كيف استغلت الجماعات الإرهابية الانتحاريين في نسف الكنائس؟
«هاجموا ثلاث مبانِ من بيوت الله.. واستباحوا دماء المصليين وقتلوا وأزهقوا أرواح روادها غدرًا وبهتانًا.. بتجنيد ثلاث إرهابيين انتحارين غسلوا عقولهم وتحجرت قلوبهم وقادوهم نحو الضلال ليفجروا أنفسهم داخل 3 كنائس هم البطرسية والمرقسية وماري جرجس».. هكذا ظهرت أحداث تفجير الكنائس في مسلسل «الاختيار 2» الذي يجسد بطولة رجال الظل من الشرطة.
ووفقًا لتحقيقات النيابة في القضية رقم 165 لسنة 2017 جنايات أمين الدولة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«تفجير الكنائس» نرصد تفاصيل استهداف الكنائس.
- تفجير الكنيسة البطرسية
المتهمون المنضمون لتنظيم داعش الإرهابي قتلا 29 مواطنًا وإصابة قتل 36 آخرين والضحايا هم المجني عليهم ماجي مؤمن مجدي، لويس نجيب فانوس، أوديت صالح ميخائيل جيهان ألبير ثابت، سعادة عطا بشارة، صباح وديع يسا نبيل حبيب الله، فيرونا فهيم حلمي، مارينا فهيم حلمي، انجيل أنور مرقس، ايزيس فارس بولس، دميانا أمير فيكتور، أنصاف عادل كمال، فيرنا عماد أمين، أماني سعد عزيز، نيفين عادل سلامة، نيفين نبيه يوسف، نادية أنور شحاته، عايدة ميخائيل عبد الملك، عطيات سرحان سعيد، روجينا رأفت نجيب، سامية فوزي فهمي، وداد وهبة إبراهيم، مادلين ميشيل باسيلي، إيمان يوسف يعقوب، سهير محروس غالي، مارسيل جرجس يوسف، سامية جميل خير، مادلين توفيق عوني.
وتبين أن ذلك من خلال مخطط يستهدف عقد العزم على قتل المسيحين مرتادي الكنيسة البطرسية بالعباسية بتفجيرها حيث رصدوا الكنيسة ووقفوا على مداخلها ومخارجها وأوجه تأمينها وما أن تيقنوا من إمكانية استهدافها حتى جهز الانتحاري سترة ناسفة تسلمها.
- مفجر كهربائي
وجهز المتهمون عبوة ناسفة تحوي مواد مفرقعة تحوي 5 كيلو جرامات من مخلوط مفرقع يتكون مادة نترات الأمونيوم المفرقعة ومفجر كهربائي وألبسها الانتحاري المكلف بالتنفيذ محمود شفيق محمد مصطفى ولما دخل مكان تعبد المسيحين من النساء أوصل الشحنة الناسفة كهربائيًا فأحدث الانفجار.
- تفجير دور العبادة
ويواجه المتهمون تهم مهاجمة دور العبادة بقصد ارتكاب جريمة إرهابية بأن هاجموا مقر الكنيسة البطرسية بالعباسية واتلفوا ودمروا المقر بسترة مفرقعة فجرها الانتحاري.
وأتلف المتهمون مبان معدة لإقامة شعائر لا دين لها حرمة عند أبناء ملة من الناس بأن اتلفوا مبنى الكنيسة لغرض إرهابي قاصدين إحداث الرعب بين الناس وإشاعة الفوضى وقدرت القيمة المالية التي لحقت بالكنيسة من أضرار 4 ملايين جنيهًا.
- الطب الشرعي يطابق أشلاء
وعن تحديد هوية الانتحاري تبين من التحقيقات وفقًا لما قاله المواطن عبد الغني عامر، أثناء تواجد عمال الأشغال العسكرية، بالكنيسة الكاتدرائية بشارع رمسيس، قال أنه عثر على كف يد متفحمة بالكنيسة، وذلك أثناء فك السقف الخشبي ، تم العثور على كف آدمي متفحم ، فأبلغ الشرطة وسلم الكف.
وبمشاهدة محتوى ما تم تسجيله من كاميرات المراقبة، ظهر خروج الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى، في تمام الساعة الواحدة وتسع دقائق مرتديًا رداء رماديًا داكنًا وبنطال جينز فاتح اللون وسائرًا بشارع سالم حجازي فتم تحديده .
