رئيس لجنة المعارض: «القاهرة الدولي للكتاب» طوق نجاة للناشر المصري «حوار»
قبل نصف قرن تأسس اتحاد الناشرين المصري، معتمدا على عضويات لا تجاوز العشرات، وفي عام 2021 أصبح بيتا لأكثر من 1200 ناشر، أحد أهم معارض الكتاب في العالم، وربما كان الثاني بعد معرض فرانكفورت، وخلال السنوات التي أعقبت يناير 2011، مر الاتحاد بعدد من المحطات التي عصفت بعضها بأركانه، لكن رغم ذلك ظل اتحاد الناشرين المصري عصيا على الانهيار، مستمرا في مسيرته للدفاع عن حقوق الناشرين، داخل مصر وخارجها.
داخل الاتحاد توجد عدد من اللجان التي تعمل على حماية حقوق الناشر، عل رأسها لجنة المعارض، المسؤولة عن تنظيم وتنسيق كل ما له علاقة بالمعارض بين الإدارات المسؤولة والناشر المصري، وفي السنوات الخمس الأخيرة شهدت اللجنة قفزات مهمة، التي ساهمت في النهوض بوضع الناشر المصري، والحفاظ على حقوقه في المعارض المشارك بها، وتقديم كل الدعم اللوجيستي لتسهيل المعرض، وفي الفترة الأخيرة تواجه لجنة المعارض، واتحاد الناشرين عموما، تحديا ليس بالسهل، في انتظار معرض القاهرة الدولي للكتاب، المهدد في أي لحظة بعدم إقامته نظر للظروف العالمية، الخارجة عن سيطرة أي إنسان، وفي هذا الحوار تحدث للدستور رئيس لجنة المعارض باتحاد الناشرين، محمود خلف، عن الاستعدادت التي أجرتها اللجنة في سبيل الخروج بالمعرض على أفضل شكل، والمشهد الثقافى فى مصر:
- ما دور لجنة المعارض ومسؤولياتها امام الناشر والاتحاد؟
تختص بكل المعارض الداخلية والخارجية، من تنظيم شحن الكتب، تنظيم مشاركة الناشرين، ومتابعتهم في أثناء المعارض، في الداخل والخارج حتى العودة للوطن، توفير كل ما هو لوجيستي للناشرين، من شحن وطيران وعروض للفنادق، إلى جانب وجود منسق لكل معرض دولي يمثل الاتحاد؛ لإزالة أي عقبات تواجه الناشرين، وفي أغلب المعارض أتواجد بشكل شخصي.
-بعد تأجيل المعرض نظرا لتطورات كورونا، يقام هذا العام وسط تخوفات، على رأسها التوقيت، كيف استعدات اللجنة لذلك؟
معرض القاهرة أهم حدث ثقافي في الوطن العربي، وفيما يخص تخوف الناشرين يعود في المقام الأول لتزامن المعرض مع امتحانات الثانوية العامة، ما يجعل الحضور ضعيفا، إلى جانب تخوفات من تقليل عدد أجنحة العرض، أما بخصوص جائحة كورونا فالتخوف الأكبر على المهنة التي تواجه مصاعب لم تحدث من قبل، بعد توقف المعارض لأكثر من عام ونصف لم تنفذ خلالهما إلا بعض المعارض المحلية، والمعرض الوحيد الناجح مع الناشرين بشكل عام، خلال تلك الفترة، كان معرض الشارقة؛ بسبب مكرمة الشيخ سلطان، ورفع الإيجار عن الناشرين.
كيف استعدات اللجنة لتخطي عقبات أزمة الجائحة؟
تم التركيز خلال الأزمة على الاعداد لمجموعة من المعارض المحلية، وأقمنا معرضين، الأول بجامعة سوهاج، والثاني بجامعة السادات، بالتنسيق مع الهيئة، إلى جانب معرض كتاب الطفل بمكتبة مصر العامة، الذي توقف قبل تدشينه بأيام، فلجأنا للتنسيق مع هيئة الكتاب لإعادة إحياء معرض كتاب الطفل الدولي
تحدث ناشرون عن خفض ايجارات أجنحة معرض القاهرة الدولي أو الاعفاء منها كما حدث في معرضي الشارقة وأبو ظبي، أوإلغاء الدورة تجنبا لمخاطر الإلغاء المفاجئ، هل هناك إمكانية في الدورة الحالية؟
بخصوص إيجارات الأجنحة أوضحت الهيئة المصرية العامة للكتاب أن المعرض يخسر بالفعل، وبأرقام فلكية، وأنها لن تستطيع تحمل خسارة بشكل أكبر من الحالي، لكن الناشر في نفس التوقيت أصبح العبء على كاهلة كبير، وإذا تم التأجيل أو الإلغاء للمعرض مرة أخرى هناك دور نشر فعليا ستغلق أبوابها نهائيا، نتيجة للخسائر الفادحة التي منيت بها الصناعة في الفترة الأخيرة، والتي لم تحقق فيها دور النشرمبيعات خلال عام ونصف، وتلك مسألة تعود إلى أن جميع الناشرين استعدوا لموسم المعارض بمخزون من الكتب قبل معرض القاهرة للكتاب عام 2020، استعدادا لموسم معارض الكتاب الدولية في نفس العام، لكن ما حدث أن العالم أغلق بشكل كامل عقب معرض القاهرة مباشرة.
