مواقف لا تنسى.. إبراهيم عبدالمجيد يروى قصة ندوة بمعرض الكتاب لم يحضرها أحد
في كتابه الصادر حديثًا عن دار بيت الياسمين تحت عنوان "أيامي الحلوة فقط"، يروي إبراهيم عبدالمجيد ذكرياته عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهي سيرة كبيرة مليئة بالمواقف.
يقول عبد المجيد: "أبرز الذكريات الحلوة في المقهى الثقافي كانت تأتي من أني أعرف أن سمير سرحان يحب أن يجامل بعض أصدقائه من الصحفيين والكتاب بعمل ندوة لهم، الوقت عشرة أيام وأربع أو خمس ندوات في اليوم يعني أن لدينا فرصًا كبيرة للندوات، ومن ثم كنت أترك أربع أو خمس ندوات خالية ليضع فيها سمير من يريد من أصدقائه خاصة أنه كان يفعل ذلك صدفة ودون تخطيط. من أبرز ما جرى كانت ندوة للأستاذ الكاتب والصحفي ورئيس تحرير مجلة الإذاعة والتليفزيون محمد جلال الذي كانت قد أذيعت له مسلسلات عن بعض رواياته ومنها مسلسل "أيام المنيرة" الذي كتب له السيناريو أنور عبدالمغيث. جاء الأستاذ محمد جلال ليلتقي بجمهوره ومعه فنانتان شابتان جميلتان. لم يحضر الندوة أحد على الإطلاق رغم أنها كانت بعد الظهيرة وعادة يدخل الخيمة بعض من يرتاح فيها بصرف النظر عن الموضوع، وكان مُعلنا عنها من قبل في البرنامج.
ويتابع: "لا أعرف كيف حاولت أن أهوِّن عليه فقلت له: فعلا كان لازم الندوة تبوظ لأن النهاردة للأسف ماتش الأهلي مع الزمالك وانت اللي اخترت اليوم يا أستاذ محمد"، ومشي في غيظ لكني مشيت معه، كنت أعرف أنه سيشكو لسمير سرحان، دخلنا مكتبه بالسرايا الرئيسة وسأله محمد جلال مباشرة كيف تختار لي يومًا يا سمير به ماتش الأهلي والزمالك؟ نظر لي سمير سرحان في دهشة فغمزت له بعيني وقلت: إن شاء الله نعوضها والدكتور سمير مش غاوي كورة ومايعرفش"، رأى سمير ابتسامتي المكتومة وقال لمحمد جلال خلاص إبراهيم حيتصرف. خرج محمد جلال فسألني سمير عما حدث فقلت له لم يأتي أحد ولم أجد شيئا أخفف به عنه غير أن أقول إن النهاردة ماتش الأهلي والزمالك، ضحكنا وهو مندهش من أفكاري. لكن أكثر أيام الضحك كانت عام 1991 أيام تحرير الكويت من الغزو العراقي.