يسري عبدالله: نوال السعداوي أهم الرائدات في مسار القضية النسوية
كشف الناقد الدكتور يسري عبدالله عن سبب احتفاء ورشة الزيتون بالكاتبة الراحلة نوال السعداوي ووصفها بأنها إحدى أهم الرائدات في مسار القضية النسوية، مؤكدا أن لها دور يستحق الاهتمام.
وأوضح عبدالله، خلال إلقاء كلمته في ورشة الزيتون منذ قليل: أن فكرة المثقف العضوي فكرة مركزة لدى نوال السعداوي وتصوراتها عن العالم والمثقف طبقا لما تراه السعداوي لا يعيش في برج عاجي ولا يجب أن ينعزل عن واقعه، مستطردا: نحن أمام كاتبة تدرك أهمية الدور وأهمية دور المثقف العضوي، فكل الخطابات سواء الشفهية أو المكتوبة للسعداوي تعمل على إعمال العقل النقدي، لذلك تنطلق من فكرة طرح الأسئلة إلى فكرة مساءلة الواقع، ونوال السعداوي تدرك ما يعرف بجدل السياسي والثقافي.. نوال بنت هذا الوعي بذلك الجدل الذي يدرك فيه المثقف التحولات السياسية والفكرية من حوله.
وتابع: نوال السعداوي ضربت سهاما في فروع متعددة، ويظهر ذلك في ثيمة اليوميات التي تسيطر على كتاباتها وتظهر في تكرار كلمة مذكرات في عناوين كتبها كمحاولة لتوثيق كل اللحظات القاسية التي انهكتها.. كنموذج يعبر عن أحلام كل النساء، مضيفا أن السعداوي لم تكن مجرد كاتبة جسورة، لكنها كانت تملك جسارة نابهة استطاعت أن تعاين من خلالها العالم معاينة مرتبطة خبراتها المعرفية والجمالية عن العالم، لذلك لا يمكن التعاون مع أفكار السعداوي بوصفها كتلة واحدة.
وأضاف أن سرد السيرة الذاتية مهيمن على أعمال نوال السعداوي، فكتابتها ينفتح فيها النص الأدبي على جملة من الخبرات السخصية ويتفتح فيها الخاص على العام بخصوص فكرة الإقصاء الذي تعرضت له السعداوي، علما أنها حاضرة بامتياز في الدوائر الغربية الفكرية، مختتما حديثه قائلا: نوال السعداوي حظيت بحضور واعد في دوائر شديدة التأثير، لكن ما حدث في العالم العربي هو مأزق العالم العربي نفسه الذي يتمثل في هيمنة التيارات الأصولية المتطرفة على العربي بأفكارها المتعلقة بالمرأة.
نوال السعداوي (27 أكتوبر 1931 — 21 مارس 2021)، طبيبة أمراض صدرية، وطبيبة أمراض نفسية، وكاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، وكتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام، اُشتهرت بمحاربتها لظاهرة ختان الذكور والإناث.
أسست جمعية تضامن المرأة العربية عام 1982، كما ساعدت في تأسيس المؤسسة العربية لحقوق الإنسان، واستطاعت أن تنال ثلاث درجات فخرية من ثلاث قارات، ففي عام 2004 حصلت على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا، وفي 2005 فازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، وفي 2012 فازت بجائزة شون مأكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.
شغلت نوال السعداوي العديد من المناصب مثل منصب المدير العام لإدارة التثقيف الصحي في وزارة الصحة في القاهرة، الأمين العام لنقابة الأطباء بالقاهرة، غير عملها كطبيبة في المستشفي الجامعي، كما نالت عضوية المجلس الأعلى للفنون والعلوم الاجتماعية بالقاهرة. وأسست جمعية التربية الصحية وجميعة للكاتبات المصريات، وعملت فترة رئيسة تحرير مجلة الصحة بالقاهرة، ومحررة في مجلة الجمعية الطبية.