-مع افتراض إقامة المعرض في موعده، فماذا أعدت اللجنة لمواجهة التخوفات التي تواجهه ، وهو ضعف الحضور؟
بالفعل التحدي الأكبر الذي نواجهه تسويق معرض القاهرة، واجهنا تخوف من إقامة المعرض، مثلا عند نقله من مدينة نصر إلى التجمع الخامس، فالجميع كان يرى أن المعرض في طريقه للفشل، لكننا كناشرين عزمنا على إنجاحه.
-ماذا موقف لجنة المعارض من طلب بعض مجموعات الناشرين عدم إقامة المعرض تجنبا للجائحة؟
هناك مجموعة من الناشرين تطالب بعدم إقامة المعرض نظرا للجائحة، وعلى الجانب الآخر يطالب البعض تطالب باقامته، فنحن بين شقي رحى، فالتخوفات التي تطالب بإقامة المعرض سببها أن الناشر ليس لديه باب رزق آخر، وعدم إقامة المعرض هو إغلاق لعدد من دور النشر.
منذ توليك مسؤولية اللجنة قبل خمس سنوات، ما أبرز الخدمات التي قدمتها للناشرين؟
مع ترشحي مسؤول لجنة المعارض واجهت مشكلة الشحن، أو بمعنى أدق، أسعار الشحن المرتفعة، فمعرض السودان مثلا كان سعر شحن الكرتونة الواحدة 13 دولار، ثم خفضت إلى 9 دولارات لكن مع وجودي أصبح مقابل الشحن 3 دولارات، وهناك معارض كثيرة بعد التعويم لم ترفع أسعار الشحن، لكن التعويم تسبب في انخفاض سعر الجنيه، علما بأن أسعار الشحن انخفض عن الفترات السابقة.
أيضا تمكنا من الحصول على أجنحة خاصة باتحاد الناشرين في بعض المعارض الدولية، لتعويض دور النشر التي لم توفق في الحصول على اشتراكات، حينها يصبح من الممكن الاشتراك في المعرض من خلال جناح اتحاد الناشرين المصري، ونفذنا الفكرة في معارض محلية أيضا، مثل معرض الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، إعادة التواصل بين الاتحاد والناشرين، وتصدينا لمعاناة الناشرين المصريين في معرض الجزائر وعرضنا أنفسنا لمخاطر من أجل حفظ حقوق الناشرين المصريين.
كما عملت اللجنة على حل مشكلات الكثير من الناشرين المصريين في المعارض العربية سواء باتهام بعضهم بالتزوير أو السيطرة على المشاركات لصالح ناشرين بعينهم. فكان دورنا مشتركا لتوضيح وجهات نظر مديري المعارض للناشرين وكذلك مساعدة الكثيرين منهم خاصة الناشرين الجدد بالمشاركة.. لأننا نؤمن بحق الجميع في فرص متساوية وأن هذه المشاركات الدولية ترفع كفاءة الناشر وتمنحه رؤية أشمل للسوق العربي وليس المحلي فحسب.
خلال العقد الأخير شهد اتحاد الناشرين صراعات بين المرشحين لمجلس الإدارة، هل تعتبرها معارك إنتخابية أم هناك أسباب أخرى؟
بشكل عام، وبغض النظر عن اتحاد الناشرين، إذا كان الشخص لا يعمل بالجهد الكافي لن يراه الناس، ولن يهتم به أحد، لكن مع العمل المجتهد، والدؤوب، فمن الطبيعي أن تهاجم، نظرا للزخم الذي حدث، بذلك من الطبيعي أن تجد هجوم على الاتحاد، سواء كان مبرر أو غير مبرر، هناك مثلا صراعات انتخابية، أو صراعات لمجرد الصراعات، هناك أيضا الهيمنة القديمة ومحاولة رجوع من كانوا يسيطرون في مراحل زمنية سابقة بأي شكل من الأشكال.
-ما هى الترتيبات التي أعدتها لجنة المعارض من أجل حماية الناشر المصري؟
جهزنا مجموعة من الترتيبات، نموذجا لذلك معرض العراق بشكل خاص، والعراق لديه شعب قارئ، وهو أيضا سوق مهم جدا للناشرين، لكن واجهنا مشكلة في الفترة الأخيرة تخص كثرة المعارض في العراق، والتي ألغيت بعضها فجأة بسبب أزمة كورونا، فبدأنا مخاطبة كل معرض بشكل منفرد، للتنسيق من أجل ضمان أمان الناشرين، وضمان والتعويض الذي سيحصل عليه الناشر لو تم إلغاء المعرض لأي سبب من الأسباب، لذلك هناك بعض المعارض في العراق لم يتم التنسيق معها بسبب عدم وضوح الرؤية، أو وجود إجابات على الأسئلة المطروحة المتعلقة بأمان الناشر المصري