عالم «الآركت اليدوي».. أنامل «داوود» ترسم فنونًا ساحرة (صور)
تتحرك أنامل محمد فوق قطع خشبية، لتعزِف بها ألحانا بلا صوت لكنها تُرى بالعين، تاركًا عليها فنونًا مُبدعة تخلق أشكالًا تُثير الإعجاب من صنيع يدي الشاب الذي هوى فن «الآركت اليدوي»، ثم احترفه، مواصلًا المسير في طريق الإبداع الذي قرر أن يحفر اسمه، كموهبة جديدة من مواهب مصر.
محمد داوود، صاحب العشرين عامًا، ابن مركز الشهداء في محافظة المنوفية، قرر أن يغوص في عالم «الآركت اليدوي»، وهو فن تقطيع الخشب (الأبلاكاش) لصنع مجسمات وأشكال وتحف فنية بمنشار يدوي وبدائي جدًا، ودون استخدام أي آداة كهربائيةـ وفقما يقول.
بدأت الموهبة مع محمد بطريقة غريبة ـ كما يقول ـ فقد كان يتجول بالمصادفة في مرسم كلية الآداب بجامعة المنوفية التي يدرس فيها، وذهب لتعلم الرسم، لكنه لم يوفق في ذلك، وكان أحدهم في ذلك الوقت يعمل في مجسم غريب (بطريقة الآركت) وكانت المرة الأولى التي يرى هذا الفن، ظل محمد يُراقبه عن قُرب حتى انتهى مما يعمل، وهُنا عرِف الشاب عن فن كان مجهولًا، وصار محبوبًا له.
طلب ابن مركز الشهداء بالمنوفية من الشاب أن يُعلمه الفن، ووافق، فكانت السعادة الغامرة التي دفعته لأن يتدرب كثيرًا بعد أن تعلمه سريعًا، من أجل أن يرتقي بصنيع يديه، وكان والديه يدعمانه بشدة، ويسعدان للغاية بالنتائج بعد كل قطعة ينتهي منها.
تشجيع المُحيطين به يدفعه دائمًا للاستمرار في الإبداع، ذاكرًا منهم حمدي سليط، أمين اللجنة الرياضية، وكريمة قمبر، وكاريمان فوزي، المشرفين بالمرسم، إضافة إلى أصدقاؤه الفنانين بالمكان، ولاقت أعماله إعجابًا كبيرًا بين جامعته، وصلت لإشادة من رئيس الجامعة وقياداتها، وعميد الكلية، بعد أن عرضوا أعمالهم في معرض بيئي داخل أسوار الحرم الجامعي.
لم ينجو الشاب من الإحباطات التي حاولت التقليل من فنه، والتساؤل عن الفائدة التي تعود عليه مما يفعله، فيقول: "كانت من أكبر الصعوبات التي تعرّضت لها، وتوقفت لمدة شهرين بسبب هذا، لم أكن خلال هذه المدة أُنتج قطعة واحدة، لكنني عُدت من جديد لأستمر في طريقي".
يومًا بعد يوم؛ يُطوّر ابن مركز الشهداء من نفسه، لتصنع أنامله أشكالًا وفنونًا مُبدعة، لكن أحلامه لم نتهِ عند هذا الحد، فيقول إنه يتمنى أن يصل بفنه إلى العالمية، وأن يستمر في عمله بالفن المحبب له، مؤكدًا أن سعادة غامرة يعيشها في كل مرة ينتهِ فيها من إحدى القطع التي يقوم بتنفيذها.