شروط التطبيع ونتائج المصالحة.. وزير خارجية قطر يوضح سياسة الدوحة تجاه قضايا المنطقة
أجرى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، حوارين مطولين، مع كل من تلفزيون "العربي"، وقناة "MSNBC"، تطرق فيهما إلى عدد من القضايا الخليجية والإقليمية، وفي السطور التالية، ترصد "الدستور" أبرز التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية القطري فيما يخص القضايا العربية المختلفة.
أحداث فلسطين
واستعرض وزير الخارجية القطري، الأحداث الأخيرة في فلسطين والعدوان إسرائيلي على غزة، حيث صرح قائلًا: "كانت رسائلنا دائمًا مكررة بوجوب وقف هذه التصرفات وهذه الاستفزازات التي قد تقود إلى توتر وإلى عنف وقد نشهد حربًا جديدة".
وأضاف: "كان هناك تنسيق مستمر أيضًا مع الشركاء الإقليميين والدول الإقليمية المعنية في هذه المسألة، وعلى وجه الخصوص مع المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، ومن ثم اشتعلت الحرب على غزة للأسف، وكانت هناك تحركات واتصالات قطرية لإيجاد حل والوصول إلى تهدئة، وكان ذلك بالتنسيق أيضا مع جمهورية مصر العربية".
وشدد وزير الخارجية القطري، على أن "الحل العادل والدائم للأشقاء في فلسطين هو الحل الذي يجب على الأطراف الدولية العمل والسعي للوصول إليه"، مؤكدًا أن "مبادرة السلام العربية وضعت أسسًا واضحة وتعتبر حدًا أدنى مقبولا لدى كافة الدول العربية والشعب الفلسطيني. ننطلق من هذا الأساس".
استهداف الهلال الأحمر القطري في غزة
وعما إذا كانت دولة قطر قد تواصلت مع الجانب الإسرائيلي أو الجانب الأمريكي بعد استهداف مبنى الهلال الاحمر القطري في غزة، قال وزير الخارجية القطري: "بالطبع نقلنا لهم استنكارنا وإدانتنا لهذا العمل.. استهداف المؤسسات الإنسانية مخالف للقوانين الدولية ومخالف للقانون الإنساني الدولي".
وأوضح أن "جمعية الهلال الأحمر القطري هي جمعية أهلية قطرية من المؤكد أنها تدرس ما هي خياراتها التي تحميها في المستقبل من التعرض لمثل هذه الهجمات".
التشاور مع مصر
ونوه إلى أن الوصول إلى قطاع غزة يتم عبر معبرين فقط الأول عبر جمهورية مصر العربية، والآخر من الجانب الإسرائيلي، معربًا عن شكره لمصر لقيامها بفتح المعبر مؤخرًا لإيصال المساعدات إلى غزة.
وقال الوزير القطري: "نحن في دولة قطر نتواصل الآن مع الأمم المتحدة، وهناك مشاورات مستمرة أيضًا مع الولايات المتحدة ومشاورات أيضا كانت قد تمت في زيارتي الأخيرة لجمهورية مصر العربية".
التطبيع مع إسرائيل
وحول مسألة التطبيع مع إسرائيل، قال وزير الخارجية القطري: "لا ننوي أن يكون هناك تطبيع طالما أنه لا يوجد أي أمل حتى الآن أو بصيص من الأمل للمضي في عملية سلام مع الطرف الفلسطيني، فالسبب في مقاطعة الدول العربية لإسرائيل هو ما يحدث لأشقائنا الفلسطينيين، وبالنسبة لدولة قطر مازال السبب قائمًا ولا يوجد أي شيء حتى الآن يغير من هذا التوجه".
وصرح قائلًا: "إذا كانت هناك عملية سلام واضحة ومبنية على أسس كمبادرة السلام العربية يرتضيها الشعب الفلسطيني، هنا دولة قطر من الممكن أن تفكر في الموضوع، عدا عن ذلك لا نرى أي عائد سيكون لنا أو لأشقائنا الفلسطينيين في الوقت الحالي من التطبيع".
العلاقات القطرية مع إدارة بايدن
وحول العلاقات القطرية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أوضح الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "علاقاتنا مع المؤسسات الأمريكية، سواء كانت إدارة أوباما أو إدارة ترامب، أو إدارة الرئيس بايدن هي علاقة مؤسسية ودائمًا تتحرك في مسار إيجابي ومسار تقدير للشراكة الاستراتيجية المتينة بين البلدين".
وأضاف: "هناك تغير في السياسة الأمريكية، وهناك دخول بشكل أكثر إيجابية مع إيران في الحوار.. نحن نشجع على أن يكون هناك حل لموضوع الملف النووي الإيراني، وأن تكون هناك عودة للاتفاق النووي بين الأطراف، وأن يكون هناك أيضًا دور لدول مجلس التعاون في معادلة الأمن الإقليمي مع إيران، وذلك لن يتحقق إلا من خلال إطلاق حوار إقليمي بين دول مجلس التعاون وإيران، لمعالجة المخاوف لدى مجلس التعاون، ومن المؤكد أن هناك أيضا مخاوف لدى إيران من دول مجلس التعاون، وهذه دعوة دولة قطر".
