الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية فى حوار لـ«الدستور»:
رصد البترول والتعدين فى مصر بالأقمار الصناعية.. وإنشاء مدينة فضائية متكاملة
- بناء مركز ضخم لتجميع الأقمار الصناعية فى مصر بالتعاون مع الصين
- الوكالة ستساعد قطاع البترول فى عملية الاستكشافات عن النفط والذهب
- رصد كل الطبقات الجيولوجية المختلفة لجميع الثروات البترولية والتعدينية فى مصر
- سنعتمد على الذكاء الاصطناعي فى التصوير الفضائي لتلافي أخطاء الإنسان
- مدينة فضائية متكاملة في مصر على مساحة 123 فدانًا
- بناء 35 قمرًا صناعيّا ومعامل فضائية بالجامعات دون مقابل
قال محمد القوصى، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، إن الوكالة هى هيئة اقتصادية عامة مصرية تأسست في أغسطس 2019، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس الجمهورية، وتهدف إلى إنشاء ونقل وتطوير تكنولوجيا الفضاء والتوطين والقدرات الذاتية لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية من الأراضي المصرية.
وأوضح «القوصي» فى حوار مع «الدستور»، أن الوكالة تعمل حاليًا على محاور أساسية منها محور بناء الأقمار الصناعية Nano satellite وكذلك Small satellite والتى قد تصل إلى 500 كيلو، كما يوجد تعاون مع الصين لبناء قمر صناعي مصرى جديد «سات2» بوزن 350 كيلو بدقة تمييز 2 متر لتميز الأشياء على سطح الكرة الأرضية بتمويل من الحكومة الصينية، والذي سيتم إطلاقه فى سبتمبر 2022.
وأضاف، أن الوكالة تساعد في تنمية الاقتصاد المصري من حيث الاستكشافات البترولية والغازية وكذلك الذهب والمعادن وتوفير الوقت والجهد والتكاليف من خلال آليات وأجهزة حديثة متطورة بأحدث التكنولوجيات العالمية، كما تناول اللقاء خطة الوكالة فى بناء أقمار صناعية مصرية والتعاون مع الصين لبناء مركز ضخم لتجميع الأقمار الصناعية، وإلى نص الحوار.
* أولاً ماذا عن الأقمار الصناعية المصرية التي تم إنشاؤها؟
تم عمل قمرين صناعيين «كيوسات» للاستشعار عن بعد وبالفعل أطلقا في عام 2019.
* ما وجه التعاون بين الوكالة وقطاع البترول والثروة المعدنية؟
هناك بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة للبترول وقطاع الثروة المعدنية فى مصر وكذلك معهد بحوث البترول، حول مشاركة الوكالة من خلال الصور الفضائية عالية الدقة لمعرفة وجود أى تسريب أو اشتعال لهب فى أنابيب البترول أو الغاز فى كل المواقع، أما بروتوكول التعاون مع معهد بحوث البترول سيكون من خلال الصور الفضائية للاستكشاف أماكن البترول والغاز والتجمعات الجيولوجية.
* كيف يتم نشر ثقافة الفضاء في المجتمع المصري؟
نعمل بالفعل على نشر ثقافة الفضاء فى مصر من خلال العديد من الطرق، ومنها المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية واستقبال مراكز الشباب فى الوكالة ويشاهدون على الطبيعة المعامل الفضائية والأقمار الصناعية وتوجد أيضًا أفلام عن الفضاء المصري.
* وهل يتم ذلك فى الأقاليم أم خاص بالقاهرة والوجه البحرى؟
يتم نشر ثقافة الفضاء فى كل ربوع مصر والمحافظات، وخاصة محافظات الصعيد، وبالفعل اتجهنا خلال الأسبوعين الماضيين إلى محافظات بني سويف والأقصر وأسيوط من خلال الدورات التثقيفية للمدرسين والطلبة فى مجال الفضاء برعاية وزارة التربية والتعليم وأحد البنوك، كما يتم حاليًا إذاعة مسلسل كارتون بعنوان «حلم الفضاء» على القنوات الفضائية وقنوات الأطفال لنشر ثقافة الفضاء للجميع حسب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي لتشجيع الأجيال القادمة على المساهمة الفعالة فى تحقيق رؤية مصر 2030، وتخطت نسبة مشاهداته المليون مشاهدة على قناة اليوتيوب.
* ما دور الوكالة في قضية مواجهة تغير المناخ؟
يوجد مشروع مهم بخصوص هذا الشأن، يتضمن إطلاق قمر صناعي جديد بنهاية 2023، محمل بمستشعر يقوم بقياس البلازمة فى طبقة «اليونوسفير» والتى تؤثر بشدة على المناخ الجوي، وقياس هذه الظاهرة وتحليلها ينعكس مباشرة على القياس والتحكم ومراقبة التغييرات المناخية والهدف هنا هو قياس محددات الطقس الفضائي وهذا المشروع بتمويل مشترك بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي ووكالة الفضاء.