وبإجراء فحوص البصمة الوراثية على جزء النسيج المرفوع من الأشلاء البشرية – كف اليد- تم فصل وتحديد البصمة الوراثية وتبين أنه لذكر، وبمقارنة نتائج البصمة الوراثية للعينة المرفوعة مع العينات المسجلة بقاعدة بيانات المعمل الجنائية تبين تطابق البصمة الوراثية للانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى – منفذ تفحير الكنيسة البطرسية- مع البصمة الوراثية للاشلاء المعثور عليها.
واعترف وليد أبو المجد 33 سنة، محاسب، عن خطة تفجير الكنيسة البطرسية : «انهم اتخذوا مقر مزرعة موجودة بمنطقة المراشدة بقنا، كانت بتعتبر محطة تموين لناس موجودة في الجبل وده المقر الوحيد اللي أعرفه، وكان مكان مجرد تجميع فيها الأكل ومواد الإعاشة والبنزين والنترات كانت متخزنة فيها قبل ما تنتقل الجبل بمعنى أنهم كانوا وخدنها محطة التخزين المواد ونقلها للجبل».
وقال: «تلقينا تكليفات باستهداف الكنيسة الكتدرائية بالعباسية وتكليف بالاستيلاء على سيارات المصريين المهربين بالقرب من طريق الواحات، وتكليف تالت بتنفيذ استهداف كمين النقب بالوادي الجديد، وكان القائم باصدار التكليفت عمرو سعد عباس ، وعزت محمد الحركي منصور، وتلقينا تكليفات قبل الكنيسة البطرسية تمثلت في مراقبة كنيسة دير الأنبا مكاريوس العطيو وتكليف خاص برصد مولد نصاري المزريقان بمركز أرمنت بالأقصر ، ورصد أكمنة الشرطة بالطريق الصحراوي، وفي تكليف رصد كنيسة الأنبا مكاريوس ، روحت أنا وعمرو سعد رصدنا الكنيسة والباقي انا رصدتهم لوحدي وبعدي بلغت عمرو أن الأمن مشدد الإجراءات وكمان المولد قرب ينتهي».
وأشار الإرهابي: «الموضوع تلقيته من عمرو سعد الذي تلقى التكليفات من محمد عزت وحركي منصور ، وهو لأنه كان المسئول عن الناس اللي بتدرب في الجبل وكان المسئول عن نقل السترتين الناسفتين من قنا للقاهرة ، وأكيد أن العملية تمثلت في تجهيز استشهادي لتنفيذها وكان هو محمود شفيق حركي عبد الله، واللي عرفني من عمرو سعد ان محمود شفيق اتحرك من ولاية سيناء قبل تنفيذ الواقعة».
وتابع: «في بداية شهر ديسمبر 2016، واللي نقله من هناك الحركي أبو علي بسبب عمرو سعد ووصل القاهرة وقعد في شقة بمنطقة الزيتون والشقة دي بتاعت رامي محمد عبد الحميد، اللي موجودة في شارع سالم حجاي، ومحمود شفيق قبل ما يخرج من سيناء صور فيديو كاستشهادي قبل تنفيذ العملية وده كانت المرحلة الاولة والثانية تمثلت في نقل السترتين الناسفتين من قنا إلى القاهرة.. وفي يوم 6 ديسمبر 2016، كنت أانا ومحمد يوسف بنودي مواد إعاشة للناس اللي في الجبل اللي في الطريق الصحراوي الغربي بناءًا على تكليف عمرو سعد، وعمرو كان معرفني ساعتها اننا هنستلم سلاح وسترات ناسفة علشان يسافرا القاهرة وبالفعل استلمناهم من هناك، وبعدين اتقابلنا مع محمود شفيق عند مترو الزيتون، وانتظرنا الشخص الذي مكلف بإحضار السترات في حقيبتين من قنا، ثم توجهنا إلى الشقة، وهناك تم فتح شنطة السفر وطلع السترتين واداهم لمحمود شفيق علشان يقيسهم وتمم على التوصيلات ولف شريط لحام على فتيل الإشعال على السترة اللي لونها كحلي وحطهم في الشنطة تاني».
