الوجه الآخر لتحية كاريوكا.. كيف عاشت في السجن 100 يوم؟
كانت ردود أفعال الفنانة تحية كاريوكا في بعض المواقف التي ترى أنه لا يمكن السكوت عليها عنيفة للغاية مهما كان الشخص الآخر. فعندما حاول الموسيقار محمد عبدالوهاب-على حد قولها- أن يتحرش بها، غضبت ونهرته بشدة ورفضت أن تغني من ألحانه، كما أن غيرتها على مصر دفعتها أن تضرب الفنانة فايزة أحمد بالقلم على وجهها بعدما صدر منها رد فعل في أحد حفلات الغناء بسوريا، ولم تتوان أيضًا بدافع الوطنية أن تهاجم بشدة الفنانة صباح بعدما تنصلت من فضل مصر عليها ورفضت الغناء في مدغشقر باللهجة المصرية.
شتمت أنيس منصور
نشر الأديب الراحل أنيس منصور خبر زواج الفنانة تحية كاريوكا من الفنان محرم فؤاد، وهو ما اعتبرته شائعة سخيفة، فقد كانت متزوجة وقتها من الدكتور حسن حسني، تقول في حوار صحفي لها "كنت متجوزة وقتها، وأنيس منصور كنت شاتماه، جوزي وقتها راح الأهرام وعمل مشاكل هناك".
ضربت فايزة أحمد بالقلم
الفنانة تحية كاريوكا لا تحسب لردود أفعالها، فهي تتصرف على سجيتها تمامًا. فأثناء وجودها في حفل مع المطربين بسوريا، صباح، ووديع الصافي وشادية وعبدالحليم، اعترضت الفنانة فايزة أحمد على عدم تقديمها في بداية الحفل قائلة "أطلع أنا الأول"، فاعترضت "كاريوكا"، فردت "فايزة": "أنا هون في بلدي" فاعترضت تحية كاريوكا بأسلوب اكتفى الناقد طارق الشناوي بالإشارة إليه بـ "...." أثناء إجرائه حوارا معها نُشر بجريدة روزاليوسف.
الفنانة تحية كاريوكا تعالى صوتها، فضربت الفنانة فايزة أحمد بالقلم على وجهها، رغم أنها ترى أن "فايزة" صوتها ملائكي، لكن وصفتها بأن "مخها مخ عصافير".
قالت لعبد الوهاب "مبحبكش"
وعن رأيها في الفنان محمد عبدالوهاب قالت "أنا مبحبوش، وقلت له ده في مرة كنا بنصور فيلم من إنتاجه اسمه "بلد المحبوب" وكان معايا ابن اخته "سعد" وكنت بحبه جدًا، وكان "عبدالوهاب" عاملي غنوة اسمها "قالوا السمار أحلى ولا البياض أحلى"، وقال: "أنا عاملك الغنوة دي وراح حاطط إيده على رجلي".
غضبت "كاريوكا" من تصرف عبدالوهاب، ورفضت أن تغني له، وطلبت من سعاد مكاوي إحدى الممثلات في الفيلم، أن تغني الأغنية بدلًا منها.
يوميات تحية كاريوكا في السجن
تعرضت الفنانة الراحلة تحية كاريوكا، للسجن عام 1953 بعد زواجها من مصطفى كمال صدقي، أحد الضباط الأحرار والذي انشق عنهم، ووجهت لها تهمة الترويج لمبادئ هدامة وتوزيع منشورات تم العثور عليها في شقتها. وقضت كاريوكا في السجن ما يقرب من 100 يوم، حتى ثبتت براءتها بعد اعتراف زوجها بأنها لا تعرف شيئا عن هذه المنشورات.
وخلال فترة سجن تحية كاريوكا، لم تتخل عن كبريائها ونصرتها للضعفاء، وفي كتاب "المولودة" تحدثت م نائلة كامل إحدى ناشطات اليسار المصري في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي في مذكراتها عن ثلاث شخصيات أثروا فيها خلال فترة اعتقالها التي استمرت 5 سنوات، أولهم الفنانة تحية كاريوكا، فقالت إنها كانت صاحبة شخصية قوية جعلتها بمثابة رئيسة السجن، وكانت تحمي السجينات، وتهتم بتغذية الجميع، وكانت جميع المسجونات تذهب لها زنزانتها.
وأضافت: "كما كانت أيضا تهتم بالتمارين الرياضية، وطوال مدة حبسها كانت متماسكة ولم تهتز من السجن، وكان وجودها يهون على المسجونات، حيث كانت تحب التمثيل والرقص، والشعر، وكانت دائما تردد أبيات لأبو القاسم الشابي: "إذا الشعب يوما أراد الحياة- فلابد أن يستجيب القدر"
وذكرت بعض المصادر أن تحية أعلنت الغضب داخل السجن بسبب تردي الأوضاع وحالات التعذيب حتى زارت السجن لجنة حقوق الانسان وتم تغيير المأمور، كما أقامت خلال فترة بقائها في السجن نشاطا لمحو أمية السجينات.
وبعد براءة تحية كاريوكا نشرت مجلة "الكواكب" بتاريخ 16 فبراير عام 1954 يحوى ملفا مصورا تحت عنوان "تحية تعود إلى البيت"، صاحب فيه محرر المجلة الفنانة تحية كاريوكا بعد خروجها مباشرة من السجن ورحلتها حتى الوصول إلى بيتها وماذا فعلت في أول يوم بعد البراءة ومن الذي كان في استقبالها.
وكتبت المجلة أن كاريوكا لم تصدق خبر الإفراج عنها لأول وهلة فانهمرت الدموع من عينيها ولكن دموع الألم انقلبت إلى دموع فرح عندما تأكدت من صحة الخبر.
وهرعت تحية إلى منزلها لتجد في انتظارها فنانة وحيدة هي زينب صدقي، وخادمها الأمين وكراوية وزوجته – كراوية الطبال الخاص بتحية- وبعض صديقاتها، أما أهل الفن فلم يصل إلى سمعهم الخبر إلا متأخرا وكانت تحية على عادتها مرحة تطلق النكتة وراء النكتة وبين واحدة وأخرى تقول لزينب: "عايزة أخرج، عايزة أتفسح، يالله ناخد فلوكة، يالله نركب اتومبيل لغاية الهرم، وفعلا لم تكد تستيقظ تحية في صباح اليوم التالي حتى ارتدت ملابسها وخرجت على غير هدى ولم تعد لبيتها إلا في المساء".