«صاروخ الصين التائه».. معهد مصري يكشف تفاصيل «كارثة تنتظر الأرض»
قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن خبر خروج الصاروخ الصينى «Long March 5B (CZ- 5B)»، والذي جرى استخدامه لإطلاق الوحدة الأولى لمحطة الفضاء الصينية الأسبوع الماضي، عن السيطرة أثار الذعر لدى عدد من سكان العالم والمهتمين بعلوم الفضاء.
وأضاف «القاضي» أن هذا الصاروخ تم فقدان السيطرة عليه، وهو في محاولة للعودة غير المنضبطة إلى الأرض بعد إطلاقه من محطة الفضاء الصينية، ومن المرجح أن يسقط جزء منه إلى الغلاف الجوي للأرض في الأيام القادمة، ومن غير الواضح متى وأين سيهبط الحطام، بينما تشير البيانات المتاحة من مواقع مراقبة الأجسام الفضائية احتمالية دخوله للغلاف الجوي للأرض 9 مايو المقبل.
في السياق، أوضحت الدكتورة سوزان صمويل، الأستاذ المساعد بقسم أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد، أن الصين أطلقت بنجاح وحدة «تيانخه» التي تزن 22.5 طنًا من «وينتشانغ» لمحطة الفضاء الخاصة بها في المدار في وقت متأخر من يوم الأربعاء الماضي، وانفصل «تيانخه» عن الجسم الرئيسي للقاذفة بعد 492 ثانية من الطيران، ودخل مباشرة مداره الأول المخطط له، لكن قاذفة البعثة (Long March 5B) وصلت أيضًا إلى المدار وتتجه بشكل غير متوقع إلى الأرض، ويبلغ وزنها 21 طنًا تقريبًا وطولها حوالي 30 مترًا، وتشير البيانات إلى أن هذا الصاروخ يدور في مدار حول الأرض بارتفاعات تتراوح بين 160 إلى 260 كم وبسرعة متوسطة تزيد قليلا عن 28 ألف كم، ما يجعلة يكمل دورة كاملة حول الأرض في حوالي 90 دقيقة في مدار بيضاوي.
وأضافت «صمويل» أنه تم تصميم «Long March 5B» خصيصًا لإطلاق وحدات محطة فضائية في مدار أرضي منخفض، ويستخدم بشكل فريد جزء أساسي (مرحلة أساسية) وأربعة معززات جانبية لوضع حمولته مباشرة، ومع ذلك فإن هذه المرحلة الأساسية هي الآن أيضًا في المدار، ومن المرجح أن تقوم بإعادة الدخول غير المنضبط خلال الأيام المقبلة، حيث يؤدي التفاعل المتزايد مع الغلاف الجوي إلى جذبها إلى الأرض، وإذا كان الأمر كذلك، فستكون واحدة من أكبر حالات إعادة الدخول غير المنضبط لمركبة فضائية، بينما توجد احتمالات غير مؤكدة بأن تهبط على منطقة مأهولة.
واستطردت أن معظم المراحل الأولى للصواريخ لا تصل إلى السرعة المدارية وتعود إلى الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة محددة مسبقًا، أيضًا تقوم بعض المراحل الثانية الأكبر حجمًا بإجراء مناورات للوصول إلى ارتفاعات منخفضة لتقليل تواجدها في المدار وتقليل فرص الاصطدام مع المركبات الفضائية الأخرى أو تعود للدخول إلة الغلاف الجوي على الفور، ولكن هذا لم يحدث مع «Long March 5B»، فقد كانت هناك تكهنات بأن نواته ستؤدي مناورة نشطة للتخلص من نفسها، ولكن يبدو أن هذا لم يحدث.
وصرح «وانج جويه»، القائد العام لمركبة الإطلاق «Long March 5B» في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، أن هذا الإصدار الثاني من الصاروخ قد شهد تحسينات على الإطلاق الأول، ولكن لم يتم الإعلان عن مناورة deorbit محتملة، حيث قد شهد الإطلاق الأول أيضًا وصول المرحلة الأولى إلى المدار وإعادة الدخول غير المنضبط بعد 6 أيام، حيث حدثت عودة الدخول فوق المحيط الأطلسي وفقًا لسرب مراقبة الفضاء الثامن عشر التابع لقوة الفضاء الأمريكية.
واستطرد: «حيث إن الصاروخ يدور حول الأرض كل 90 دقيقة تقريبًا، فبالتالي فإن تغيير بضع دقائق فقط في وقت العودة يؤدي إلى نقطة عودة على بعد آلاف الكيلومترات، كما أن الميل المداري لمرحلة Long March 5B الأساسية يقدر بـ41.5 درجة، وهذا يعني أن جسم الصاروخ يمر شمالًا بعيدًا قليلًا عن نيويورك ومدريد وبكين وحتى جنوب تشيلي وويلينجتون، نيوزيلندا، ويمكنه إعادة الدخول في أي نقطة داخل هذه المنطقة، كما أنه من المستحيل حتى الأن التنبؤ أين ومتى سيهبط وتعتمد سرعة هذه العملية على حجم وكثافة الجسم كما تعتمد عل عدة متغيرات أخرى منها التقلبات الجوية وعلى متغيرات أخرى، والتي تتأثر نفسها بالنشاط الشمسي وعوامل أخرى».
وأضاف: «قد تحترق المرحلة الأساسية لـLong March 5B في الغلاف الجوي للأرض عندما تسقط خارج المدار، لكن قطعًا كبيرة من الحطام يمكن ألا تحترق عند العودة، بينما من المرجح أن يسقط الحطام في المحيطات التي تغطي معظم الكوكب ، فإنه لا يزال من الممكن أن يهدد المناطق المأهولة».
المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لدية محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائي تم تدشينها في ديسمبر الماضى، وجارٍ الآن التواصل مع الجانب الصينى الذى يربطة علاقة تعاون علمى مع المعهد لتبادل أى بيانات قد تتيح مشاركة المعهد في مراحل تفصيلية من مراقبة ذلك الصاروخ.
أيضًا وبالتعاون مع الجانب الصينى يقوم المعهد حاليًا بإنشاء محطة لرصد الأقمار الصناعية والحطام الفضائى في مقر المعهد في حلوان، من المقرر أن تكون المحطة الثانية دوليًا من حيث قطر التليسكوب، لتعزز إمكانيات مصر البحثية في مجال الفضاء ومراقبة الأقمار الصناعية، والتي تضيف للجهود التي تقوم بها مصر لدعم برامج الفضاء وخاصة بعد إنشاء وكالة الفضاء المصرية عام 2018.