سعيد عبد المقصود: أتعامل مع قصيدة العامية كأداة لإبداعات شعرية خالصة
شهدت الفترة الماضية، هجوما من قبل البعض على قصيدة نثر العامية، إذ لا يعتبرها البعض شعرًا، ومازال الكثير من مثقفي مصر، لا يؤمنون بها، ولا بأهم الشعراء الذين كتبوها أمثال الشاعر الراحل مجدي الجابري، والشاعر مسعود شومان، والشاعر محمد علي عزب، وغيرهم.
في هذا السياق قال الشاعر سعيد عبد المقصود لـ"الدستور": "منذ منتصف التسعينات وقصيدة جديدة تطرح نفسها على متابعي الشعر المكتوب بالعامية المصرية، أعداد كبيرة من الرافضين لها، وقليلة هي الأصوات الداعمة. والنثر بجيله الأول شكل موجة خلخلت التركيبة ودفعت كما كبيرا من تصورات جمالية واكبت طموحات من كتبوها وزاد من كتابها استيعابها لخروجهم على المألوف وانطلاقها من شك تجاه كل المعارف والمسلمات وسعي كامل للتعارف وكل الكون، ومواكبتها للحال الزمني جماليا، والاعتداد بطبيعة كل مرحلة. وطرحت عبر من ركبوا هذه الموجة أغلب الإشكاليات بل مكنت من التأكيد على صحة بعضها بين مستسهل فاقد للموهبة وفاقد للقدرة على فهم وعي هذا النص الجديد وآلياته وجمالياته التي يقوم عليها فليس اليومي بشكل مطلق مشكلا للقصيدة. ومناهضة المجاز ليست قاعدة في كتابته، والعادي ليس جزءا أصيلا لصحة الحالة الشعرية:.
وأضاف: "والمشهدية لها آلياتها وقدراتها وليست سردية شلة القهوة بمفرداتها الصادمة عنصرا جماليا في ذاتها. وكثيرة هي الأسباب التي دعت عددا كبيرا من كتاب العامية الحقيقيين على اختلاف أجيالهم إلى إعادة النظر والتوقف لمراجعة ما أنتجوه وما يمكن لهم أن يقدموا على إضافته أو حتى تصحيحه فيما يستعدون لإنتاجه. هو البدء مرة ثانية باتجاه ما قنعوا بقدرته على إبداع شعري مكتوب بالمصرية. قصيدة جديدة للعامية المصرية يستقر وجودها ربما رأي البعض أنها تتشكل معتمدة إضافة النثر إلي أشكال العامية بمنطق إضافة الخبرة إلى النوع بين خبرات كثيرة تنحاز في مجملها الى الشعر دون التفات لقضايا: اللهجة أم اللغة؟ المقروء أم المسموع؟ الإيقاع أم النثر؟".
وأشار في تصريحاته إلى أنه "يتعامل مع العامية كأداة لإبداعات شعرية خالصة تأخذ بالقطيعة مع نمطية الإيقاع التي اتخذها البعض بطلا لكل نصوصه طمعا في حالة سمعية تنتمي في مجملها إلى النظم. وكل هذا يدور وقائمة كبيرة ترى شعر العامية إبداعا من الدرجة الثانية، وسط غياب حقيقي لمواكبة نقدية ونقاد يحتاجون لمحو أمية قراءة العامية المصرية، ونقاد يتعاملون مع العامية بمنطق اجتماعي يشاركون في المناقشات وينتهي الأمر عند هذا الحد لأنها لا تضيف إليه حال نشرها وتخفف من ثقله. والعامية المصرية بمنجزها الشعري الموثق تطرح الآن أجيالا شابة تثبت قدرتها وقوتها باستفادتها من كل أشكالها وانحيازها الكامل لمعنى الشعر تستطيع أن تميز أصواتا في كل مصر من أقصاها إلى أقصاها ولا يستطيع إنكارها متابع. وكثيرة هي الأسماء المطروحة والتي تدل على امتلاك العامية المصرية لإمكانات تطرح الجديد شعريا في كل يوم.".
واختتم حديثه: "والآن كتاب قصيدة العامية على اختلاف أجيالهم لم يعودوا أسرى لشكل، وإن قلنا وإن قلنا إن النثر منتهى كما يرى البعض فماذا بعده لن يختلف أحد على معيار الشعرية التى تتحقق جودتها بخبرات مبدعها دون ثبات على شكل لأن الثبات نفسه ضد وعيها الذي لم ينطلق أبدا من يقين. هو الشعر ولا شيء سواه، وفي أي شكل والبقاء للأرواح العامرة به".
يذكر أن الشاعر «سعيد أحمد عبد المقصود»، من مواليد دمنهور1974، وصدرت له عدة دواوين منها: «واحد اتنين فـ نفس الوقت» (2001)، و«شوارع نُص مفتوحة» (2009)، و«اللى ما حدش يعرفه» (2011)، و«شبه الحُزن» (2014).