أمسية شعرية وحفل إطلاق كتاب «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثالثة» ليوسف رخا
يستضيف النادي اليوناني بميدان طلعت حرب٬ في الخامسة مساء اليوم٬ حفل إطلاق ومناقشة كتاب «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثالثة»٬ والصادر حديثا عن دار التنوير للنشر والتوزيع٬ للكاتب يوسف رخا.
وكان يوسف رخا قد حصل على منحة من مؤسسة آفاق للثقافة ببيروت٬ لكتابة مشروعه الأدبي «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثالثة»٬ وهو كتابة قصائد نثرية ومقالات نقدية معاصرة مستوحاة من أبيات المتنبي.
وعن كتابه «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثالثة»٬ قال يوسف رخا في تصريحات خاصة لــ"الدستور": لاحظتُ خلال قراءتي لديوان المتنبي وشروحه أن الغالبية العظمى من العرب المعاصرين، حتى المتعلمين وقارئي الأدب، ورغم الافتراض السائد بأن هذا الشعر هو الأبدع والأروع في تراثنا، يلاقون صعوبة شديدة في تذوقه. ويَقصرون مساحة الخطاب التي يتحرك فيها على قيم ذكورية وعنصرية يتضمنها بعضه القليل مهملين مساحات وجدانية وفلسفية أخرى واسعة بل ويتجاسرون بالحكم الأخلاقي على الشاعر باعتباره منافقاً للسلطة السياسية. ومن شأن ذلك أن لا تبقى من المتنبي سوى بلاغة لغوية ميتة ومكانة محنطة في حين أنه يملك طاقة جمالية وعاطفية هائلة أريد أن أظهرها بصفتي المزدوجة ككاتب وقارئ عربي معاصر.
تابع موضحا: يسعى كتاب «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثالثة»٬ إلى تقديم رؤية آنية ومتصلة بالممارسة الأدبية المعاصرة لإرث المتنبي الشعري في سياق رأب الصدع المزمن بين الكتابة والقراءة اليوم وتراث الأدب العربي في عصور نهضته. ويتلخص في انتقاء عشرين من الأبيات الموحية للمتنبي والاستجابة لكل منها بقصيدة نثر تكون بمثابة ترجمة لها عبر الزمن وليس اللغة أو المكان، فكأنني – بصفتي شاعر نثر من القرن الحادي والعشرين – أطرح معادلاً من عندي لمعاني وإيحاءات القرن العاشر المتضمنة في كل بيت من بيئتي الحاضرة. ثم ألحق الممتالية الشعرية بمقال نقدي قصير عن كل بيت-قصيدة (على طريقة "شرح ديوان المتنبي") يضيء جوانب من جماليات ذلك البيت وقدرته على عبور الزمن رغم صعوبة اللغة واختلاف الحساسية والبيئة الثقافية التي أنتجته. وأعتمد في ذلك على خبرتي كناقد أدبي-صحفي ثقافي، على أن يكون النص مستساغاً وممتعاً في حد ذاته.
مما جاء في كتاب «ولكن قلبي: متنبي الألفية الثالثة»٬ حيث يجب أن يكون عمودي الفقري ليس سوى قائم معدنيّ يستقبل الإشارات، جسمي يتهالك من حوله. ولقد ظننتُ على الطريق رِفاقاً فإذا هي قَفرٌ لاسلكيّ. حتى الأيام التي عوّلتُ على إنصافها لم تكن إلا صناديق زُجاج على أكتاف غيلان تترنّح. يمكنكِ أن تتأكدي بنفسك. الغاوون الراغبون في اتّباعي يَفقدون رؤوسَهم على شفرات نعالٍ عملاقة، الرملُ في عيونهم. وأنتِ لستِ كمن حسِبوا الطَرَب فرحاً فقط فأخطأوا الشِعر في الأغنيات.