تأهلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر.. صدور الطبعة الثانية لرواية وشم الطائر
صدرت اليوم عن دار الرافدين للنشر والتوزيع٬ الطبعة الثانية من رواية "وشم الطائر٬ للكاتبة والشاعرة العراقية دنيا ميخائيل. وكانت رواية "وشم الطائر" قد صدرت في طبعتها الأولى العام الماضي 2020 وتأهلت إلي القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2021، المعروفة باسم "جائزة بوكر العربية".
في روايتها الأولى "وشم الطائر"، تستلهم الكاتبة والشاعرة العراقية دنيا ميخائيل حكاية فتاة إيزيدية تقع في الحب وبعد ذلك تقع في قبضة داعش. تتابع الرواية عوالم الفتاة (وإسمها هيلين الذي معناه باللغة الكردية عش الطير) من القرية إلى مدينة الموصل وأخيرًا إلى كندا.
وكانت الكاتبة دنيا ميخائيل قد وثّقت حكايات الإيزيديات ومعاناتهن في تلك الحقبة التي أطبق فيها تنظيم داعش الإرهابي الخناق على مناطق عدّة في العراق وسوريا في كتابها "في سوق السبايا" الذي كان قد صدر في العام 2017 ٬ وثقت فيه دنيا ميخائيل٬ 20 شهادة لسيدات هربن من جحيم داعش وحكين ما تعرضن له من أنواع العذاب، وعلى رأسها الاغتصاب وتبادلهن بين مقاتلي التنظيم الإرهابي، وليس أقلها أن تباع المرأة كسلعة في سوق حديث للنخاسة.
وعن روايتها "وشم الطائر" قالت دنيا ميخائيل في تصريحات خاصة لــ"الدستور": نداء عميق في داخلي دعاني إلى كتابة رواية "وشم الطائر"٬ ففي عام 2014 عندما عرفتُ بافتتاح سوق لبيع النساء في العراق وسوريا لم أستطع أن أصدّق أن أمراً مثل هذا يمكن أن يحدث في هذا العصر وقد شعرتُ بإهانة لا مثيل لها، فذهبتُ بنفسي إلى قرى العراق الشمالية لأستكشف عن الأمر بنفسي أو ربما لأضع يدي على الجرح وكنتُ قد تكتّمتُ على تلك الرحلة لأني لم أكن أريد لعائلتي أن تقلق عليَّ فقد ظنوا بأني كنتُ في الأردن في أمسية شعرية فحسب.
تابعت "دنيا ميخائيل" موضحة: التقيتُ بنساء كن قد هربنَ تواً من داعش، بعضهن تحدثن معي باللغة الكردية التي لا أفهمها ومع ذلك فهمتُ آلامهن بطلاقة. كتبتُ الكثير عنهن منذ ذلك الوقت بمختلف أشكال الكتابة من شعر وسرد وتوثيق، ولكن ظلَّ هاجس إبداعي بداخلي أن أكتب عملاً تخييلياً يستند إلى الواقع كمادة خام ولكن ليس بمعنى أن يعكسه كمرآة مجرّدة وإنما يصوّر الحقيقة من دون أن يفقد عنصره الفني الخالص.
ومن أجواء رواية "وشم الطائر" نقرأ: أحياناً يتفاهمان بالإشارات لأن الكثير مما يريدان التعبير عنه لم يتعلّماه بعد باللغة الإنجليزية. فهمتْ بأنه عندما كان في الخامسة من عمره فقدَ أمه في مجزرة جماعية. لم يستطع أن يفهم آنذاك أنّ بإمكانها أن تختفي عنه هكذا، فظلّ يبكي ويطلبها من أبيه. قال له أبوه بأنّ أمه ستعود إليه إذا استطاع أن يلصق أجزاء آنية مكسورة. كان أبوه يشتغل في محل لتصليح السيراميك. وهكذا منذ ذلك اليوم صار يأخذه معه إلى المحل ليساعده في لصق كِسَر الآنيات.
كان يلصق الأجزاء بحماس وينتظر حتى تعود إليه أمُّه.رسمتْ قلباً فيه شرخ. أرادت أن تقول بأنها تتأسّف لفقدان أمّه، وأنها هي أيضاً فقدتْ أحباء لا قبور لهم لتزورهم. رسمتْ ناياً بجانب القلب. قال: أنتِ تعزفين على الناي؟ اكتفت بنعم. إنما أرادت أن تقول بأنّ جماعتها لم يدفنوا موتاهم ولم يعزفوا على أرواحهم تلك الموسيقى الحزينة التي تبدأ من لحظة رفع النعش لحين الانتهاء من الدفن.