جولة بلينكن.. اعتراف أمريكي بدور مصر وترقب فلسطيني إسرائيلي لنتائج الزيارة

بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، مساء أمس الإثنين، جولة إلى منطقة الشرق الأوسط، بدأها بزيارة إسرائيل ثم رام الله والقاهرة وعمّان، تستمر حتى 27 من مايو الجاري، يلتقي خلالها قادة دول المنطقة، في زيارة تأتي بعد نجاح جهود مصر لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة ووقف إطلاق النار.

بلينكن يزور إسرائيل بعد غضب إدارة بايدن من تحركاتها

يبدأ أنتوني بلينكن زيارته لتل أبيب بعد دعم الرئيس جو بايدن لمبادرة مصر لوقف إطلاق النار بين حركات المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي، وسط غضب أمريكي من توجهات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعدوان الأخير الذي شنه على القطاع. 

وكشف مسؤولون أمريكيون أن جو بايدن، تحدث بنبرة مباشرة وحازمة في مكالمته مع نتنياهو، الأربعاء الماضي عندما أخبره أنه يتوقع "تهدئة كبيرة" للصراع خلال ساعات، لكن نتنياهو لم يقدم لبايدن أي تعهد محدد بخفض العنف الأمر الذي أغضب بايدن.

وأكدت قناة "سي إن إن" الأمريكية وقتها نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن بايدن أصبح حريصًا على إنهاء القتال في غزة لكنه كان قلقًا من ممارسة الضغط علنًا على نتنياهو، معتقدًا أن هذا الأمر سيؤدي إلى نتائج عكسية، لكن بسبب استمرار رئيس وزراء الاحتلال في موقفه أدى لنفاذ صبر بايدن محذرا إياه من أن الضغط الدولي سيزداد إذا استمرت الحملة العسكرية الإسرائلية ضد الفلسطينين. 

فلسطين ترحب بموقف واشنطن وتترقب التنفيذ

عقب زيارته لتل أبيب، من المقرر أن يتوجه بلينكن إلى رام الله للقاء المسؤولين الفلسطينين وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس، وذلك بعد دعم واشنطن لوقف إطلاق النار وتأكيدها على تولي السلطة الفلسطينية ملف إعادة الإعمار في غزة.

الخارجية الأمريكية وضمن إحاطتها بشأن جولة بلينكن، قالت إنها تأمل إعادة دمج السلطة الفلسطينية في غزة بالشراكة مع الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة بحل الدولتين.

وزارة الخارجية الفلسطينية رحبت بتصريحات أنتوني بلينكن بشأن أهمية إعطاء الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار والتعامل مع الوضع الإنساني الخطير في غزة وضرورة البدء بإعادة إعماره.

وأكدت أن مواقف بلينكن تأتي في الاتجاه الصحيح ويمكن البناء عليها، غير أن المطلوب هو الانتقال من مربع الأقوال إلى مربع الأفعال، بما في ذلك ممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف الاستيطان ووقف اعتداءاتها على مدينة القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ووقف طرد وتهجير العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح.

من جهته أكد جو بايدن الإثنين، أن الولايات المتحدة ستعمل على إيصال المساعدات إلى غزة بطريقة تفيد الناس وليس حركة حماس، كما أن جولة أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط ستعمل على منع تجدد الصراع.

وقال بايدن إن وزيره بلينكن سيعمل على إعادة بناء علاقات الولايات المتحدة بالقادة الفلسطينيين، وإشراك حلفاء الولايات في المنطقة في جهود إعادة إعمار غزة.

بلينكن يزور مصر بعد اعتراف أمريكي بدورها في إنهاء الحرب

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، أن واشنطن تعمل مع الأمم المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية على توجيه المساعدات إلى غزة، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تركز في المقام الأول على التأكد من تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين وحصول سكان غزة على المساعدات التي يحتاجون إليها.

الخارجية الأميركية أكدت أن واشنطن ملتزمة مبدأ حل الدولتين ومهمة أنتوني بلينكن هي الاستماع الى آراء دول المنطقة والحرص على استمرار وقف النار.

وأجرى الرئيس الأمريكي بايدن اتصالا أمس بالرئيس عبد الفتاح السيسي هو الثاني خلال أربعة أيام، أكد خلالها بايدن على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر، وتطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها. 

كما تم التباحث حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية ودعم تثبيت هدنة وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة مصرية ودعم أمريكي، وكذلك الجهود الدولية الرامية لإعادة إعمار غزة وتقديم المساعدات الإنسانية الملحة لها.

 وأعرب بايدن للرئيس السيسي عن تقدير واشنطن البالغ للجهود الناجحة للرئيس والـجهزة المصرية للتوصل إلى وقف اطلاق النار، مبدياً تطلعه لاستمرار التشاور والتنسيق معه في هذا الخصوص.

بلينكن يزور الأردن ويدعم دورها في المنطقة

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزير بلينكن سيختتم جولته في عمان للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، بعد غضب أردني من الاعتداءات الإسرائيلي على فلسطين وخاصة المقدسات في القدس المحتلة الإسلامية والمسيحية والتي تخضع للوصاية الأردنية الهاشمية.

وأمس وقبل زيارة بلينكن، أمر العاهل الأردني بإصلاح وترميم الأضرار بالمسجد الأقصى المبارك بأقصى سرعة مع صرف مكافآت مالية على نفقة الملك الخاصة لموظفي أوقاف القدس والاستمرار بنقل المصابين في غزة ممن تتطلب حالاتهم استكمال العلاج في الأردن إلى مستشفيات المملكة، وإرسال أخصائيي الصحة النفسية للأطفال إلى القطاع.

وإلى جانب ذلك، أمر ملك الأردن بتجهيز مركز في غزة لإجراء فحوصات الكشف عن كورونا وإعطاء اللقاحات ضد الفيروس، بعد تدمير المختبر المركزي الخاص بفحوصات كورونا في القطاع ومواصلة تسيير قوافل المساعدات الأردنية الطبية والإغاثية عبر الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وتقديم المساعدة بتسيير قوافل المساعدات المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة.