«حاول الانتحار بعد طلاقهما».. حكاية أول زوج في حياة برلنتي عبد الحميد
ولدت الفنانة برلنتي عبد الحميد في حي السيدة زينب بالقاهرة، وأنهت دراستها في معهد الفنون المسرحية "قسم النقد"، لكن الفنان زكي طليمات أقنعها بالعدول عن هذا القرار وأن تلتحق بـ"قسم التمثيل"، واقتنعت.
نظرًا لتميزها في أدوار الإغراء اعتبرها النقاد إحدى منافسات الفنانة هند رستم في السينما، وكانت بدايتها في السينما من خلال فيلم "ريا وسكينة" عام 1952، إخراج صلاح أبو سيف.
تزوجت الفنانة برلنتي عبد الحميد من المنتج محمود سمهان، وكانت العصمة في يدها، الذي أنتج لها فيلم "حياة غانية" عام 1957، لكنها طلقت نفسها نظرًا لما نشب بينها وبينه بسبب غيرته المبالغ فيه عليها، بالإضافة إلى أنه طلب منها اعتزال الفن والتفرغ للمنزل، وبعد طلاقها حاول الانتحار بقطع شرايين يده، لكن تم إنقاذه من قبل شقيقه، حسبما جاء في جريدة "الأخبار" عام 1958.
شاركت الفنانة برلنتي عبد الحميد في بطولة عدد قليل للغاية في الأعمال الدرامية، لأسباب كثيرة منها أن العمل التلفزيوني كان شاقًا للغاية، حيث يتطلب التفرغ الكامل لتصوير الحلقات الدرامية بشكل متواصل دون توقف، بسبب عدم توفر المونتاج وقتها، كما أنها اعتزلت التمثيل إثر زواجها من المشير عبد الحكيم عامر عام 1956.
طفولتها
"كان مولدي بحي باب الشعرية، في بيت جدي حيث كنا نعيش أنا وأمي وأبي، الابن الوحيد لجدي، وقد ظللنا في هذا البيت حتى بلغت الرابعة تقريبًا، ثم انتقلنا للإقامة في حي السيدة زينب، تاركين بيت جدي".
هكذا بدأت الفنانة برلنتي عبدالحميد الحكي عن طفولتها في مذكراتها المنشورة بعنوان "المشير وأنا".
وتروي الفنانة الراحلة عن جدها الذي كان يعيش في حي "باب الشعرية"، وبصفته أحد المتصوفة من أبناء محمد أبوخليل ومن أقرب المريدين، وهو ما جعلها تتربي في بيت يُهتف فيه باسم الجلالة دومًا في حلقات الذكر التي كانت تقام في بيت جدها.
كان انتقال برلنتي عبدالحميد من حي باب الشعرية إلى حي السيدة زينب، بمثابة انتقال من حياة إلى حياة أخرى مختلفة تمامًا، بالإضافة إلى أنها انتقلت من طفولتها إلى صباها.
ومن الوقائع التي لا تنساها الفنانة برلنتي عبدالحميد في تلك الفترة، كانت بمثابة "الكي" بالنار، وحدث بسبب أنه كان يسكن في البيت المقابل لبيتهم، طبيب شاب، لفت نظرها بأناقته وحسن هندامه، وقوته، وذات يوم كانت تقف في شرفة بيتهم تنظر إلى الطريق، فرأت شخصًا مهندمًا، يخرج من البيت المقابل، يلتف حوله رجال، فسألت أحدهم، من هذا الرجل؟ فقالوا: الدكتور، فاندهشت وكررت سؤالها: لماذا؟ فردوا: أكل كبده الخمر.
كانت هى المرة الأخيرة التي ترى فيها جارها الطبيب الذي أثار إعجابها، قالت: "ضاع الدكتور، استقر في وجداني أنه من الحماقة الإدمان، وحملت في قلبي كراهية وحذرًا منها، وتعاملت معها فيما بعد معاملتي لرفيق من طبائعه الغدر والأذى، ولم أجد من يشاركني الرأي، بل ويحمل ضد الخمر آراء أشد صرامة وجهامة سوى المشير عبدالحكيم عامر".