- رصد الكنيسة البطرسية
وأضاف: «ونمنا وصحينا تاني يوم علشان نرصد الكنيسة وفطرنا وحاول محمود شفيق أنه يعرف مواعيد الصلاة في الكنيسة الكاتدرائية علشان يعرف الوقت اللي هينفذ فيه لكن معرفشي يوصل لحاجة وبعد كدخ صلينا صلاة الجمعة في البيت وجه رامي الشقة، ورصدوا الكنيسة لمدة ربع ساعة وقالوا أن فيه بابين للكنيسة باب كبير جديد مقفول ده لف المنيسة بواب صغير على الشارع الرئيسي وجنب الباب الصغير بوابة رئيسية كل الأبواب دي مقفولة ما عدا الباب الرئيسي وساعتها محمود شفيق قال أنه شاف الباب الصغير مفتوح وأن شكل الباب ده بيدخل على القاعة وبالنسبة لتأمين مكنش فيه غير عربية بوكس شرطة وقفة عند الباب الرئيسي وأفراد شرطة موجودي ، وده ادى انطباع لعمرو سعد والحركي عماد أنهم يفكروا يلغوا العملية لكن محمود شفيق كانت رؤيته أنه ينفذ العملية ويدخل الكنيسة من الباب الصغير اللي يدخل على القاعة والنقاش ده كان في العربية أثناء العودة».
وتابع: «فلبس السترة الناسفة الكحلي ومحمود شفيق لبس بلوفر رمادي وعمرو سعد قطع البلوفر من الجنب اليمين والشمال وطلع من الفتحة اليمين سلك كهرباء اللي متوصل بالمفتاح وبطارية 9 فولت ودول متوصلين بالصاعق وفتيل الاشعال ومن الناحية الشمال في صاعق ميكانيكي بيشتغل بديل لو اتعطل الصاعق الأولواني ولبس محمود الجاكت الأسود وقطعه في البطانة الداخلية لجاكت جيب اليمين والزرار الخاص بالتفجير الأولاني بقى متوصل في الجيب اليمين بحيث أن محمود لما يحط ايده في جيب الجاكت يدوس على المفتاح ويتفجروبعد ما خلصنا البروفة محمود اتكلم في موضوع تصوير فيديو، ولكن عمرو سعد قاله ملوش لازمة لأنك مصور فيديو في الولاية قبل كده».
- تقسيم الأدوار
واستكمل: «كان تقسيم الأدوار بيننا كنا اتفقنا عليه بالليل ووكان الأول صحينا وصلينا الفجر ولمينا الشنط بتاعتي وبتاعت عمرو سعد، ومحمود شفيق لبس السترة الناسفة، وساب الهدوم القديمة في الشقة وحطينا الشنطة اللي فيها السترة الناسفة البيج المموه تحت السرير لحد ما يجي حد تاني يستلمها، وعلى الساعة السابعة كنا جميعًا مستعدين في الشقة نزل عمرو سعد بنفس اللبس بتاعه علشان يبص على الكنيسة قبل التنفيذ ويتأكد أن الدنيا مستقرة وأن مفيس أي حاجة تعيق عملية التنفيذ وكان متفق معايا أنه يقابلني تحت كوبري غمرة بعدها بنص ساعة تقريبًا لما عمرو نزل نزلت أنا من العمارة وخرجت من باب العمارة مشيت في الاتجاه اليمين لنهاية الشارع سالم حجازي وبعد كده مشيت شمال وسور المترو استنيت محمود شفيق في شارع المترو».
- ساعة التنفيذ
وقال المتهم عن وقت التنفيذ : «أنا طلعت من على كوبري الحلمية في اتجاه صلاح سالم ومن صلاح سالم دخلت العباسية ومنها عديت على جامع النور في اتجاه لطفي لحد ما وصلت تحت كوبري غمرة كان عمرو سعد قاعد عل قهوة وجه ركب معايا بعد ما كلمني على التليفون وعرفني أنه وصل.. وأخبر محمود شفيق أن الباب الصغير الناس بتتردد عليه وقال لمحمود تخش من الباب ده لأن عربية الشرطة نقلت مكانها من عند البوابة الرئيسية وبقت قريبة من الباب الصغير وهو ده هيكون مدخلك، واتفقوا أنه لو معرفشي يدخل الكنيسة يستننا في شارع لطفي السيد علشان ناخده واداله عشرين جنيه علشان يركب تاكسي من شارع رمسيس لحد الكنيسة في العباسية».
