بعد ترشحها للبوكر..
«عين حمورابي».. حكايات يتداخل فيها الوهم والحقيقة
تترشح رواية "عين حمورابي" للكاتب الجزائري عبداللطيف ولد عبدالله، للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2021، إذ دخلت ضمن القائمة القصيرة للجائزة، وكانت قد صدرت لأول مرة عام 2020 عن دار ميم للنشر والتوزيع في الجزائر.
ومن أجواء الرواية نقرأ: كلّ ما قد يخفيه الصوت تطلقُه نظرةٌ واحدةٌ"، ومن "عين حمورابي" تنبعث نظراتٌ تتفجّر قصصًا بعضُها عند البطل حقيقةٌ وبعضُها وهمٌ، يفصل بينها خيطٌ رفيعٌ. فتراها تتداخل تداخلًا عجيبًا حتّى يذوب الصوت في صداه والوجه في قفاه، وتتشابك خيوط اللعبة سردًا مربكًا يسائل الإنسان فينا عن جدوى هذه الحياة، وعمّا إذا كان في وسعنا أن نكون بلا تاريخٍ وبلا ذاكرةٍ، أو أن نكون نحن وقد ضاعت أبعاضنا في دروب الوحوش البشريّة؟!
من داخل مكتب التحقيق يسافر بنا البطل في المكان والزمان فيتحوّل الهارب من الموت إلى مهرّب حكاياتٍ يُغوي المحقّق بفتنة السرد، تمامًا مثل شهرزاد، حتّى يؤجّل طوفان الغضب المنتظر خارج الثكنة وسيلَ اتّهاماتٍ لا يعرف حقيقتها، بل يتحوّل من هاربٍ من الموت إلى سائرٍ إليه بإرادته بعدما جرّب من الحياة ما جرّب وعرف منها أكثر ممّا ينبغي.
وحسب موقع الجائزة العالمية للرواية العربية؛ فإننا نعرف منذ الأسطر الأولى أن الرجل الجالس أمام المحقق دخل الثكنة هاربا من سكان دوّار "سيدي مجدوب"، الوليّ الصالح الذي نبش قبره مع صديقه الألماني بحثًا عن آثار قديمة، ويجد البطل نفسه في مواجهة تُهم عديدة منها التآمر على الوطن بالعمل مع جهات أجنبية ومنها القتل، وتُعرض عليه صفقة: توفير الحماية من الحشود الغاضبة في مقابل الاعتراف بكل شيء.
وفي رحلة الاستنطاق يجنح إلى غواية السرد مرتدّا إلى ماض يكشف جذور أزمته، وتنطلق حكايات يتداخل فيها الواقعي والمتخيل، والوهم والحقيقة.