الفائز بجائزة «البوكر»: معاناة بطل «دفاتر الوراق» هي نفسها أزمة سعيد مهران في «اللص والكلاب»
قال الروائي الأردني جلال برجس، صاحب رواية «دفاتر الوراق» والتي فازت، اليوم، بالجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر)، إن الرواية فيها الكثير من التناص مع الأعمال الأدبية الأخرى التي أثرت في شخصية الورّاق، لافتًا إلى أن ذهابه إلى تلك الشخصيات الروائية لم يكن إلا رصدًا لحركة الزمن في الممر الإنساني نحو الحياة، حين وجدتُ أن تلك الحركة لم يطرأ عليها تغيير سوى القشرة، فأزمة "سعيد مهران" في (اللص والكلاب) هي ذاتها أزمة إبراهيم الورّاق، وأزمة الورّاق هي أزمة "كوازيمودو" في (أحدب نوتردام).
- استخدام تقنية الأصوات المتعددة في الرواية
وتابع صاحب رواية «دفاتر الوراق»، متابعًا في الحوار الذي نشره موقع الجائزة أمس: «وهنا يمكنني القول إن استدعائي لتلك الشخصيات لا يندرج في باب التناص بقدر ما يأتي في باب محاكمة اللحظة الزمنية للشخصيتين، لقد استغرق الورّاق على مدار سنين عمره في القراءة لكنه انتمى لتلك الشخصيات التي كانت تشبهه في كثير من المناحي، لهذا كان يتقمصها بسهولة مَرَضية»، مشيرًا إلى أنه استخدم تقنية الأصوات المتعددة في الرواية، مما أدى إلى رؤية أكثر من زاوية خلال القراءة، موضحًا أن من أهم فوائد تقنية تعدد الأصوات هي أنها ترسخ ديمقراطية السرد، وتمنح للشخوص حريتها في التعبير والحركة.
وأكمل «برجس»: «وحتى يمكن القول إنها تفيد في الذهاب إلى مصائرها بكل حرية، هنا ربما تتضافر هذه العناصر لتحيل القارئ إلى نص صادق مقنع وفيه مساحة كبرى يتسنى للقارئ خلالها أن يكتب عبر فعله القرائي روايته الخاصة».
- تفاصيل الرواية
تقع أحداث "دفاتر الورّاق" في الأردن وموسكو خلال الفترة بين 1947 و2019، وتروي الرواية قصة إبراهيم، بائع الكتب والقارئ النهم، الذي يفقد كشكَه ويجد نفسه أسيرَ حياة التشرّد.
وبعد إصابته بالفصام، يستدعي إبراهيم أبطالَ الروايات التي كان يحبها ليتخفّى وراء أقنعتهم وهو ينفِّذُ سلسلةً من عمليات السطو والسرقة والقتل، ويحاول الانتحار قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره، الدفاتر هي مجموعة من الدفاتر تتوزع بين إبراهيم وبين شخوص الرواية، وهم متقاطعون مع البطل، وتحكي مضمون هذه الحكاية المؤلمة والمتشظيّة، إنها حكاية المهمشين الذين دائمًا ما يُنظر إليهم بإهمال أو لا ينظر لهم أصلًا، حيث يعيشون إلى جانب نمو طبقة متنفذّة فاسدة.
كما تشير الرواية إلى أهمية البيت رمزًا للوطن وتلامس واقعًا صعبًا ليس في الأردن فحسب، بل في المنطقة العربية بشكل عام.