نجيب شهاب الدين.. رحيل صامت لصاحب يامصر قومى وشدى الحيل
"يا مصر قومي وشدي الحيل
كل اللي تتمنيه عندي
لا القهر يطويني ولا الليل
آمان آمان بيرم أفندي".
كلمات سطرها الشاعر نجيب شهاب الدين، الذي رحل عن عالمنا مساء أمس، الثلاثاء، وهو يبحث عن قوة مصر التي ظن البعض من خطاب الرئيس الراحل أنور السادات أن الحرب مع الصهيونية أضغاث أحلام. مستنهضا عزيمة الشعب، مناديا بصوت الشيخ إمام:"لا القهر يطويني ولا الليل".
بدأت علاقة نجيب شهاب الدين بالثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام عيسى عام 1971، بعد خروج نجم وإمام من المعتقل.
يروي القصة الشاعر ومؤسس جمعية محبي الشيخ إمام سيد عنبه:"أقام معهما فترة في حوش قدم، وفي تلك الفترة اعتقل نجم مرة أخرى، هنا عرض شهاب الدين كلمات أغنياته على الشيخ إمام، فغناها".
يضيف سيد عنبه لـ "الدستور":"كتبت الأغنية بعد سنة 1970 وبداية حديث السادات الموحي بعدم تنفيذ خطوة الحرب، كتبت أغنية يامصر قومي وشدي الحيل بهدف دفع الشعب والقيادة السياسية إلى خطوة الحرب، بعد شكوك تسربت عقب وفاة ناصر بعدم تنفيذ خطوة الحرب".
يستكمل سيد عنبه:"كنت أزوره على فترات بصحبة الشاعر محمود الشاذلي، وكنا نراه عازفا بشكل تام عن الظهور في السنوات الأخيرة، حتى أنني طلبت منه المشاركة في إحياء ذكرى الشيخ إمام بنقابة الصحفيين فقام بترشيح فرقة اسكندريلا للمشاركة، وكانت تلك المرة الأولى التي أقابل فيها الفرقةـ وعلى مدار سنوات حاولت دفعه للظهور في احتفاليات الشيخ إمام لكنه كان عازفا عن الظهور".
تعلم نجيب شهاب الدين في قريته طفلا على يد أحمد أفندى الشايب، والد المترجم طلعت الشايب، يحكي عنه شهاب الدين في مقال منشور:"والدي وأستاذي في المرحلة الأولى من التعليم، أو التعليم (الإلزامى) حين كان التعليم واجبًا وطنيًا، وكان المدرس يتولى أمر الفصل الدراسي من الحصة الأولى إلى الحصة الأخيرة، على مدار السنة الدراسية، كنا نتعلم خلالها مبادئ اللغة العربية ومبادئ الحساب والدين وشيئًا من المعلومات العامة التي كان أحمد أفندي يجود بها من آن لآخر".
يضيف نجيب شهاب الدين:"يأخذنا بعيدا عن الدرس إلى حكايات دينية أو دنيوية، فهو أول من حدثنا عن حادثة «دنشواى» وعن أول مشانق حديثة عرفتها مصر، وكيف جلبوا أحبال المشانق من لندن التى تحوى مصنعا خاصا لصناعة أحبال المشانق ليتم تعميمها فى سائر مستعمراته، وهو من حكى لنا عن اليوم الأسطوري الذي قام فيه جامع «ستي مدللة، أكبر جوامع القرية، فقد تم فى يوم بليلة، اجتمع فيها أهل القرية وعلى رأسهم البناءون والنجارون والفًعلة،، كان الكل فى ذلك اليوم فًعلة، بدأوا العمل بعد أن صلوا الفجر فى الخلاء، وفى فجر اليوم التالي كانوا يصلون في الجامع الذى قام ما بين فجرين.
وأظن أن ما ترسب فى وجداني من حكايات عن ناس قريتي وأحداثها، وضع أساسه أحمد أفندي الشايب".