«من البحر للسوق».. بائعة فسيخ توضح طريقة تخليل السمك بالمنزل
هناك علاقة وثيقة بين الفسيخ والمصريين القدماء والتحنيط، فالمصريين القدماء منذ آلاف السنين اتقنوا فكرة التحنيط للقدرة على حفظ جثث الأموات، وقرروا نفس الطريقة مع السمك لحفظه للتناول فيما بعد كون لم تكن هناك طرق أخرى لحفظ الأطعمة.
"الرنجة والفسيخ وشم النسيم"، ثلاثة أشياء أساسية تجتمع سويا ببعضها البعض، فشم النسيم يعرف بطقوسه الخاصة والتي تتمثل في تناول السمك المملح خلاله و العيش بطقوس روتينية في هذا اليوم.
و للسمك المملح رحلة طويلة قبل الوصول للمحال وعرض البائعين لها أمام الزبائن، وهذا ما تقدمه "الدستور" اليوم، حيث شرحت هناء عبدالغفار صاحبة الأربعين عاما رحلة الفسيخ من البحر للمطبخ.
قالت هناء إنها تقوم بتمليح السمك بمنزلها بالطريقة المعروفة ثم تعرضه بمحلها هي وزوجها، حيث إنها تحضر السمك بأنواع مختلفة مثل البوري والجبيس وقشر بياض وسمك السردين البلدي لتخللهم.
وتابعت أنها تقوم بغسله بطريقة جيدة ثم يتم تصفيته لمدة لا تقل عن الأربع ساعات، ثم تنشف السمك أيضا عند أطرافه والخياشيم وجسم السمكة بمناديل مخصصة له وفمها وتمليح الخياشيم أول شيء وتحشى جيدا من الداخل ثم تمليحها كاملة.
"بحط السمك في أكياس حرارية وتغطى بالملح والشطة ومادة مخصصة للحفظ من الدود ومادة ملونة حمراء أو كاري أصفر"، وتابعت أنه يقلب السمك في الشطة والملح ثم توضع بالكيس الحراري ويضاف لها مجددا شطة وملح ولون ويضعون عكس عكاس مرة من ناحية الزيل ومرة من الرأس.
وأكدت أنها تحرص على غلق الكيس جيدا مع الحرص على تفريغ الهواء منه، ويوضع في كيس آخر ويلف جيدا حتى لا يفسد ويتسبب في حالات التسمم، ويوضع في علب بلاستيكية وتحكم الإغلاق عليها ولا تقترب لها سوى بعد الفترة المخصصة لها، وتكون من ١٠ أيام لـ٢٠ يوما.
وأضافت أن الفسيخ من الأكلات الشهيرة التي يفضلها أغلب المصريون تناولها في أعياد الربيع وشم النسيم، ولكن أغلب المحال لم تستعد بصورة كاملة لشم النسيم كونه جاء في شهر رمضان، و أجلوا استعدادهم لأيام عيد الفطر.
يحرص الكثير من المصريين على تناوله في أول أيام عيد الفطر، وأكدت أن العرض سيكون بأيام العيد، والأسعار تبدأ من ٤٠ لـ٧٠ جنيها، وهناك ما يزيد عن ذلك، وبعض الأشخاص يفضلون أنواع الفسيخ بشكل عام ويقبلون على شرائه بأي سعر.