آدم حنين.. نحت أول تمثال في الابتدائية وزيارة للمتحف كشفت فيه روح الفنان
كثيرة هى المتغيرات والحوادث في حياة فنان مصر الكبير آدم حنين، أول هذه المتغيرات اسمه، فلم يكن آدم حنين في كبره مثلما كان في في صغره، إنما كان صمويل هنري حنين، وغير اسمه إلى آدم حنين فيما بعد، ولعبت الصدفة دورها الكبير في حياة الولد صمويل وحياة مصر من خلال رائد عظيم من رواد الفن التشكيلي، وما حدث من صدفة تستحق أن يروى.
كان الطفل صمويل هنري حنين يدرس بمدرسة التوفيق الابتدائية وحدث أن مدرس التاريخ زكي أفندي، أخذه في رحلة للأنتكخانة والذي سمي فيما بعد بالمتحف المصري، كانت هذه هي أول زيارة للولد صمويل للمتحف وراح الطفل الصغير يوزع اندهاشه على التماثيل الصغيرة وكيفية نحتها والاتقان في ذلك، فخرج من هذه الزيارة مبهورا تحاوطه العديد من الاسئلة التي تحتاج إلى إجابات من عقل اكبر.
تاجر الفضيات
كان والد آدم حنين يعمل تاجرا للفضيات وكان يملك محلا في حي الصاغة، وقتها كان مدرس الأشغال ويدعى وهيب أفندي إلياس يصنع تمثالا من "البلاستسين" فراح حنين يتابعه بشغف وانبهار محاولا تلمس الطريق للتعلم منه وتقليده، وكان من امر الولد صمويل أنه أحضر طين صلصال وراح يصنع منه تمثالا لرأس إخناتون، وكان هذا الرأس هو أول عمل تجسده يدا الفنان العبقري، وبعد جفاف الصلصال أحضر الولد بعض الألوان وراح يلونه، ومل رآه والده أعجب بما صنعته يدا ولده وأمسك بالتمثال وعرضه في فاترينة محل الفضيات وسط معروضاته ليراه المارة والزبائن فخرا بولده.
الفنون الجميلة
كل هذا كان سببا لأن يحدد الولد الصغير اتجاهه وتكون الفنون الجميلة هي قبلته، فدخلها بالفعل في عام 1949، ليتخصص في فن النحت، ويتخرج فيها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 1953، وفيها درس على يد عباقرة فن النحت ليملأ رأسه بمعطيات هذا الفن وكانت يدا جمال السجيني ترشد يداه وعقل السجيني يملأ عقله ليدس فيه كل شئ عن هذا الفن الجميل.
إلى الأقصر
بمجرد تخرجه اتجه حنين للأقصر ليقضي فيها عامين "1954.. 1956"، وهي بعث حصل عليها حنين من الكلية لتفوقه فيها وكانت عادة تمنحها كلية الفنون الجميلة كشكل من اشكال التفرغ، وفي الأقصر عاش حنين بين المعابد والمسلات والجداريات وفي تلك الفترة أنت حنين العديد من المنحوتات العبقرية التي برهنت على ولادة نحات عظيم، ومن هنا كانت البداية، ومن هنا كان آدم حنين".
علبة عصير كادت تفقده حياته
كان الفنان آدم حنين قد تعرض لحادث غريب، كان قادما للقاهرة في ديسمبر عام 1998، في أتوبيس من كفر الشيخ، وقدم له أحد الركاب علبة عصير، وما إن تناولها حنين حتى فقد السيطرة على نفسه تمامًا، وقبل الغيبوبة التي اصابته استطاع أحد الركاب أن يلتقط رقم هاتف منزله وقام بتوصيله إلى بيته، وظل حنين في غيبوبة لمدة يومين كاملين تحت رعاية طبيبه الخاص بمنزله ومرسمه بالحرانية، وأجريت له عملية غسيل معدة وصرح الاطباء حينها بأن جرعة المخدر التي دست له كانت كافية للقضاء عليه لولا عناية الله.
واكتشف حنين غياب حقيبته الصغيرة التي كان يحملها وكان بها مبلغ كبير من المال وروشتات خاصه بعلاجه وأوراق سمبوزيوم النحت الدولي بأسوان، ورسم حنين ملامح الجاني للشرطة والتي راحت تبحث عنه.