«يشعر بالقهر والظلم ويثق في براءته».. اعترافات أشرف السعد عن أيام لندن
«نعم دفعت الثمن غاليًا، وأضرب مثالًا، كنت في زيارة عمل بالمغرب سنة 1978 وجاءني مشترون لشراء مصنع زانوسي للثلاجات وعرضوا علىّ شراءه بـ37 مليون جنيه، قلت لهم لا أستطيع البيع، ولكني أوافق على السعر مقابل أن تودع الأموال في بنك قناة السويس تحت تصرف سوق المال، ولكن رد رئيس سوق المال وأبدى عدم موافقته وعدت إلى مصر، ومرت ثلاث سنوات وعندما قاموا بسجني وتحفظ المدعي العام الاشتراكي على كل أموالى فوجئت بخبر منشور في إحدى الصحف عن بيع مصنع زانوسي بـ12 مليون جنيه».. هكذا عبّر أشرف السعد عن تجربته التي مر بها في حواره مع جريدة "الأسبوع" عام 1999، دفعته بالتهديد بالانتحار بقطع شرايين يده، وإرسال برقية إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشعب والنائب العام ورئيس الوزراء والمدعي العام الاشتراكي.
حكى «السعد» وقائع استدعائه للنائب عام، حينها، وقال إنه أثناء مقابلته للمدعي العام الاشتراكي ومدير إدارة الأموال، دخل عليهم مكبلًا بالحديد، وأبدوا غضبهم منه، وتشكيكه في نزاهتهم، ووصل الأمر حينها إلى انهيار وسقوط دموعه.
أشرف السعد، رجل أعمال، بدأ تجارته وعمره واحد وعشرون عامًا، بمبلغ مليار جنيه، يحكي:"عام 1977 عندما كنت في فرنسا لم يكن معي ثمن رغيف عيش، ولكني بنيت نفسي من تحت الصفر، أفهم في الاقتصاد مثل أي تخصص فيه، وكنت أول من أخترع البيع بالتقسيط على أجل طويل يمتد إلى عشر سنوات".
كان أشرف السعد، قد هرب لمدة عامين، وعاد إلى مصر عام 1993، لتعود حكايته إلى الأذهان مرة أخرى وتروى من جديد، مثلما تجددت هذه الأيام، بعدما قرر العودة لمصر بعد ثلاثين عامًا قضاها في الخارج.
في الوقت الذي نشبت فيه أزمة المودعين في شركات الريان، طفت إلى السطح تعثر شركات "السعد"، وتقرر التحفظ على أصول شركاته من المدعي العام الاشتراكي. وأعدت شركته خطة لرد أموال المودعين في موعد أقصاه أربع سنوات، لكن هل نفذ وعوده؟ المودعون تقدموا شكاوي وخطابات يشكون فيها من عدم صرف أموالهم، وقيمة الصكوك التي حل موعد استحقاقها.
وقت الأزمة، سافر أشرف السعد إلى باريس، وتردد آنذاك، أنه يبحث عن مستثمرين لشراء أصول المصانع، وتردد أيضًا أنه سافر للعلاج، لكنه على كل حال عاد إلى مصر عام 1993، واعترف في حوار مع "آخر ساعة"، أنه سافر للعلاج، ولم يكن في نيته الهروب أو عدم المواجهة من أي مواقف، لأنه يثق تمامًا في سلامة موقفه.
وعبّر "السعد" عن أنه لديه خطة وأفكار وحلول عديدة، من أجل توفير السيولة اللازمة لرد أموال المودعين، قال:"يهمني أن أوضح أن شركات السعد قد سددت أكثر من نصف أموال المودعين التي كانت مستحقة عند صدور قرارات توفيق أوضاعها من مجلس إدارة هيئة سوق المال".
وقتها، سافر "السعد" أكثر من مرة، ووضع اسمه على قائمة الممنوعين من السفر، وسافر مرات بعد أن رُفع اسمه في يوليو 1990، يقول "المرة الأخيرة سافرت في يونيو 91، أي بعد رفع اسمي من قوائم الممنوعين من السفر بعام تقريبًا وفي هذا العام سافرت ورجعت أكثر 15 مرة".
من لندن
سافر "السعد" إلى لندن، واستقر هناك، وخلال حوار أجراه مع جريدة "الأسبوع" 1999، أقر، أنه لم يهرب من مصر، لأنه لم يكن ممنوعًا من السفر في الأساس، قال: "قبل خروجي بأسبوع حصلت على حكم محكمة بالبراءة بالنسبة لتوظيف الأموال، وعليه توجهت إلى السعودية لأداء العمرة بعد أن أكد المدعي العام الاشتراكي أن الأموال التي تحت يده تسد المطلوب".
فضّل "السعد" الحياة في لندن، لشعوره الكبير بالأمان- على حد قوله- الذي لن يقامر بنفسه ويعود مرة أخرى إلى مصر، قال : "أنا خسرت أموالي، المودعون حصلوا على كل مستحقاتهم، أنا في لندن، لا أعمل في التجارة، أقيم في منزل عادي، ولكني أسعد كثيرًا مما لو كنت في قصور، لدي أموال أديرها، ولكن ليست مليارات، لدي سيارة مرسيدس أقودها بنفسي، واعتمد على نفسي في انجاز أى شىء، ولكن وضعي لا يقارن بما كنت عليه في مصر".