في ذكراه.. لهذه الأسباب رفض أحمد حسن الباقوري كتابة مذكراته
تعد صورته مع ابنته "عزة" وهي بدون حجاب، من الأيقونات التي يستشهد بها في انفتاح عديد من رجال الدين عامة وشيوخ الأزهر خاصة، وفي القلب منهم الشيخ أحمد حسن الباقوري أول وزير أوقاف بعد ثورة 23 يوليو 1952، و الذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1907 في قرية باقور بمحافظة أسيوط، ورحل عن دنيانا في 27 أغسطس 1985.
- انتمائه لجماعة الإخوان
ورغم انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، حتي أنه وضع نشيد الإخوان الرئيسي الذي كان الإخوان يرددونه، "يا رسول الله هل يرضيك أن" بعد أن أسند إليه هذه المهم مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، إلا أنه أجبر علي تقديم الإستقالة من الجماعة عندما تم الاستقرار علي اسمه لشغل منصب وزير الأوقاف في أعقاب ثورة يوليو 23 يوليو 1952.
وفي أعقاب اغتيال حسن البنا وقع الإنشقاق والصراع داخل صفوف جماعة الإخوان، حول من يشغل منصب مرشد الإخوان، واستقر الأمر في النهاية علي اختيار الباقوري مرشدا للجماعة بالإنابة.
- محاولاته للتقريب بين المذاهب
عرف عن الشيخ أحمد حسن الباقوري محاولاته في التقريب بين المذاهب خاصة مذهبي الشيعة والسنة، وشغل العديد من المناصب من بينها: عضوا في المجلس الأعلى لهيئة التحرير. وزير الأوقاف في ثورة يوليو 1952، ثم وزير الأوقاف في الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1959. مدير جامعة الأزهر عام 1964.
مستشار برئاسة الجمهورية.
ومن أهم مؤلفاته وأبحاثه: أثر القرآن الكريم في اللغة العربية، تقديم طه حسين، مع الصالحين، مع كتاب الله، عروبة ودين، من أدب النبوة، وسائل الشيعة ومستدركاتها وغيرها.
كما قدم للتليفزيون المصري برنامج ديني بعنوان "لقاء الإيمان"، كما شارك في لقاء نادر مع الروائي السوداني الطيب صالح في برنامج إذاعي لإذاعة البي بي سي البريطانية.
- سبب رفضه لكتالبة مذكراته
وفي هذا اللقاء أشار الباقوري إلي مشاركته في العديد من الأحداث السياسة سواء المصرية أو العربية.،كما نفي نفيا قاطعا كتابته لأية مذكرات، موضحا إن من يتصدي لكتابة مذكراته يجب عليه الالتزام بالصدق الشديد فيقول ما له وما عليه، " وقال أن الإنسان في منطقتنا العربية من الصعب جدا عليه أن يقول ما عليه لذا آثرت الإمساك عن كتابة أية مذكرات".
وفي نفس اللقاء الإذاعي مع الروائي السوداني الطيب صالح، تحدث الشيخ أحمد حسن الباقوري حول حصيلة خبراته الحياتية، مشيرا إلى موقف مدير المعارف الهندي وقتذاك وكيف كتب مذكراته هو الآخر وأوصي الآ تنشر هذه المذكرات إلا بعد مرور فترة زمنية تقدر بثلاثين عاما علي وفاته، حتي يكون الذين عاصروا هذه المذكرات قد لحقوا بالرفيق الأعلى، فلا يكون في مذكراته مساس بأحد يحيا علي وجه الأرض.
وحول سؤال وجهه الطيب صالح: هل كانت كتابة المذكرات تقليد أوروبي نقل إلي الآداب العربية ؟، فرد الباقوري، في الحقيقة هناك فرق بين مجتمعنا العربي الشرقي وبين المجتمعات الأوروبية. عندنا إذا قال إنسان عن نفسه كلمة ولو متواضعة، حملها الناس علي محمل الجد وعيروه بها هو وأسلافه من بعده إلي أن تنسي ذكرياته. أما في الغرب فقد نعرف أن بعض الفرنسيين كتب مذكراته عن نفسه، كتابة تدمر خلقه الشخصي ومع ذلك ظل الناس يقرأون لهم بغاية الإحترام. كجان جاك روسو مثلا. ولن تستطيع أن تجد شرقيا عربيا أو مسلما أن يجرؤ علي فعل ما فعله جان جاك روسو.