الملف الإيراني
وفيما يخص وساطة الدوحة في الملف الإيراني، أكد وزير خارجية قطر: "نحن في دولة قطر نرى أن أي شيء يمكن أن نقدمه لتحقيق الاستقرار في المنطقة سنقوم بتقديمه.. دولة قطر تتمتع بعلاقات طيبة مع كافة الأطراف وعرف عنها دورها في الوساطات المختلفة ونجاحها في عمليات الوساطة بين الفرقاء، ونحن على أتم استعداد للتعاون مع الولايات المتحدة والدول الصديقة لتحقيق ذلك".
وتابع: "لم يطلب منا رسميًا إلا إيصال رسائل للجانب الإيراني لحثهم على الالتزام في المفاوضات والوصول إلى حل بأسرع وقت ممكن.. وهناك رسائل دائمًا تنقل بين الجانب الإيراني والولايات المتحدة، من خلال دولة قطر ومن خلال أطراف أخرى منها الاتحاد الأوروبي".
الأزمة اليمنية
وفيما يخص الدور القطري تجاه اليمن، قال الوزير القطري: "دولة قطر دورها في الوقت الحالي هو تقديم الدعم الإنساني لأشقائنا في اليمن، ولكن رؤيتنا أن تكون هناك عودة للالتزام بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والعودة لمخرجات الحوار الوطني".
وأضاف: "يجب وقف هذه الحرب في أسرع وقت ممكن.. هناك أطراف ودول تحاول المساعدة في هذا الشأن، ولم يطلب من دولة قطر أي مساعدة، ولكن إذا طلب منها ذلك فإنها لن تتردد في تقديم الدعم وصولا لوقف هذه الحرب".
زيارة الأمير تميم إلى السعودية
وعن زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الأخيرة للمملكة العربية السعودية، أكد وزير خارجية قطر، أن "زيارة سمو الأمير للمملكة العربية السعودية كانت تلبية لدعوة كريمة من خادم الحرمين، وكان هناك حديث حول إمكانية التعاون الاقتصادي بين البلدين وحول إعادة تعزيز العلاقات بين البلدين وهي علاقة تاريخية".
وواصل حديثه: "دولة قطر دخلت بإيجابية بعد هذه القمة، وعملت بشكل مستمر وحثيث على أن تكون هناك إعادة لبناء الثقة وإعادة لبناء العلاقة وتأطيرها في إطارها الأخوي الذي من المفترض أن تكون عليه، وهناك رؤية إيجابية من قبل قيادتنا ومن قبل القيادة السعودية بأننا سنتجاوز هذه الخلافات ونعمل على توثيق العلاقات في المستقبل".
التواصل القطري مع الإمارات
وبشأن التواصل مع المسؤولين في دولة الإمارات العربية المتحدة، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "مع الإمارات عقدت اللجان عدة اجتماعات بعد قمة العُلا، ولمسنا من فرق العمل في اللجان أيضًا رؤية إيجابية لتجاوز الخلاف".
وأضاف: "هناك تواصل بيني وبين المسئولين في الإمارات العربية المتحدة.. ونحن من طرفنا ننظر بإيجابية لكافة دول مجلس التعاون ونريد أن تكون هناك عودة لالتئام مجلس التعاون، وأيضًا من الجانب الإماراتي لم نلمس من خلال اتصالاتنا معهم رؤية سلبية تجاه العلاقة مع قطر، وقد يتطلب تجاوز هذه المرحلة الصعبة بعض الوقت".
طي صفحة الخلاف
وردًا على سؤال بشأن طي صفحة الأزمة الخليجية والتحركات القانونية بشأنها، قال الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني: "هناك خطوات متفق عليها بين الأطراف، وهناك إجراءات تم اتخاذها من دولة قطر ومن الدول الأطراف، وهناك آلية لوضع حد لهذه الإجراءات ووقفها وإلغائها في مرحلة ما ونحن ماضون في هذا المسار".
ليبيا والسودان
وبشأن زيارته الأخيرة لكل من ليبيا والسودان؛ قال وزير الخارجية القطري: "نحن في دولة قطر بحثنا مع المسؤولين في ليبيا ما إذا كان هناك حاجة لتقديم دولة قطر الدعم للحكومة لإيصال هذه الخدمات للشعب الليبي الشقيق.. هذا الشيء من المؤكد أن دولة قطر ستأخذه في الاعتبار بشكل إيجابي".
وأكد: "بالطبع، ندعم وقف إطلاق النار المتفق عليه ونريد أن نرى هدوءًا وعملية انتقالية سلسة في ليبيا.. طبعًا عودة بعثتنا الدبلوماسية هي تعبير عن الدعم وستكون في الفترة القريبة".
وأوضح: "ستبدأ البعثات الفنية تقييم الوضع هناك وستعود البعثة في أسرع وقت ممكن.. طبعًا هناك استحقاق انتخابي في ديسمبر حسب مقررات الحوار السياسي، ويجب أن يتم العمل وصولًا إلى هذا الاستحقاق.. نحن نريد أن نرى استدامة الاستقرار في ليبيا، وهذه رؤيتنا".
وحول العلاقات مع السدوان صرح وزير الخارجية القطري: "دولة قطر من الدول الداعمة دائمًا للأشقاء في السودان.. عقدنا اتفاق الدوحة لحل أزمة دارفور وهناك متابعة لمحادثات السلام".
وأردف: "السودان يمر بظروف صعبة، ودولة قطر مستمرة في تقديم الدعم للشعب السوداني الشقيق، ونحن على ثقة بأن ما يمر به السودان الآن بسبب المرحلة الانتقالية الحالية، وسيتم الانتقال إلى مرحلة مستدامة وتتطلع دولة قطر لهذه المرحلة واستمرار دعمها للشعب السوداني".