قبل الحادث.. كواليس المكالمة الأخيرة بين فريد الأطرش وأسمهان
لأيام طويلة توقف تصوير فيلم "غرام وانتقام"، حيث كانت بطلته الفنانة السورية أسمهان تمر بظروف نفسية سيئة إثر خلاف حاد مع زوجها آنذاك الفنان أحمد سالم.
حاول الفنان يوسف وهبي إقناع الفنانة أسمهان مرارًا بالعودة للتصوير واستئناف نشاطها الفني، كان يقول: "يا مدام آمال أنتِ فنانة عظيمة، والفنان العظيم لا يدع حياته الخاصة تؤثر على فنه"، لكنها طلبت منه الحصول على إجازة لمدة يومين تستعيد فيها نشاطها لتعود إلى التصوير مرة أخرى.
وكانت الفنانة أسمهان قد هاتفت شقيقها الفنان فريد الأطرش قبل وفاتها، قائلة: "فريد أنا مسافرة لمدة 48 ساعة بس وعاوزاك تعمل بروفة مع الموسيقيين لغاية ما أرجع".
واتجهت الفنانة أسمهان بالسيارة على الطريق الزراعي إلى رأس البر، تحمل الفنانة الراحلة وصديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة، وفي منتصف الطريق سقطت السيارة في ترعة "الساحل"، وشاء القدر أن تموت هي وصديقتها وينجو السائق الذي اختفى في ظروف غامضة. حسب مجلة "الشبكة" اللبنانية.
الفنان السوري فريد الأطرش فُجع بوفاة شقيقته وتوأم روحه فرثاها بـ3 روائع من أغنياته، وهم: "كفاية يا عين"، "يامنى روحي وسلاما"، "يا زهرة في خيالي".
يذكر أن أسمهان حاولت الانتحار بتناول كمية كبيرة من الأقراص المنومة مرة في جبل الدروز خلال فترة زواجها من ابن عمها ووالد ابنتها الوحيدة كاميليا الأمير حسن الأطرش بعد مشكلات معه وإحساسها بالملل والرتابة، كما حاولت الانتحار مرة ثانية في فندق مينا هاوس بسبب الديون المتراكمة عليها فى الفندق وأنقذتها صديقتها ماري قلادة التي لقيت فيما بعد مصرعها معها.
أيام فريد الأطرش الأخيرة
أقدم الفنان فريد الأطرش على الارتباط رسميًا، في أيامه الأخيرة وكانت حالته المرضية قد اشتدت سوءًا، فأعلن خطبته بالسيدة سلوى القدسي، التي كانت تصغره بأكثر من 30 عاما.
كانت سلوى أرملة الطبيب اللبناني نور الدين القدسي، وكانت أمًا لطفل يُدعى طارق القدسي، وهي الحب الكبير، في حياة فريد والإنسانة التي وهبها قلبه وأراد أن يربط حياته بها للأبد وينجب منها.
ذكرت مجلة "الموعد" أن "سلوى" ظلت مع "فريد" حتى آخر لحظة من لحظات حياته، وأسلم الروح علي يديها، وكان وجهها هو آخر من رأى في حياته، ومع ذلك، كان فريد لا يريد أن تراه سلوى وهو يتألم علي فراش الموت.
عندما أبلغ "فريد" حبيبته "سلوى" برغبته في العودة إلي بيروت، طلب منها أن ترتب خروجه من المطار بطريقة سرية بحيث لا يراه أحد لأنه غير قادر علي الكلام، فدبرت سلوى ما أراد وخرج من الطائرة إلي البيت مباشرة دون أن يراهما أحد.
بعد وصوله للبيت، استدعت "سلوى" طبيب فريد الذي أجرى الكشف عليه، فأخبرها بأن حالته خطيرة جدا وفي تدهور مستمر ومن الضروري نقله للمستشفي فورا ليكون تحت الملاحظة الدقيقة والمستمرة، وبالفعل تم نقله إلي مستشفي "الحايك" واستمرت حالته في التدهور، وارتفع نبضه، وأخبر "سلوى" أنه يتمنى العودة لمصر.
في 26 ديسمبر 1974، وهو اليوم الذي وعد الطبيب فريد أن يخرج فيه من المستشفى، كانت سعادة فريد لا توصف، لكنه أصيب بنوبة قلبية مفاجئة، وتوقف القلب نهائيا، ومات "فريد"، وتم نقل الجثمان للقاهرة بطائرة قادها ابنة خالة فريد الطيار أبو الحسن.
قالت سلوى القدسي في حديث صحفي: "كان فريد يبدو سعيدا، وعند السّاعة الرّابعة جاءته بالأكل، ولم يكن قد تغدّى بعد، ومضت ساعات، وعندما فتحت الرّاديو.. كانت إذاعة الأردن تبثّ أغنيّة أوّل همسة، فكانت آخر لحن يسمعه، ولمّا سمع أذان المغرب، أخذ يصلّي، ويدعو من أعماق قلبه ياربّ وفاضت روحه ثمّ ودّعته الوداع الأخير، وأثناء دفنه، أبت إلاّ أن يوضع تحت رأسه المصحف الكريم الّذي كانت تضعه تحت وسادتها".