أكبر مزرعة للرياح.. نقلة جديدة في مشروعات الطاقة المتجددة برأس غارب
ارتفاع جديد شهده معدل إنتاج الطاقة النظيفة في مصر، يبشر عن تقدمها في هذا المجال بشمل ملحوظ، وبالتالي ما يتبع هذا التقدم من تحسن في عدة مجالات ترتبك به أصعدة أخرى عديدة، فقد ارتفع معدل إنتاج مصر من الطاقة النظيفة هذا العام بنسبة 24%.
ومزارع الرياح تعد واحدة من أهم مشروعات الطاقة النظيفة التي حققت فيها مصر معدلات قياسية غير مسبوقة في كفاءة تشغيلها فاقت المعدلات العالمية البالغة 4% للأعطال، في الوقت الذى وصلت فيه كفاءة ومعدلات تشغيل التوربينات المصرية إلى أكثر من 90 %.
والشي اللافت في هذه الزيادة بكفاءة وإنتاج مزارع الرياح أنها تمت بأيدي شباب وخبرات مصرية، وكان لها الأثر في تحسين عائدات الاقتصاد القومي واستطاعت تحقيق نجاح هذه الكفاءات الوطنية الصغيرة في علاج وحل مشكلات مزمنة طويلة الأمد، وذلك بعد اكتسابها الخبرات العالمية في الصيانة والإحلال مكنت من رفع معدلات التشغيل إلى أرقام قياسية غير مسبوقة وانخفاض معدلات الأعطال في توربينات الرياح المصرية لأقل من المستويات العالمية.
في الوقت نفسه أعلنت وزارة الكهرباء تركيب أولى توربينات أكبر مزرعة للرياح والتي يجرى حالياً تنفيذها بمنطقة غرب بكر في رأس غارب بطاقة 250 ميجاوات، بعد نحو عام من بدء الأعمال ومليون ساعة عمل تحققت دون اية إصابات للعاملين، والتي سيؤدى تنفيذها إلى زيادة الطاقة الإنتاجية لمزارع الرياح في مصر بنسبة 14 %.
والمشروع يعد أحد المشروعات العملاقة التي تنفذها مصر لاستغلال إمكاناتها الهائلة في طاقة الرياح لإنتاج الطاقة النظيفة ويقع مشروع غرب بكر على بعد 30 كيلومترًا شمال غرب رأس غارب، ويعد هذا المشروع جزءاً من مخطط الحكومة للبناء والتملك والتشغيل، وسيقوم بدوره على تخفيض أكثر من 550،000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
وحسب وزارة الكهرباء فيجرى حالياً كذلك إنشاء 250 ميجا وات رياح بمنطقة خليج السويس، ومن المنتظر بدء تشغيله بنهاية 2022، و50 ميجا وات خلايا شمسية في الزعفرانة ويتم تشغيله في النصف الثاني من العام المقبل، كما جاري الإعداد للإعلان عن مناقصة ببداية العام المقبل، لمشروع 50 ميجا وات خلايا شمسية في كوم أمبو.
والجدير بالذكر أنه من المتوقع أن يصل إنتاج الطاقة الكهربائية النظيفة سنويا إلى 840 جيجاوات ساعة تسهم في توفير نحو 175 الف طن بترول مكافئ سنويا وتحد من انبعاث 475 الف طن ثاني أكسيد الكربون سنويا، علاوة على توفيرها فرص عمل بنحو 4000 فرصة عمل، حيث من المقرر كذلك انشاء مشروع مزرعة رياح عملاقة بخليج السويس بطاقة 250 ميجاوات تدخل الخدمة هذا العام، وتوقيع عقد تنفيذ مشروع محطة رياح أخرى بقدرة 250 ميجاوات وبتكلفة 4 مليارات و300 مليون جنية بخليج السويس.
وتعد الاستراتيجية التي تتبناها وزارة الكهرباء هي استراتيجية ساعية للتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار في هذا المجال، وكذا الاستفادة من ثروات مصر الطبيعية وبخاصة مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ومن بينها إنتاج واستخدام وتصدير الهيدروجين الأخضر تمشيا مع التوجه العالمي في هذا المجال.
ويجرى حالياً تحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة لتغطى الفترة حتى 2040 لزيادة مساهمة الطاقة النظيفة لـ55 % وأن القطاع يعمل حاليا لتوفير أكثر من 33% من احتياجات الاستهلاك من خلال الطاقات المتجددة خلال السنوات القليلة القادمة، كما تم تخصيص أكثر من 7650 كيلومتر مربع من الأراضي غير المستغلة لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
ويُجدر بالإشارة إلى أنه و حسب أطلس الرياح أكد الخبراء أن مصر تمتلك أكبر قدرات الكهربائية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن إنتاجها تصل إلى نحو 90 جيجاوات من طاقتي الرياح والشمس.
كما أكدوا أن ما تتمتع به مصر من ثراء واضح في مصادر طاقات المتجددة وخاصة طاقة الرياح والشمس يؤهلانها لتكون واحدة من أكبر منتجي الطاقة المتجددة.