«صوفية فلسطين» تكشف الصراع الدائر بين الصوفية واليهود على المقامات والأضرحة
أزاح الدكتور عبدالكريم نجم، رئيس المجلس الصوفى الإسلامى الأعلى فى فلسطين، الستار عن المعارك الدائرة بين الطرق الصوفية والمستوطنيين اليهود على بعض المقامات الصوفية فى القدس وقطاع غزة والضفة الغربية.
وقال نجم: يخوض أتباع الطرق الصوفية في فلسطين معركة صعبة وشرسة لحماية المقامات والأضرحة الصوفية والرباطات العريقة التاريخية مع المستوطنين الصهاينة الذين يحاولوا السيطرة عليها وتهويدها، وغالبية المقامات تقع على رؤوس الجبال في أماكن مشرفة و مهمة، وهذه المقامات يسكنها كبار رجال الدراويش من أهل التصوف والذين منهم من حارب مع السلطان صلاح الدين الأيوبى لتحرير بيت المقدس واستشهد هناك.
أشار نجم إلى أن أبرز المقامات التي يجري الصراع عليها الأن، مقام الشيخ الصديق السعدي في القدس، وهو مقام لشيخ صوفى كبير أسمه الشيخ الصديق السعدى، زهذا المقام يعتبر أساس و جوهر المشكلة في حي الشيخ جراح في القدس، كون المستوطنين الصهاينة من اتباع حماعة الهيكل و جماعات المعبد من الخريديم المتطرفين، حيث يدعون زورا وبهتاناً أن المقام لـ حاخام اطلقوا عليه اسم الصديق شمعون.
وهناك عدة مقامات صوفية آخرى يحاول المستوطنيين تزوير التاريخ والقول زوراً وبهتاناً أنها تابعة لهم، ومنها "مقام نبى الله موسى عليه السلام شرقى القدس وقد بناه صلاح الدين الايوبي، وكذلك مقام يوسف فى مدينة نابلس.
وكشف نجم عن أهم العقبات التي تواجه الطرق الصوفية و المجلس الاعلى بفلسطين، حيث قال، لا تزال اوقاف الطرق الصوفية، مصادرة منذ الإنتداب البريطاني من القرن الماضي ولغاية اليوم، كون مشايخهم قادوا الثورات الفلسطينية ومنهم الشيخ الشهيد القائد عز الدين القسام التيجاني الطريقة و الذي استشهد عام 1936، والشيخ الشهيد القائد فرحان السعدي شيخ الطريقة السعدية الجيباوية القادرية والذي يعتبر احد قادة الثورة الفلسطينية الكبرى من عام 1936_1939 وقد اعتقلته سلطات الاحتلال البريطاني و اعدمته شنقا بسجن عكا و كان عمره وقتها 87 عاما (اكبر سنا من عمر المختار)، والشيخ القائد محمد هاشم البغدادي شيخ الطريقة القادرية، وكان احد ضباط الشهيد السعدي
وواصل: توجد عقبة كبيرة جداً وهى انتشار المذهب السلفي الوهابي فى عدد من المدن الفلسطينية، وإعتماده في إعداد مناهج التربية الدينية في مدارس وزارة التربية والتعليم وكليات الشريعة و العلوم الاسلامية في الجامعات الفلسطينية، لافتًا إلى أن حرب 1948 كانت لها نتائج كارثية على الطرق الصوفية من استشهاد غالبية المشايخ كونهم من قادة الثورات، وكذلك تدمير زواياهم ومصادرة الأراضي الوقفية التي كانت موقوفة للزوايا من مئات السنين.