«أبو الغيط» يُحذر من مساعي إشعال الموقف في القدس
حذر أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، اليوم الإثنين، من مغبة الإقدام على إجراءات اسرائيلية من شأنها إشعال الموقف في القدس لأسباب داخلية تتعلق بمصالح أحزابٍ أو أشخاص، منبهاً إلى خطورة الحشد الجاري في أوساط اليمين المتطرف وجماعات الاستيطان الإسرائيلية، والذي يهدف بوضوح إلى استفزاز الفلسطينيين وافتعال مواجهات من خلال تنظيم مسيرات ومظاهرات ستؤدي حتماً إلى تأجيج المشاعر ورفع مستوى التوتر.
وأكد مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة العربية في بيان، أن أبو الغيط يُتابع بقلق ما يجري من تحريض ضد الفلسطينيين، فضلاً عن استمرار السلطات الإسرائيلية في ممارسة إجراءات قمعية في الأحياء الفلسطينية بالقدس، بما فيها حي الشيخ جراح.
ونقل المصدر عن أبو الغيط قوله: “إن هذا النوع من الإجراءات هو ما أدى إلى انفجار الموقف في شهر مايو الماضي، وأن إسرائيل تحاول تصدير أزمتها الداخلية إلى الجانب الفلسطيني، كنوع من الهروب إلى الأمام”.
واختتم أبو الغيط بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تقتضي إظهار المسئولية وممارسة ضبط النفس من أجل تثبيت الهدنة، بدلاً من التحريض على العنف والإجراءات القمعية، محملاً الحكومة الإسرائيلية المسئولية عن أي تدهور محتمل في الموقف.
وفي وقت سابق من اليوم، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسابق الزمن في تنفيذ مخططاتها الاستيطانية الاحتلالية في الضفة الغربية المحتلة عامة وفي ثلاث مناطق حيوية؛ منطقة جنوب بيت لحم ومسافر يطا، ومنطقة جنوب نابلس والأغوار، عبر الاستيلاء على مزيد من الأرض الفلسطينية وسرقتها وقضمها بالتدريج لصالح تعميق الاستيطان.
ولفتت الخارجية الفلسطينية، إلى أنه على سبيل المثال أقدمت سلطات الاحتلال قبل سنوات على إقامة بؤرة عشوائية في خربة السويدة بالأغوار الشمالية كواحدة من أربع بؤر استيطانية عشوائية بنيت على سلسلة جبلية مرتفعة مطلة على الأغوار تتمتع بموقع استراتيجي، وأصبحت اليوم مستوطنة زراعية بأبنية اسمنتية تسيطر عن ما يزيد عن 25 ألف دونم من المراعي الفلسطينية.
وأشارت إلى أن سلطات الاحتلال والمستوطنين أقدموا على إقامة بؤرة استيطانية عشوائية جديدة على قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، واستمرار عمليات تجريف الأراضي الفلسطينية بهدف تثبيت هذه البؤرة وشق شارع استعماري لخدمتها، إضافة إلى البؤرة العشوائية التي أقيمت على أراضي بلدة بيت دجن في نفس المنطقة والتي تلتهم آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية وتحرم المواطنين حقهم في الوصول إليها واستخدامها.
وتابعت "كل ذلك يترافق مع الهجمات المتواصلة والاعتداءات اليومية على بلدات وقرى منطقة جنوب نابلس والتي تنطلق من بؤر الإرهاب المنتشرة على قمم الجبال والهضاب في المنطقة خاصة بؤرة "يتسهار"، وهو ما يحدث أيضاً في مسافر يطا".
وأدانت الوزارة التغول الاستيطاني الاستعماري المتواصل على مدار الساعة في أرض دولة فلسطين، وتعتبره ضماً زاحفاً للضفة الغربية المحتلة، وإمعاناً في تقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يؤكد من جديد أن الاستيطان هو مشروع الاحتلال الميداني المتواصل لتدمير وتخريب الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام على أساس مبدأ حل الدولتين، بمعنى أن وقف الاستيطان يُشكل اختباراً لمصداقية المواقف الدولية المعلنة لحل الصراع، ومدى توفر الإرادة الجدية لدى إدارة بايدن لتحقيق السلام.