«نجم 57».. حكاية آسر بطل إعلان مستشفى سرطان الأطفال: «نفسه يكون موديل إعلانات»
"لو محمدتوش ربنا على تعبكم ربنا هيزعل منكم"، بوجه بريء طل علينا الطفل آسر جمال محمد، صاحب الست أعوام في أحد إعلانات مستشفى سرطان الأطفال 75375، ليأسر قلوب المشاهدين الذين تفاعلوا معه بشكل كبير.
و قالت سها محمود، شابة في عامها 27، والدة الطفل آسر جمال محمد، من سكان شارع فؤاد بمحافظة الإسكندرية، لـ " الدستور"، إن طفلها هو نعمة الله لها، وأنها سعيدة لتأثيره الكبير في حياة الأطفال أمثاله وفي حياتها أيضا".
19-9-2019، لم تستطع سها نسيان هذا التاريخ أبدا، ففي هذا اليوم كانت شكوى"آسر" الأولى بألم شديد في ركبيته، أصابة خلال تمرين كرة القدم، فطلب منها المدرب أن يرتاح الطفل اسبوعين في المنزل ولا يتدرب فقد تكون عظامه مجهده من اللعب.
- الإصابة باللوكيميا
وبعد عدة أيام زادت الشكوى من ألم شديد في العظام، على إثرها حملت "سها" طفلها وتوجهت به لطبيب عظام، الذي طلب منها عدة تحاليل وأخبرها أنه لا يوجد أي مشكلة في العظام، وخلال اسبوع واحد حملت فيه الأم الخوف والقلق بصدرها، ظهرت نتيجة التحاليل لتؤكد إصابة الطفل بسرطان الدم- لوكميا-.
على الفور حزمت أمتعتها، محددة وجهتها لمستشفى سرطان الأطفال، بالسيدة زينب لتسجل طفلها وتتقدم بأوراق" آسر"، وظلت اسبوعا واحدا على قائمة الانتظار، ومن بعدها تواصلوا معها من أجل القدوم لبدأ رحلة العلاج.
و وصفت"سها" حالتها في هذه الاثناء قائله:" أنها كانت خائفة جدا على طفلها الصغير، وتدعوا الله أن يعينها على هذه التجربة المريرة التي تخوضها للمرة الأولى".
و تابعت، أنهم توجهوا للقاهرة، وظل" آسر" محجوزا بالمستشفى لمدة 24 يوم للحصول على جرعات الكيماوي ومن ثم انتقل لمرحلة الجرعة الصفراء، والتي تؤخذ كل أسبوعين، وهو الآن في الجرعة 62 له، معلقة:" آسر يتعامل مع المرض أنه بسيط ومتفائل جدا".
- ابني اكتسب قوة مواجهة السرطان من طبيبه المعالج
أوضحت، أن أبنها اكتسب هذه القوة الكبيرة لمواجهة هذا المرض اللعين، من طبيبه المعالج، أحمد عماد، ومن صديقه العزيز البلياتشو كروان، اللذان كانا يتحدثان معه أن مرضه بسيط، ومجيئه للمستشفى كي يلعب متوجه بالشكر والعرفان لهما.
لم تكن تستجب سها لطاقة جسدها الهزيل، الذي يشعر بالتعب بعد عناء السفر، وجلسات الكيماوي، بل كانت تأخد "نجم 57"، كما لقبه العاملين بالمستشفى، في رحلة ترفيهية، فيذهبون للملاهي، او لشراء ملابس، أو التمشية في أحد شوارع قاهرة المعز، معقبه:" وضعت كل طاقتي له".
- حلم آسر
حلم آسر منذ الصغر أن يصبح موديل إعلانات أو فاشون،وظل يصارع هذا الحلم مذ رحلة علاجه، وظهر ذلك جليا عن ذوقه في الملابس وطريقته في التصوير، الأمر الذي دفعها لتتبع أحد الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي طلبت فيه موديل ملابس من مختلف الأعمار، على الرغم من أن اختبار الموديل لم يأتي بثمرته، لكنه عدل من نفسية الطفل وأمده بالطاقة والحيوية.
- كواليس تصوير الإعلان
عن كواليس تصوير الإعلان، أوضحت أن آسر متكلم جيد ولبق يتحدث بشكل لطيف، الأمر الذي جعل القائمين على عملية تصوير وانتاج الإعلان، ينتهون منه في 10 دقائق فقط، معلقه:" سألوه عن تفاصيله وهو جاوب بطلاقه كبيرة".
وفي أول زيارة له بعد إذاعة الإعلان، والتي كانت في الثالث من رمضان، بدأ الأطفال يتوددون له ويلعبون معه، فبين ليلة وضحاها أصبح صاحب الست سنوات مثلا أعلي ونبراسا يهتدي به مرضى السرطان.
- آسر يدخل الفرحة لقلوب الأطفال من مرضى المستشفى
و حمل" آسر" الفرحة لقلوب الأطفال من مرضى المستشفى الذي ظل يعلمهم أنواع الرقصات التي يتقنها، محاولا تخفيف آلالام الكيماوي عنهم، منوهه أنه يخبرها أن الله سيساعده لأنه ساعدهم في هذا الوقت الصعب.
و استكملت والدته أن آسر اتخذ من مرضه سبيلا لله، فيحافظ على الصلوات الخمس، والجمعة في المسجد، ويخرج الصدقات ليوزعها على الفقراء، طالبا منهم الدعاء له بالشفاء من اللوكيميا.
و اختمت، أنها تأمل أن يشفى الله طفلها وكل مرضى السرطان، وأن يحقق الطفل حلمه الكبير ويصبح ما يريد.
