محمد شومان يستشرف مستقبل جماعة الإخوان في كتابه الجديد
"مستقبل الإخوان في مصر" هو الكتاب الجديد الذي صدر ضمن سلسلة اقرأ عن دار المعارف للدكتور محمد شومان عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في 185 صفحة من القطع الصغير، وهو الكتاب الذي يستشرف فيه شومان سيناريوهات مستقبلية لتنظيم الإخوان الإرهابي، ولم يبدأ شومان مباشرة بسرد سيناريوهات المستقبل، لكنه اتكأ على ربط ماضيهم بحاضرهم في ظل التحول ما بعد 30 يونيو، وأيضًا أسباب فشل مرسي وكون الجماعة أصبحت غير مرغوبة شعبيا..
أسباب فشل مرسي
عدد الدكتور شومان أسباب لفشل مرسي كرئيس منها أنه لم يكن رئيسًا لكل المصريين وإنما واجهة للجماعة يتحرك بعصا القيادة وعصا التنظيم الدولي للإخوان، كما أنه وجماعته لم يكونوا يملكون رؤية واضحة لحكم مصر، إذا فإن الغرض الأساسي هو الوصول من أجل الوصول وليس الوصول من أجل الصالح العام، وكان من أهم أسباب الفشل هو التضاد الواضح في الرؤية والتخبط في القرارات والتناقض بين شعارات رفض التبعية للولايات المتحدة وتحرير فلسطين وبين التفاهم الاستراتيجي مع واشنطن، والادعاء المبطن بأن الإخوان مع الحكم المدني للدولة وفي الوقت نفسه الترويج بين صفوف التيار الإسلامي بأنه حكم إسلامي، والاستخدام المزدوج للشرعية الثورية والشرعية القانونية ونتائج الانتخابات، والفشل في مواجهة تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والتسرع في محاولة السيطرة على كل مفاصل الدولة فيما عرف بأخونة الدولة أو مشروع التمكين.
رؤى الإعلام والفشل في التأثير على الرأي العام
هاجمت جماعة الإخوان مقر صحيفة الوفد وحصار مدينة الإنتاج الإعلامي مرتين خلال عام 2012، وبلغت كمية البلاغات المقدمة في إعلاميين خلال ستة أشهر أربعة اضعاف ما شهدته الأعوام الثلاثين من حكم مبارك، و24 ضعفا لما شهدته فترة الرئيس السادات، فقد لاحقت جهات التحقيق 25 صحفيا وكاتبا وبلاغا بتهمة إهانة الرئيس خلال 200 يوم فقط، وينتهي شومان إلى أن زيادة الانتهاكات لحرية الإعلام والإعلاميين خلال حكم مرسي دفعت مزيدا من الإعلاميين ليس فقط لمعارضة تلك الانتهاكات وإنما لمعارضة مرسي وجماعته وهكذا تولدت آلية ثأرية بين الطرفين
مستقبل الجماعة
بعد أن أصبحت الجماعة في مواجهة المصري العادي كان لابد أن تلجأ الجماعة لبعض الحيل منها المظلومية ومحاولة استدرار التعاطف الشعبي ولكن كل ذلك باء بالفشل بسبب عمليات الاغتيال وتصفية جنود الجيش والشرطة، وهو الامر الذي جعل كل محاولاتهم تروح أدراج الريح.
وعدد شومان سيناريوهات مستقبل الجماعة من خلال عناصر سيعتمد عليها مستقبلهم، ولكه أشار إلى أن الشكل التقليدي والموحد للجماعة والمبني على السمع والطاعة لن يستمر لأنها ثقافة تغييب النقاش أما العناصر التي ساقها شومان فهي أن موقف الكثيرين تغير من الجماعة وأصبح هناك عداء حقيقي بين رجل الشارع والإخواني، وأيضًا قوة المؤسسات المصرية في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، والطابع المدني للدولة والذي يضمن المساواة بين الكل، ورؤية الرئيس السيسي للجماعة وهل يمكن أن يكون هناك تصالح، وهو أمر لن يحدث خاصة وأن عدم وجودهم هو مطلب شعبي، وهناك أيضا مدى استمرار وتوفر الدعم الخارجي الإقليمي للإخوان من قطر وتركيا والتنظيم الدولي والتبرعات وغيرها، وأخيرا نتائج التفاعلات العربية والدولية المعقدة والتي قد تعيد تشكيل النظام العالمي والنظامين العربي والإقليمي في ضوء فيروس كورونا والحرب على الإرهاب ومواجهة الأطماع الخارجية مثل تركيا وإيران وإسرائيل.
انقسام الإخوان
ذكر شومان أن هناك سيناريو لانقسام الجماعة لجماعتين نظرا للخلافات المادية والبحث عن مصادر تمويل، أما السيناريو الثاني فهو اختفاء الجماعة كلية ويعتمد هذا على نجاح الرئيس السيسي في مشروعاته التنموية وإحداث نقلة نوعية في حياة المصريين بمعنى أن نجاح الرئيس سيقضي تماما على البيئة الحاضنة للجماعة، وهناك سيناريو البقاء غير الفعال أو المؤثر وهو أن استطاع رجال الحرس القديم للجماعة على حسم لصراعات الداخلية لصالحهم، وأخيرا هناك سيناريو تفتيت الجماعة لجماعات صغيرة وظهور تنظيمات سرية.