رئيس الكنيسة الكاثوليكية النمساوية يرفض أي تمييز ضد الجاليات المسلمة
أكد الكاردينال كريستوف شونبرن، رئيس الكنيسة الكاثوليكية النمساوية، رفضه لخريطة الإسلام السياسي التي أصدرتها الحكومة مؤخرا، مشيرا إلى أنها تدعو للقلق وليست فى مصلحة هدوء واستقرار المجتمع.
ودعا الكاردينال، في تصريحات له اليوم الجمعة، إلى استبدال هذه الخريطة بخريطة شاملة تضم كل الطوائف والجمعيات الدينية في البلاد دون تمييز.
وأشار إلى أن العلاقات بين الطوائف الدينية في النمسا تقوم على أساس الثقة المتبادلة والحوار والتقدير المتبادل، لافتا إلى أن التركيز على دين معين ليس فى مصلحة استقرار المجتمع.
ولفت الكاردينال إلى أنه سيقوم بدعوة ممثلي الطوائف والجمعيات الإسلامية المختلفة إلى مائدة مستديرة للحوار في نهاية الشهر الجاري للاستماع إلى وجهات نظرهم حول هذه الخريطة إضافة إلى قضايا اجتماعية أخرى.
وذكر الكاردينال أنه من مصلحة النمسا بناء علاقات من التفاهم والحوار البناء مع المجتمع المسلم.
وحذر الكاردينال الحكومة النمساوية من خطورة أن نشعر إحدى الطوائف الدينية أنها تحت الشك العام، منوهًا بأن القانون الجنائي واضح بما يكفي لملاحقة الميول الإرهابية ، مشيرا إلى أن التطرف موجود فى كل الديانات وأن الدين الحقيقي لايمكن أن يكون أرضا خصبة للتطرف.
وكان مجلس أوروبا طالب بسحب ما يُعْرَف بـ"خريطة الإسلام السياسي" التي تم نشرها مجددًا في النمسا.
من جانبه، قال المفوض الخاص للمجلس لمكافحة جرائم الكراهية والتعصب المعادي للمسلمين، دانيل هولتجن، في بيان نُشِر اليوم الاثنين إن الخريطة تجاوزت الهدف كما أن من المحتمل أن تكون ذات تأثير عكسي.
ورأى هولتجن أن نشر الخريطة اعتبره الكثير من المسلمين بأنه بمثابة اشتباه عام حيال الإسلام وذلك نظرًا للشكل الذي جاءت به الخريطة وتوقيت نشرها، مشيرًا إلى أن الكثيرين من المسلمين شعروا بأنهم تعرضوا للتشهير وأن سلامتهم معرضة للتهديد بسبب نشر الخريطة لعناوين وتفاصيل أخرى.
كانت وزارة الاندماج النمساوية نشرت الخريطة على الإنترنت.
وتحوي هذه الخريطة أسماء 623 مسجدًا ومنظمة ورابطة إسلامية، والمقر الرئيسي لكل منها في النمسا، وتم إصدارها بتكليف من مركز توثيق الإسلام السياسي الذي تأسس في عام 2015 كصندوق مستقل في جمهورية النمسا.