عادل إمام.. الشجاع الذى نحبه
هو النظرية فى الضحك، والمنهج فى الكوميديا، والنموذج الاستثنائى فى النجاح، والتفرد فى الحضور، رحلته رحلة شقاء وكفاح، بدأها من قلب الفقر والقهر العائلى، لينتهى بها إلى أن صار واحدًا من أهم نجوم العرب، ذلك الزعيم الكبير، الثرى، الذى تطارده كل الشاشات والعدسات.
عادل إمام، حالة نادرة، لم يأتِ الزمان بها، وإذا كان من الممكن أن نتبجح على الزمان، فسنقول أيضًا: إنه لن يأتى بها.
ودون تفخيم فى عادل إمام ولا مبالغة، فقد قام هذا الرجل بأول عملية انقلاب فنى فى العالم العربى، اقتحم البيوت واحتل قلوب الجميع، حتى الذين يكرهونه هم يحبونه ولا يقدرون على عدم مشاهدته، لم تكن موهبته وحدها هى السبب فى كل ذلك، بل ذكاؤه الفنى الحاد وإرادته الصلبة، التى جعلته واحدًا من مؤسسى حزب «الرفض»، هذا الحزب الذى استطاع أن يقف ويقول «لا» فى وجه أدوار دون المستوى وهو فى بدايات مشواره الفنى. كان عادل إمام لا يملك قوت يومه، وكان يدبّر مصاريف حياته بالكاد، وكان يترجل ليوفر أجرة الأتوبيس ليأكل، ومع ذلك كان يرفض أدوارًا كانت تنهال عليه، مثل هذا الدور الذى عرضه عليه المخرج محمد سالم فى مسلسل رمضانى مع سعيد صالح وسمير غانم وجورج سيدهم، مقابل ٤٠٠ جنيه، إلا أنه رفض بعد أن ذهب إلى موقع التصوير وتفاجأ بسيناريو لم يعجبه، فضحَّى بالدور والمال فى نفس الوقت الذى كان فى أمسّ الحاجة إليه.
ويظل عادل إمام- مهما كانت الآراء متعددة حوله- نجمًا ضخمًا، عميقًا، لا يعرف أى إنسان أوله من آخره، قدّم كل أشكال الدراما، وناقش كل القضايا، وواجه وتحدى وحارب، لم يخف، كان شجاعًا عندما وقف فى صف وطنه فى أصعب الظروف، كان مهددًا طوال الوقت بحياته، ومع ذلك لم يتراجع لحظة.
علّمنا عادل إمام أن الحياة موقف.. وأن الجبناء قد يعيشون فى مأمن من الخطر، لكن الشجاع هو الذى ينتصر فى النهاية، وسيذكره الناس فى كل وقت وحين، وسيظل مطبوعًا فى وجدانهم إلى أن تقوم قيامتهم.
كل عام وأنت الزعيم.