«القرموط المفترس».. لا يأكل «البكيني» فقط ولكن له ضرر بالغ على الإنسان
حادثة تعد الأولى من نوعها تحول فيها سمك القرموط الشهير لقرش بافتراسه ١٠ بطات بكيني في بحيرة داخل حديقة الحيوان بالجيزة، الأمر الذي ترتب عليها إخلاء البحيرة من أجل اصطياد هذه القراميط، والتخلص منها قبل القضاء على البط.
تلك الواقعة تفتح الباب للتعرف أكثر على هذا النوع من الأسماك الذي يفضل تناوله الكثيرين، والذي لا يعد خطراً فقط على بط حديقة الحيوان بافتراسه لها، بل أنه في الواقع يمثل خطراً على الانسان نفسه حين يتناوله، حسب ما أوضح أطباء متخصصون.
• يحمل في أمعائه الضرر والرصاص
وحذرت الدكتورة ياسمين أحمد خبيرة التغذية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، من تناول أسماك القراميط موضحة أن هذه الأسماك تعيش في مياه المصارف بأنواعها، وذلك ما يفسر احتواء أجسامها على كميات عالية من الميكروبات والبكتيريا، إلى جانب احتوائها على معادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق وذلك إذا كانت تعيش في مياه بها صرف صحي خاص بالمصانع، لذا تنصح الدكتورة ياسمين بتناول القراميط التي تعيش في المياه الجارية ومياه النيل، هذا النوع فقط هو النوع الصالح للاستهلاك.
وتابعت ياسمين أن نسبة سموم لحم هذا السمك القرموط تعد مرتفعة جدًا وتظل به حتى بعد تنظيفه، ويمكن بها أن تؤدي للتسمم الغذائي إذا كانت مناعة الشخص ضعيفة، كما أضافت ان احتوائه على نسبة مرتفعة من مادة الزئبق والرصاص يمكن أن يجعله سبباً في تسممًا غذائيًا فور تناوله ويعتبر من أخطر أنواع التسمم.
• يسبب التخلف العقلي للأطفال
أما عن خطر تناول القراميط بالنسبة للأطفال فأكدت أنه يمكن أن يسبب تناولها لهما "التخلف العقلي" وتوقف نمو الإدراك.
وللوقاية من التعرض للأخطار السابقة نوه سيد فرج مهندس زراعي، بضرورة ابتعاد المواطنين عن شراء سمك قراميط كبير الحجم، موضحاً أن في الغالب هذا النوع يأكل اللحوم ويستمد لحومه من الضفادع أو القوارض، خاصة إذا كانت تعيش في المصارف، لكن القراميط صغيرة الحجم غالبًا تتغذى على النباتات.
كما شدد سيد على ضرورة أن يكون لحم القرموط من الداخل شديد البياض، وأن يمتنع المواطن عن شراء القرموط ذو البطن الرمادية أو البنية اللون، وشراء سمك القراميط من تاجر موثوق منه.
جديراً بالذكر أن سمك القراميط هو نوعاً من الأسماك التي يعشقها عامة الشعب وهو نوع من أنواع الأسماك التي تعيش في القاع فقط، وغالبًا ما يكون في مياه الترع والمصارف، وقد ظهرت بعض الأصوات خلال الفترات الماضية التي تحذر من أن أكل سمك القراميط باعتباره منهي عنه لكونه من آكلي الجلالة، التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم.
• تناوله ليس حرام شرعا
وفي ذلك قال الشيخ ربيع الجندي أحد علماء الأزهر الشريف لـ"الدستور"، إن تناول سمك القراميط لا يعد حراماً وذلك لكون كل ما في البحار والأنهار حلال ولا حرمة فيه، موضحًا، قوله بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم سئل النبي عن البحر ويشمل هناك «المالح والعزب»، فقال هو الطهور مائه الحل ميته، وقال العلماء إن كل الكائنات البحرية حلال سواء خرجت حية أو ميتة، وبالتالي القراميط تندرج في باب الحلال.
أما بكون سمك القراميط يأكل الجيفة فهذا لا يؤدي إلى التحريم حسب الشيخ ربيع موضحا أن هناك قاعدة شرعية وضعها العلماء في هذا الشأن، وهي أنه لا يوجد نبات نجس ولا يوجد كائن بحري محرم.
وتابع أن الجلالة فيه كراهية وليس حراما، بمعني أنه إذا البقرة أو الجاموسة أو الدجاجة أكلت نجسة فهنا تأخذ 10 أيام حتي تتغير المأكولات النجسة في أحشائها ثم يتم ذبحها، وهذا في الكائنات البرية فقط، أما الحيوانات البرية وتشمل القراميط فلا تندرج تحت أكل الجلالة.
ويجدر بالذكر أن واقعة التهام سمك القراميط بحديقة الحيوان للبط البكيني بدأت بعد اختفاء البط بتلقى محمد رجائى عبد الحميد يونس، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، تقريراً من إدارة الأمن باختفاء 4 طيور من البط البكينى من البحيرة الكبيرة، وعلى الفور أحال رئيس الإدارة المركزية، حراس البحيرة للتحقيق، ونفى الحراس معرفتهم باختفاء البط البكينى، وبعد أسبوع من التحقيقات اختفت 3 بطات أخرى، وبمراجعة كاميرات المراقبة لم تسجل أي محاولة لأي فرد من الحراس الاقتراب من البط البكينى.
وفى منتصف أكتوبر الماضي، وصل رجائي، للحديقة في ساعة مبكرة لمتابعة سير العمل، وشاهد بالصدفة أثناء تجوله لمتابعة سير العمل في هدوء كامل عم الحديقة مشهد سريع لم يتعد زمنه عدة ثواني، ليرى حيوان مائي قفز من تحت سطح مياه البحيرة وانقض على بطة بكينى واختفى بها تحت سطح مياه البحيرة، وإذ به سمك القراميط الضار.