«رغم انضمام أبيه للإخوان».. أسامة أنور عكاشة ينتقد جماعات الإسلام السياسى
عن التدين في حياته أطلق أسامة أنور عكاشة مفاجأة ضخمة في حوار له مع "صوت الأمة" نشر بتاريخ 6 نوفمبر 2006، عندما قال: "أبي كان من الإخوان واسمه الحاج أنور عكاشة.. ولا أنسى صورته وهو يبكي بكاء مرًا فور علمه بمصرع حسن البنا، مؤسس الجماعة سنة 1949 وكذلك صورة صديقه عبد العزيز شاهين وكان مقربا منه جدا، ويبدو أنه كان المسئول عنه داخل الجماعة! وكان أخوالى من الوفديين فكانت هناك مناقشات مستمرة بينهم وبين أبي المنتمي للإخوان".
لكن لا يبدو في أعمال "عكاشة" أن هناك أي تعاطف مع التيار الإسلامي عموما والإخوان بشكل خاص، بل ربما العكس هو الصحيح، يعلق أسامة على ذلك فيقول: "أنا أبويا كان من الإخوان لكن (الإسلام المصري) الذى عرفته وتربيت عليه فقدته الآن، مصر كانت حصنا ضد الوهابية، لكن المؤسف أن التنطع والتطرف والتزمت هو السائد حاليا، عندي غيرة على الإسلام الجميل الذي تعلمته على يد أبي، كلنا نحب الإسلام ولكن دون تنطع، بحثت في ظاهرة زحف الإسلام الوهابي علينا فوجدتها تعود إلى أسباب ثلاثة (الأزمة الاقتصادية وافتقاد العدالة الاجتماعية والشعور بالظلم)".
يواصل عكاشة: “الجماعات الإسلامية التي نشأت في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي أيام السادات وبتشجيع منه واهتمت بالشكل دون الجوهر وحاولوا فرض أفكارهم بالقوة على المجتمع”.
كان من الطبيعي أو البديهي بعد أن تحدث أسامة هكذا بصراحة عن والده الحاج أنور عكاشة أن تسأله "صوت الأمة": ولماذا لم تظهر تلك الصورة- أي صورة والده- في أعمالك؟
أجاب أسامة قائلًا: "كنت صغير السن في ذلك الوقت ولم أستوعب ما يجري فأنا من مواليد سنة 1941م، والأهم من ذلك أنني فنان لا أكتب إلا ما أشعر به وقلمي لا يعرف التجارة.. والإخوان ظهروا في مسلسل العندليب بطريقة فيها خفة! ولم يعجبني هذا العمل على الإطلاق وكذلك شقيقته (سندريلا) التي تحدثت عن حياة الراحلة الجميلة سعاد حسني لكن المسلسل كان دون مستواها بكثير".
لكن ألم يتعجب أسامة لأن الأعمال الفنية التي تتحدث عن أشهر فنانينا لم تعرض بالتليفزيون المصري؟ بالطبع تعجب، بل وصرح بأن "الأمر كله تحكمه التجارة والبيزنس والفلوس"، بل وشكا من التطرف ومن زحف التيار الوهابي في الفن.
وإذا كان الفن مرآة المجتمع وكلما كان صادقا في نقل صورته ازدادت مصداقيته فكان طبيعيا أن تسأله "صوت الأمة" في ذات الحوار: أين المحجبات في السينما ومسلسلات التليفزيون مع أنهن يمثلن أغلبية بنات وسيدات مصر الآن؟.. ليرد أسامة أنور عكاشة قائلا: "الأمر ليس سهلا كما تتصور، أنت قلت المصداقية في الفن، وهذا الأمر يتطلب أن تعيش المحجبة حياتها بطريقة طبيعية وتخلع حجابها وهي داخل بيتها وبين زوجها وأولادها، يعنى لن ترتدي الحجاب طوال الوقت في الفيلم أو المسلسل! والمتشددون لن يرضوا بهذا الأمر وستظهر المشكلات عند عرضه، وأهل الفن مش عايزين وجع دماغ أو مشاكل خاصة أن موضوع الدين حساس عند الدولة والجمهور معا، ابعد عن الخير وغني له!".