* ما التعاون المشترك بين وكالة الفضاء وأكاديمية البحث العلمي؟
توجد اتفاقية بين الوكالة الأكاديمية لبناء 35 قمرًا صناعيًا ومعامل فضائية داخل معاهد وكليات الهندسة والعلوم والحاسبات بالجامعات المصرية، وتم اختيار الـ35 مكانا لتتم تغطية كل جامعات مصر بها، وسيتم تسليمهم بدون مقابل مع عمل الاختبارات والتركيب من قبل الطلاب وذلك للمنافسة بين الكليات والجامعات.
* هل سيتم عمل ذلك أيضا فى المدارس الحكومية؟
تم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم بالفعل على إضافة مادة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء المصري للتدريس داخل المدارس الابتدائية، وستكون ضمن المناهج الدراسية بداية من الصف الثالث الابتدائي حتى الصف السادس.
* ماذا عن المدينة الفضائية المصرية؟
المدينة الفضائية حاليا تقام على مساحة 123 فدانًا، ويوجد فيها مبنى تجميع الأقمار الصناعية، ويتم حاليًا بناء مبنى وكالة الفضاء الإفريقية، لأن مصر ستستضيف وكالة الفضاء الإفريقية، ومبنى الأمن ومبنى قاعة مؤتمرات ومكتبة على مستوى عالمي، وأيضا مبنى إداري لخدمة تجميع الاقمار الصناعية، وأكاديمية فضاء، وذلك بمجموع 23 مبنى منهم مقام بالفعل 6 مبانى، على أن تنتهى من كل المبانى خلال 6 سنوات.
لمزيد من تفاصيل التعاون مع قطاع البترول والثروة المعدنية التقينا بالدكتور أيمن محمود، رئيس قسم الحمولة الفضائية وعضو مجلس إدارة وكالة الفضاء المصرية، الذي أكد أن الاستثمار فى مجال الفضاء له عائدات استثمارية غير مباشرة وعلى المدى الطويل، ومن أهم هذه الاستثمارات الثروات المعدنية والبترول الذى له عائد اقتصادى ضخم ومباشر.
وأوضح الدكتور أيمن محمود، أن الأقمار الصناعية لها تطبيقات بأغراض كثيرة منها الزراعية والجيولوجية والمعدنية والمياه من أهمها الثروات المعدنية، من خلال التصوير الطيفي الذى يرصد أبعاد لها ترددات لا ترى بالعين المجردة، كما أنها تفرق بين الطبقات الجيولوجية المختلفة التى يوجد أسفلها ماء أو معادن أو بترول أو غاز طبيعي، وهو تصوير فائق متعدد الأطياف يتم من خلاله تشكيل صورة جيولوجية لكل الثروات.
وأشار «محمو» إلى أنه تمت مناقشة كيفية مراقبة أنابيب الغاز عبر القمر الصناعي ونقل البترول مع عدد من المسئولين بقطاع البترول والثروة المعدنية، وهذا النظام هو مكمل لأجهزة مراقبة البترول والغاز التى تستخدمه شركات البترول، كما أن هذا النظام يقوم بتغطية عرض مصر بالكامل فى صورة واحدة، كما تعد هذه الأنظمة من التصوير الطيفي بديلة لتفادي الأعمال التخريبية التى من الممكن أن تقوم بتعطيل سيستم المراقبة لنقل البترول الذى يأخذ وقتًا طويلاً لإعادة إصلاحه، بعكس مراقبة وتصوير القمر الصناعي الذى يرصد جميع الأحداث على مدار اللحظة.
وأوضح، أن هذه الأنظمة الحديثة من التصوير الطيفي بدات تعتمد على عدم تدخل الإنسان فى عملية المتابعة من خلال الذكاء الصناعي، الذي تعمل عليه حاليا وكالة الفضاء المصرية وكيفية العمل به من خلال التقنيات المعينة للذكاء الصناعي للرصد والمتابعة ومراقبة التغيرات من خلال صورة القمر الصناعي عن الصورة السابقة لها والتى يمكنها تحديد المكان، وكذلك قياس التسرب ومكانه ومقدار وكميات التسرب، والذى يأتي ذلك فى صورة تنبيه معين للإنسان من خلال التطبيق، وهنا يبدأ تصرف الإنسان فى اتخاذ ما يلزم من إجراءات لإنقاذ وسرعة إصلاح الكسور والتسريب، كما أن الذكاء الاصطناعي فى التصوير الفضائي يمكنه تلافي أخطاء الإنسان من خلال المتابعة والرصد الدقيق والمستمر طوال 24 ساعة، مما سيؤدى إلى تفادى الخسائر الممكنة وتوفير الوقت والجهد بأقل التكاليف.
وقال، إنه تمت مناقشة كيفية رصد معامل تكرير البترول وكذلك الخزانات الاستراتيجية لتخزين النفط بعدة مواقع، وذلك لتفادى حوداث الحرائق والتسريب، من خلال صورة بالقمر الصناعي بالأشعة تحت الحمراء والتى تستطيع أن تتنبأ بحدوث أى حوادث قد تحدث، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاق قمر صناعي جديد خلال الفترة القادمة ليؤدي كل المهام المطلوبة ومنها اختصاصات البترول والغاز والبتروكيماويات والتعدين.