«الوثيقة».. خطاب بخط يد أحمد بهاء الدين موجه لجمال حمدان
"الوثيقة" اليوم الأحد، عبارة عن خطاب بخط اليد موجه من الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين إلى أحد أهم أعلام الجغرافيا المصريين الدكتور جمال حمدان، والخطاب بشأن نشر مقالة للدكتور جمال حمدان، وظل الخطاب في أوراق جمال حمدان حتى أتيحت نسخة منه لمكتبة الإسكندرية، ويقول فيه أحمد بهاء الدين نصا:
(الأخ العزيز الدكتور جمال حمدان..
تحياتي إليك وأرجو أن تكون بخير..
الواقع أن المقال الذى تفضلت بإرساله، على قيمته الممتازة، إلا أنه من حيث طوله يتحدى أى إمكانية للنشر في صحيفة. ولم يكن هذا رأيي ولكن بعد أن تداولنا بين الرغبة فى نشره وعدم إمكانية ذلك، خصوصا وقد جاء قبيل المناسبة بأيام قليلة جدا..
ثم إن تراسلك معي بالبريد يخلق صعوبة أخرى!
لو أنك سألتني بالحضور- أو حتى تليفونيا- قبل كتابته لتداولنا فى الأمر ووصلنا إلى صيغة ملائمة، ولو كان عندى طريق سهل للاتصال الشخصى بك لتداولت معك بعد تسلمه مباشرة فى إمكانية استخراج أجزاء منه تصلح لمقالات منفصلة، فهو بهذه الصيغة المتكاملة كتيب ممتاز أو يناسب مجلة مثل شئون فلسطينية مثلاً،
إننى أعتقد أن الكثير مما فيه ليس رهن مناسبة ٥ يونيو، فنحن على أى حال نعيش فى ظل الموقف والأسئلة المطروحة باستمرار، واقتراحى أنه يمكن استخراج أجزاء منه، كل جزء يكوّن نقطة مستقلة ومتكاملة تنشر فى مقال مستقل أو أن ينشر كاملاً فى إحدى المجلات المناسبة. ومرة أخرى، أكرر أنه حبذا لو أمكن فى المستقبل أن يكون حوارنا حول هذه الأمور مباشراً، لا تبخل بالزيارة حتى بدون سبب، ولا أحتاج أن أؤكد لك هذا أبداً، فما بالك إذا كان هناك سبب..
ولك أطيب تحياتى: أحمد بهاء الدين.. ملحوظة: إذا كان مكتبى بعيداً فبيتى قريب: ١١ شارع هارون الدور الخامس شقة ١٤ "ت ٩٨٢٤٦٣".. بهاء).
يذكر أن الدكتور جمال حمدان المولود في الرابع من فبراير عام 1928م ترك لنا تسعة وعشرين كتابا وتسعة وسبعين بحثا ومقالة قبل رحيله الغامض في السابع عشر من أبريل عام 1993، ويأتي في مقدمة هذه الكتب كتابه الأبرز "شخصية مصر.. دراسة في عبقرية المكان"، وكان قد أصدر الصياغة الأولى له سنة ـ 1967م في نحو 300 صفحة من القطع الصغير، ثم تفرغ لإنجاز صياغته النهائية لمدة عشر سنوات، حتى صدر مكتملا في أربعة مجلدات خلال السنوات بين 1981م ـ 1984م.
كما حصل جمال حمدان على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الاجتماعية، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية سنة 1986م، وجائزة التقدم العلمي من الكويت 1992م، كذلك حصل على وسام العلوم من الطبقة الأولى عن كتابه "شخصية مصر" عام 1411هـ ـ 1988، ورحل فى عام 1993.
أما الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين فقد ولد فى محافظة الإسكندرية فى الحادي العشر من فبراير عام 1927م، حيث كان والده يعمل بوزارة الأوقاف بالإسكندرية، إلا أن جذور العائلة تعود لقرية "الدوير" بمركز صدفا فى محافظة أسيوط، تخرج فى كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول عام 1946م.
وهو أول من هاجم عشوائية سياسة الانفتاح الاقتصادى المتبعة فى عهد السادات وذلك بمقاله الأشهر "السداح مداح" وذلك أثناء رئاسته لتحرير الأهرام، وقد تربت اجيال عربية على كتب أحمد بهاء الدين ومقالاته فى صباح الخير ودار الهلال والأهرام والعربى الكويتى.