ألف مزارع، وتوفير السكن والخدمات الصحية والتعليمية لهم .
وأكد أنه بالنسبة لدعم الــدولة فقد وجد التأمين الزراعي دعماً قوياً ومقدراً من مؤسسات الدولة على كافة مستوياتها، حيث تبنت سياسات توطين ودعم التأمين الزراعي فى السودان، و تجلى التزام الدولة فى الاستمرار فى سداد 50% من الأقساط الكلية المصدرة لكافة المحاصيل وفى كل القطاعات.
وأشار الي أنه في السنوات الأخيرة تأخر الدعم مما أدى إلى تراكم مديونيات الشركات وربما أدى ذلك إلى خروجهم من سوق التأمين الزراعي.
وأكد أنه تمثلت المتطلبات الأساسية للتوسع في التأمين الزراعي (كبداية) في النقاط الآتية مثل:
- توفير التمويل الكافي للقطاع الزراعي وربط التمويل بالتأمين الزراعي
- الشروع في تطبيق ما يتعلق بتحديث النظم الزراعية، وتطوير التركيبة المحصولية والشروع في تطبيق تكامل الأنشطة الزراعية من خلال الزراعة المختلطة والمجمعات الزراعية الصناعية، وتطوير قنوات التسويق.