صالون ثقافي عن عروبة فلسطين ومقدساتها بهيئة كبار العلماء
نظمت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، الأربعاء، صالونا ثقافيًا تحت عنوان "عروبة فلسطين ومقدساتها عبر التاريخ" بمقر الهيئة بحضور الدكتور حسن الصغير، أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والدكتور عبد الحميد شلبي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر، والدكتور الحسيني حماد، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر بأسيوط، وبمشاركة العلماء والباحثين الشرعيين بالهيئة.
تناول المشاركون في الصالون الثقافي الحديث عن الحق التاريخي والثقافي والشرعي عن المسجد الأقصى والقدس وعروبة فلسطين ومقدساتها الإسلامية عبر التاريخ، كما تطرق الحديث إلى التعريف بالحركة الصهيونية وتاريخ نشأتها وتطورها، والوثائق البريطانية الدالة على نشأة الكيان الصهيوني، وعلاقة اليهود بفلسطين، فضلًا عن التعريف بدور الأزهر الشريف وجهوده في نصرة القضية الفلسطينية وإحيائها عبر التاريخ.
وخلال كلمته بالملتقى الثقافي، قال أمين عام هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الأزهر له جهود حثيثة ودور راسخ عبر التاريخ في نصرة القضية الفلسطينية، مضيفًا أنه لا يزال هذا الدور يساند ويدعم بقوة تلك القضية، من خلال اهتمام قطاعات الأزهر المختلفة بنصرة القدس، باعتبارها القضية الأولى للأمة الإسلامية والعربية، وتقديم كافة أوجه الدعم للشعب الفلسطيني في نضاله العادل والمشروع ضد الكيان الصهيوني المغتصب.
وأوضح الدكتور الصغير أن الأزهر نظم مؤتمرًا عالميًا شارك فيه وفود من أكثر من 86 دولة تحت عنوان : "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس"، كما قرر بتخصيص منهجا خاصا للتعريف بالقضية الفلسطينية، فضلًا عن القوافل والإغاثية والطبية التي يسيرها الأزهر إلى أهالي غزة، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى يأتي في إطار الحملة العالمية التي أطلقها الأزهر عبر صفحاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي بكل اللغات، وذلك بالتوازي مع دور الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني الشقيق.
من جانبه قال الدكتور عبد الحميد شلبي، إن القدس قضية قومية عربية إسلامية راسخة في أذهان المسلمين والعرب، مثمنًا دور الأزهر وإمامه في نصرة تلك القضية والعمل على نشر الوعي بها وإحيائها في نفوس العرب والمسلمين والعالم أجمع، مضيفًا أننا لا نتحدث عن عداء ديني فنحن لا نعادي الأديان، وديننا الحنيف أمرنا أن نحترم جميع الأديان ونؤمن بها قال تعالى :"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" (البقرة 285).
أوضح شلبي أن الصهيونية حركة سياسية عنصرية وهذا ما أكد عليه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3379، الذي اعتمد في 10 نوفمبر 1975 بتصويت 72 دولة بنعم مقابل 35 بلا (وامتناع 32 عضوًا عن التصويت)، ويحدد القرار "أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وطالب القرار جميع دول العالم بمقاومة الأيدولوجية الصهيونية التي حسب القرار تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين، مؤكدًا أن الصهاينة استغلوا الرأي العام لإشاعة وإرهاب الآخرين عن طريق السيطرة والهيمنة على وسائل الإعلام، وأنهم لا يملكون أي قومية كما يزعمون؛ بل هناك صراعات داخلية تهدد استقرارهم ومزاعمهم المزيفة.
في السياق ذاته، أكد الدكتور الحسيني حماد، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة أسيوط، أن القدس عربية النشأة والتكوين، وأن المخططات اليهودية قامت على اغتصاب الأرض المقدسة وتهويد القدس عن طريق التغيير الديموجرافي لمعالم القدس وإرهاب أهلها وطردهم قسرًا من أرضهم وإقامة المستوطنات اليهودية عليها، فضلًا عن اختلاق المزاعم على بعض المقدسات بحجة الهيكل المزعوم في محاولة منهم لطمس الحقائق والهوية من خلال هدم الأحياء الإسلامية وتغيير مسمياتها من العربية إلى العبرية لطس هويتها الإسلامية.
أشار الحسيني إلى أن موقف الأزهر تجاه القضية الفلسطينية موقف مصري في المقام الأول باعتبارها قضية القومية العربية، حمل على عاتقه نصرتها ولم يتوانى في الدفاع عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية، مؤكدًا أن الأزهر استنفر العالم الإسلامي من أجل نصرة القضية والدفاع عنها بكل السبل، وهذا ثابت عبر التاريخ ولم يتغير في جميع الحروب والثورات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية، بدءًا من ثورة البراق عام 1929 إلى يومنا هذا باعتبارها قضية العروبة والمسلمين.