احتفالات في كنائس الروم الملكيين بمصر بالاثنين الثاني بعد العنصرة وتقدمة عيد الجسد
تنظم الكنيسة الرومية الملكية بمصر، اليوم، احتفالات الاثنين الثاني بعد العنصرة: تقدمة عيد الجسد، ويقرأ المسيحيون الروم الملكيين في مصر، عدة قراءات روحية على مدار اليوم كالآتي:
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 18-1:3.29-28:2
إنجيل القدّيس متّى 11-9:7.34-31:6
وتأتي عظة القداس اليوم من تأملات وأقوال وعظات القدّيس أمبروسيوس الذي عاش في الفترة (نحو 340 - 379)، وهو أسقف ميلانو ومعلّم في الكنيسة، وتحديدا العظة الثامنة عن المزمور 119، تحت شعار «لِتَصيروا بَني أَبيكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّمَوات. لِأَنَّهُ يُطلِعُ شَمسَهُ عَلى ٱلأَشرارِ وَٱلأَخيار، وَيُنزِلُ ٱلمَطَرَ عَلى ٱلأَبرارِ وَٱلفُجّار».
وقال: "كيف للأرض أن تمتلئ من رحمة الربّ هذه إن لم يكن بواسطة آلام ربّنا يسوع المسيح الّتي، حين تنبّأ بها صاحب المزامير، احتفل بنوعٍ ما بتحقيق الوعد؟... نعم لقد امتلأت الأرض من رحمة الرّب لأنّ غفران الخطايا قد وُهِب للجميع. وكما أنّ للشمس نظامٌ تُشرق به على الجميع، وهذا ما يحصل كل يوم، كذلك، أشرقت حقًّا "شمس البرّ" (راجع ملا 3: 20) على الجميع بالمعنى الروحيّ؛ لقد أتى الرّب إلى الجميع، لقد تألّم عن الجميع، وقام من الموت من أجل الجميع. وإذا تألّم، فذلك لكي "يرفع (حقًّا) خطيئة العالم" (يو 1: 29)".
وأضاف: "ولكن، إن لم يؤمن أحدهم بالرّب يسوع المسيح، فهو يحرم نفسه من هذا الخير العام. فإن منع أحدهم، بإغلاق نوافذه مثلاً، أشعّة الشمس من الدخول، لا نستطيع أن نقول عندها أنّ الشمس قد أشرقت على الجميع لأنّ هذا الشخص قد حرم نفسه من حرارتها. من يعتبر نفسه نيّرًا، لن تشرق عليه الشمس؛ هكذا من تنقصه الحكمة، يحرم نفسه من نعمة النور المقدّمة للجميع".
وتابع: "إنّ الله هو المربّي إذ ينير نفس كلّ واحد ناثرًا فيها وضوح معرفته، شرط أن تفتح باب قلبك وتتلقّى نور النعمة السماويّة. وعندما تشكّ، أسرع في التفتيش، "لأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يَنال، ومَنْ يَطلُبُ يَجِد، ومَن يَقرَعُ يُفتَحُ لَه" (متّ 7: 8)".
كما تحتفل الكنيسة اليوم أيضا، بتذكار تذكار القديس هرميوس الذي استشهد في عهد الإمبراطور انطونينوس (138-161).
جدير بالذكر هو أن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك هي كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة مرتبطة في شركة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بشخص رئيسها البابا.
الموطن الأصلي لهذه الكنيسة هو الشرق الأوسط، وينتشر اليوم قسم من الروم الكاثوليك في بلاد المغترب، شأنهم في ذلك كشأن باقي مسيحيي الشرق. أمّا اللغة الطقسية الليتورجية لهذه الكنيسة فهي اللغة العربية.
لدى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك درجة عالية من التجانس العرقي، حيث تعود أصول الكنيسة في الشرق الأدنى، خصوصًا في سوريا ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ينتشر الروم الملكيين الكاثوليك حاليًا في جميع أنحاء العالم بسبب الهجرة المسيحية والاضطهادات.
في الوقت الحاضر تصل أعداد أتباع الكنيسة في جميع أنحاء العالم إلى نحو 1.6 مليون نسمة. وخارج الشرق الأدنى، نمت الكنيسة الملكانيّة أيضاً من خلال الزاوج المختلط والتحول الديني. وفي حين أن التقاليد الطقوسية البيزنطية للكنيسة الملكانيّة الكاثوليكيّة تتشارك فيها مع التقاليد الأرثوذكسية الشرقية، إلاّ أنّ الكنيسة كانت جزءاً من الكنيسة الكاثوليكيّة منذ تأكيد اتحادها مع الكرسي الرسولي في روما عام 1724.