ملتقى الفكر الإسلامى: الإخلاص سبيل النجاة في الدنيا والآخرة
أكد ملتقى الفكر الإسلامي، أن الإخلاص سبيل النجاة في الدنيا والآخرة، وشرط قبول الأعمال عند الله (عز وجل)، ويتجلى في أبهى صوره عند الشدائد ، والعاقل الفطن هو الذي يخلص النية لله تبارك وتعالى.
جاء ذلك في الحلقة السادسة والعشرين لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - تحت رعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، تحت عنوان: "الإخلاص"، حاضر فيها كل من: الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين الأسبق، والدكتور نوح العيسوي وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد والقرآن الكريم.
وفي كلمته أكد الدكتور بكر زكي عوض، أن الدين الإسلامي مكون من عقيدة وشريعة وأخلاق، فالعقيدة تهدف لضبط الأخلاق، والشريعة جاءت لتهذيبها، وفي ذلك يقول سيد الخلق (صلى الله عليه وسلم): "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، فأخلاقنا التي جاء بها الإسلام تبلغ حدًّا كبيرًا في الكثرة، ومن أهمها: الإخلاص الذي يبتغي به الإنسان وجه ربه تعالى في كل شيء يتصل به، في حركاته وسكناته ، في أفعاله وأقواله.
وأوضح أن الأمة المحمدية استقبلت من الأوامر الإلهية التي تجعل من حركات أفرادها وسكناتهم، وأقوالهم وأفعالهم مناطًا للإخلاص لله تعالى، فخاطبهم ربنا بقوله: "قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"، وقال أيضًا: "هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، فألزمت الآيات الحبيب (صلى الله عليه وسلم) هو وأمته بالتحلي بصفة الإخلاص التي هي مناط قبول الأعمال عند الله تعالى، وقد حذر الرسول (صلى الله عليه وسلم) من الرياء ؛ حتى لا يصير العمل مُحبطًا عند الله تعالى، فقال سبحانه: "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالحًا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا" ، ومن هنا نرى أن الإخلاص كله خير ولا بد منه حتى يتقبل الله العمل ممن يقوم به.
وفي كلمته، أوضح الدكتور نوح العيسوي أن الإخلاص روحُ الطاعاتِ، وجوهرُ العباداتِ، لاَ تُقْبَلُ الطاعةُ بدونِهِ، لأن الله سبحانه وتعالى جعله شرطا لقبول الأعمال الصالحة ، ليس في العبادات فقط ، بل في جميع الأعمال والأقوال، فلا بد من أن تكون النية صادقة خالصة لوجهه تعالى ، وقد بين ذلك النيي (صلى الله عليه وسلم ) عندما أتاه رجل وسأله، فقالَ: يا رسول الله أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ، مَالَهُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «لَا شَيْءَ لَهُ» فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «لَا شَيْءَ لَهُ» ثُمَّ قَالَ: « إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنَ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ».