صدور «قبعة الزهايمر» للروائية سوسن دروزة
صدر حديثًا عن دار فضاءات للنشر والتوزيع٬ رواية، "قبعة الزهايمر" للكاتبة الأردنية سوسن دروزة.
وتقع الرواية في 230 صفحة من القطع المتوسط، و"قبعة الزهايمر"٬ روايةٌ فلسطينيّةٌ أبطالاً وأماكنَ وأحداثًا وتراثًا وهوًى وكاتبةً ولغةً. وما أجمل المفردات والتراكيب الفلسطينيّة التراثيّة في هذه الرواية.
تبدأ الكاتبة سوسن دروزة نصها "قبعة الزهايمر" بسرد يصف ملامح وملابس رجل مسن وصل لمأوى للمسنين٬ يحاول الطبيب المسوؤل في المأوى والممرضة التحدث للرجل٬ إلا أنه يمتنع عن الإجابة.
تتكهن الممرضة والطبيب بأن الرجل ربما فاقد للذاكرة٬ أو أنه مصاب بالزهايمر. تبحث الممرضة في كيس أغراض يحمله الرجل٬ فتجد بعض الملابس قدر كبير من المال في الكيس٬ ثم تجد سلسلة في عنقه وقد علق فيها بطاقة مكتوب عليها اسمه "صادق أبو محمود".
تتبين أن البطاقة المعلقة في عنقه قد علقت لتدل عليه٬ فهو على ما يبدو مصاب بالزهايمر فعلا كالعديد من نزلاء المأوى المسنين٬ غير أن الرجل ومنذ البداية ومن خلال ما سردته الكاتبة من عبارات حدث فيها نفسه٬ يبدو أنه قد قرر أن يتصنع ويمثل الزهايمر لغاية في نفسه.
يتسلم الرجل غرفته المخصصة له ويصبح نزيلاً رسمياً للمأوى٬ في اليوم التالي تصطحب الممرضة ممرض اسمه "عامر" ليتعرف عليه وأنَّه سيكون في خدمته إنْ احتاج لأي شيء يجول به عامر في البهو الكبير حيث يجلس عدد كبير من المسنين٬ ومن الجنسين يعرفهم عليه ويعرفه عليهم٬ تلفته سيدة اسمها "هيفا" يخبره عامر أنها مصابة بالزهايمر وكثيراً ما تنسى اسمها في اليوم التالي٬ وهنا يحدث الرجل نفسه بأن عليه أن لا يلفت انتباه عامر بتذكر ما قيل له٬ هو يريد من الكل من حوله أن يكونوا على قناعة تامة بأنه مصاب بالزهايمر فعلا.
في اليوم الذي سيليه سيبدأ صادق بسرد الرواية بنفسه٬ كانت هيفا قد حازت على اهتمامه سيتقرب منها٬ ويحاول التعرف عليها أكثر٬ ثم يبدأ بسرد سيرة حياته لها في سعي منه لإفراغ ذاكرته مما فيها من عبء ثقيل عليه. تلك الحياة الطويلة التي عاشها وكانت عامرة بالأحداث٬ منذ أن كان صحبة أسرته في قريته في فلسطين ثم الهروب إلى الأردن طلباً للأمان٬ مع أسرته ووالديه وإخوته جميعاً وتلك الفتاة "رهام" التي استحوذت على قلبه من النظرة الأولى حين رآها في عرس ابن عمه. حياة المخيم المليئة بالفقر والألم والعوز٬ والأعمال العديدة التي تنقل فيها طيلة فترة صباه وفتوته طلباً لفتات يساعد في سد رمقه وأسرته٬ ثم اللقاء مرة أخرى برهام واتقاد الحب من جديد ومبادلتها له حبه٬ يسرد كل تلك التفاصيل بكثير من الحميمية٬ ثم رفض والدتها تزويجها له فهو فلاح وهي مدنيّة.. سفره للعمل بالسعودية ووعده لرهام ووعدها له بصيانه الحب٬ ثم انقطاع رهام عنه حيث سيجدها حين يعود من السعودية وبعد أن أنهت دراستها الجامعية٬ قد تزوجت وارتحلت مع أسرتها إلى أمريكا سيعلم لاحقاً أنها كانت رافضة للزواج لكنها أجبرت من قبل أمها.ثم يتوالى سرده ليقول لها كامل تفاصيل حياته. ثم ستخلق هذه الثقة لديها شعورًا بالرغبة في القول، فتبدأ بسرد قصتها.