في ذكرى وفاته.. ناقد سينمائي يتهم «توجو مزراحي» بالعنصرية
شارك مع المخرج أحمد بدرخان في إنشاء أول نقابة للسينمائيين في مصر، وهو صاحب ثلاثية أفلام النجملة ليلى مراد: ليلى في الظلام، ليلى بنت مدارس، وليلى بنت الريف، وهو مبتكر شخصية "شالوم" وشخصية "عثمان عبد الباسط"، إنه المخرج توجو مزراحي، والذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام 1986.
وتوجو مزراحي الإيطالي الأصل السكندري المولد، من الشخصيات المثيرة للجدل في السينما المصرية٬ فبينما يراه بعض النقاد والمؤرخين السينمائيين واحد من رواد السينما المصرية قدم لها وأبدع فيها الكثير، يراه البعض الآخر بأنه كان يبث أفكاره العنصرية العدائية ضد العرب وخاصة مصر، ومن بين هؤلاء النقاد: الناقد الراحل أحمد رأفت بهجت والذي يذهب إلى أن توجو مزراحي: لم يتحرر في أفلامه الكوميدية أو الميلودرامية من التحيز والعنصرية كما أن الموروثات العنصرية في العلاقة بين اليهود والمسلمين كانت تعشش في أعماقه. وقد بدأت تظهر في أفلامه بأساليب تعتمد علي التحايل أحيانا والمباشرة الفجة في أحيان أخرى.
ويستند أحمد رأفت بهجت في نقده لـ توجو مزراحي بأفلامه الثلاثة: الطريق المستقيم٬ سلفني تلاتة جنيه٬ عثمان وعلي. مشيرا إلي أنه: بينما يحجب مزراحي في هذه الأفلام الرمز الديني عن مكونات المشاهد التي تدور داخل أماكن يهودية باستثناء استخدامه لنجمة داود في حالات بعينها٬ نجده يهتم بها في حالة تصوير الأماكن التي يعيش فيها المسلمين فريسة الفقر والمشاحنات والشتائم أو في أجواء الفسق والمجون٬ وكل ما يحدث في تلك المشاهد هو نتيجة لارتباط شاغليها بالرموز الدينية الإسلامية سواء كانت آيات قرآنية معلقة علي الحوائط أو سجادات صلاة أو أعلام تحمل رمز الهلال أو مشاهد ديكور تحوي مكونات ذات طابع إسلامي.
ويلفت بهجت إلى أن: لقد رأينا في عدد كبير ومتنوع من أفلام توجو مزراحي نماذج من تلك الرموز التي لا يمكن لمن يتابعها أن يتردد لحظة في أنها كانت محور اهتمامه ومركز تفكيره وتحمل في مضمونها كل عناصر التحيز مع كل الإصرار والترصد.
ويؤكد أحمد رأفت بهجت على أن التحيز والعنصرية في أفلام توجو مزراحي: ولكننا نخطئ إذا ظننا أن عناصر التحيز والترصد تجاه الرموز الدينية تقتصر على أفلامه الكبيرة أو التي استغرق الإعداد لها وتصويرها وقتا معقولا٬ فالواقع أن أفلامه الصغيرة التي لم يتجاوز مدة تصويرها الأسبوع الواحد٬ وهو رقم قياسي في مجال الإنتاج السينمائي تتضمن من الرموز الدينية قدرا يفوق ما تتضمنه من أشياء أخرى، ويتضح لنا هذا في فيلمه "سلفني تلاتة حنية" من إنتاج عام 1939 والذي يصفه ناقدنا السينمائي الراحل ساي السلاموني بأنه:"فيلم شديد الركاكة والتخلف على كل المستويات".