صحيفة إماراتية: «النهضة» التونسية تستند إلى فكر متطرف للوصول للسلطة
رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن حال «حركة النهضة» التونسية هو حال كل جماعات الإسلام السياسي؛ لأنها خرجت من صلب جماعة «الإخوان» الإرهابية وتتخذ من الخطاب السياسي الديني أيديولوجية لها، وتعارض الدولة الوطنية ومؤسساتها، وتسعى إلى إقامة دولة دينية، مستندة في ذلك إلى فكر متطرف يُسوِّغ العنف وسيلة لهدم ركائز وبنى الدولة للوصول إلى السلطة.
ولفتت الصحيفة -في افتتاحيتها اليوم الأربعاء، تحت عنوان "سقوط النهضة"- إلى أن الحركة اتخذت الديمقراطية والانتخابات وسيلة للتمكين والوصول إلى السلطة، تماماً كما فعل «الإخوان» في مصر، ثم سقطوا سقوطاً مريعاً جراء محاولتهم السطو على كل مفاصل الدولة، والعمل على «أخونة» المؤسسات، وإقصاء كل القوى السياسية التي شاركت في ثورة يناير 2011.
وأضافت أن «حركة النهضة» سلكت نفس الطريق، بعد أن استخدمت الدين وسيلة لكسب تعاطف التونسيين، وقدمته كدواء شافٍ من كل العلل التي تعانيها تونس، وتمكنت من تقديم نفسها ملاكاً طاهراً، ثم ما لبث أن اكتشف التونسيون أنهم وقعوا ضحايا الكذب والزيف، حيث كان هدف «النهضة» هو السلطة، وإقامة دولة بمقاس «الإخوان» بعد التمكن من وضع اليد على المؤسسات، من دون أن يقدموا للشعب التونسي ما كان ينتظره من تنفيذ للوعود بالتخفيف من الأزمات المعيشية الخانقة التي يعيشها.. الآن وبعد انكشاف حقيقة «النهضة»، أدرك الشعب التونسي أنه وقع ضحية هذه الجماعة، التي لا تريد إلا السلطة فقط، وأنها باتت شريكة في تجويعه وإفقاره.
وأشارت إلى أن استطلاعات الرأي الصادرة مؤخراً عن مؤسسة «سيغما كونساي» تؤكد أن 77% من الذين شملهم الاستطلاع أعلنوا عدم ثقتهم برئيس حركة النهضة /رئيس البرلمان/ راشد الغنوشي، وأن 65% لا يثقون بالقيادي في حركة النهضة علي العريّض، وأن 64% لا يثقون بسيف الدين مخلوف رئيس كتلة ائتلاف الكرامة، وأن 58% لا يثقون بنبيل القروي، رئيس حزب «قلب تونس» المتحالف مع النهضة.
وقالت "عندما تتحدث هذه الأرقام عن مآل حركة النهضة والمتحالفين معها، فهذا يعني سقوطاً سياسياً وأخلاقياً لقوى تونسية ركبت حصان التغيير للتغرير بالتونسيين الذين اكتشفوا أنهم خدعوا، وهم يذوقون الآن مرارة منحهم ثقة لا يستحقونها؛ إذ أكد 75.7% من المشاركين في الاستطلاع، أنهم غير راضين عن الطريقة التي تدار بها البلاد، وهذا يعني أن من وصلوا إلى السلطة بعد ثورة 17 ديسمبر 2010 سقطوا في الامتحان الشعبي؛ لأنهم فشلوا في أن يكونوا ممثلين فعليين لثورة طالبت بالعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة؛ بل زادوا من بؤس الوطن والمواطن.
واختتمت "الخليج" افتتاحيتها بالقول " لعلنا نشهد في مقبل الأيام، وفي الانتخابات القادمة، ترجمة على الأرض لنتائج هذا الاستطلاع".