- فرحة الإرهابيين بقتل مواطنين بلا سلاح
وتابع الإرهابي: «غادر محمود شفيق قبل التنفيذ بعشر دقائق حوالي الساعة 9 و 45 دقيقة، وفضل متواصل معاه لحد ما وصل الكنيسة كان مشغل الاسبيكر وساعتها سمعنا ح بيقول لمحمود ياريس ومحمود بيقول أنا وبعدين الخط قطع بعديها ، وحاول عمرو سعد الاتصال بيه بعد كده الخط اداله مشغول وبعد كده ومكناش عارفين العملية اتنفذت ولا لأ فعمرو سعد طلب مني الف بالعربية ناحية العباسية لكن أنا رفضت ونزلت عمرو سعد في طريق الأوتوستراد ركب مواصلات وأنا مشيت لحد مترو الزهراء وعمرو كلمني وقالي أنه هيتاخر شوية وفي عربيات كتير في المكان وشرطة وإسعاف، وبعدين جالي وتوجهنا إلى قنا».
«إحنا حسينا أن العملية اتنفذت بنجاح على الرغم من أن الحصيلة كانت مبهمة بالنسبة ليينا وكنا مشغالين الراديو وبنتابع الأخبار علن النت وكل ما عدد الوفيات يزيد يقول الله أكبر وأنا كنت متوتر جدًا ، لحد ما طلع بيان الرئيس وقال أن الانتحاري هو محمود شفيق وتم تحديد هويته واتنين آخرين فعرفت أنه أنا وعمرو سعد، واتفقنا نتقابل وقالي هنختفي شوية في مزرعة المراشدة اللي موجودة بعد قنا، وروحنا بالفعل».
- تفجير كنيسة مارِ جرجس
وواجه المتهمين جريمة قتل مرتادي كنيسة طنطا بمحافظة الغربية، بالاتفاق مع الانتحاري ممدوح أمين بغدادي في ارتكاب جناية قتل 22 مواطنًا وإصابة 76 آخرين والضحايا هم : مدحت موس، سليمان سليم، عادل سليمان عبد السيد، رؤوف صليب جرجس، سامي فام جرجس، خيري كيرولوس عطية، فخري لطفي مرقس، مجدي سامي ، ميشيل لبيب ميخائيل، وليم نصيف يوسف، أنور اسكندر حنا، ميشيل عبد الملك، سعد زكي بدوي، صومائيل جورج نجيب.
وبيشوي نادي شنودة، مايكل نبيل راغب، مينا نعيم زكي، عادل أسعد شكري، فادي وليم مصري، ماهر فؤاد رزق، مايكل سمير اسكندر، فادي رمسيس جرجس .
وتبين أن الانتحاري ممدوح أمين محمد بغدادي خطط لقتلهم وتفجير الكنيسة باستخدام سترة مفرقعة يرتديها حيث هاجم الكنيسة وفجر نفسه بداخلها من خلال سترة ناسفة مجهزة كعبوة مفرقعة تحوي 5 كيلو جرام من مادة ثلاثي نيترولوين المفرقعة شديدة الانفجار ومفجر كهربائي ليتصل بالانتحاري المكلف بالتنفيذ.
- الكنيسة المرقسية
وفي محافظة الإسكندرية، اشترك المتهمون بطريق الاتفاق والمساعدة مع الانتحاري محمود حسن مبارك، في ارتكاب جناية قتل كل من : لوسيندا كريستال، عماد محمد لطفى، محمد صبحي إبراهيم، إبراهيم السيد، أسماء أحمد إبراهيم، نسيم فهيم بخيت، نجوى عبد الحليم الحجار، أمينة محمد رشدي، محمد عبد المحسن حميدو، جرجس غطاس عطا الله، إبراهيم جرجس باخوم، ميلاد نظيم جرجس ، محمد رفعت شريف، بيشوي عبد الملاك، حنان لمعي بولس، عصام أحمد عبد الرزاق، محمد عبد الصبور عبد الهادي، كريم غطاس اندراو، عمدًا مع سبق الإصرار، وذلك من خلال العزم على قتل المسيحين من مرتادي الكنيسة المرقسية بمحافظة الإسكندرية، بأن حرص المتهمان الأول والثالث الانتحاري محمود حسن مبارك عبد الله قتلهم وتفجير الكنيسة باستخدام سترة مفرقعة يرتديها وأصدر له تكليفًا بذلك واتفقا معه على مهاجمة الكنسة وتفجير نفسه بداخلها وأعدوا لهذا الغرض سترة ناسفة مجهزة كعبوة مفرقعة تحوي 5 كيلو جرام من مادة ثلاثي نيتروتولوين المفرقعة شديدة الانفجار ومفجر كهربائي ليتصل بالانتحاري المكلف بالتنفيذ، والشروع في قتل 43 آخرين.