أشهرها الفسيخ والبيض.. تعرف على أكلات «شم النسيم» في مصر القديمة
تأتيمع حلول عيد شم النسيم والذي يتم الاحتفال به منذ أكثر من 4000 آلاف عام، مجموعة من الأكلات المميزة مثل البيض الملون أو الأسماك المملحة وبالأخص الفسيخ والرنجة، وكلها لها رمزية خاصة بمصر القديمة بحكم أن العيد نفسه عيد مصرى قديم ولا علاقة له بأى دين سماوي.
البيض الملون
في هذا الصدد يوضح الدكتور الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، أن أكلات شم النسيم لها رمزية خاصة وترتبط بمصر القديمة، والبداية من البيض الملون والذى أطلق عليه الأوروبيون بيض الشرق، ويرمز لخلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد أخناتون "الله وحده لا شريك له خلق الحياة من الجماد فأخرج الكتكوت من البيضة".
وتابع أن نقش البيض وزخرفته ارتبط بعادة قدماء المصريين من خلال نقش الدعوات والأمنيات على البيض، ثم يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع الشروق ويوجد بمتحف النوبة بيضة حُفر عليها منظر للأهرامات.
الفسيخ
وأما عن الأسماك المملحة وبالأخص الفسيخ، أوضح الدكتور ريحان أنه من بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم منذ الأسرة الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل نهر الحياة، حيث ورد في متونه المقدسة أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب المعتقد المصري القديم.
وقد ذكر المؤرخ الإغريقى هيرودوت أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذى حور فى اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.
البصل وعلاقته بسم النسيم
وكذلك الحال بالنسبة إلى البصل حيث قال الدكتور ريحان إنه كان ضمن أطعمة عيد شم النسيم منذ أواسط الأسرة السادسة وارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة أن أحد ملوك مصر القديمة كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب وقد أصيب بمرض غامض أقعده عن الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه ولازم الفراش عدة سنوات واستدعى الملك لعلاج الطفل الكاهن الأكبر لمعبد آمون فنسب مرضه إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتشل حركته بفعل السحر وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الطفل في فراشه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ ثم شقها عند شروق الشمس ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.
واستكمل أن الكاهن طلب منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة وشفي الطفل وأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة، ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس في العيد وتعليق حزم البصل على أبواب دورهم.
الخس عرف من الأسرة الرابعة
وأشار الدكتور ريحان إلى أن الخس عرف منذ الأسرة الرابعة وكان يقدم في سلال القرابين وعلى موائد الاحتفال بالعيد وكان يسمى بالهيروغليفية حب، كما اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل ويوجد رسمه منقوشًا دائمًا تحت أقدام المعبود (من) فى معابده ورسومه.
الملانة الخضراء
أما عن الملانة هي ثمرة الحمص الأخضر أطلق عليها (حور – بيك) أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس وقد ذكر الخس والملانة في البرديات الطبية، وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقودًا وأساور يتزين بها فى الاحتفالات بالعيد كما يقمن باستعمالها فى زينة الحوائط ونوافذ المنازل في الحفلات المنـزلية.
تقاليد شم النسيم المصرية القديمة
ومن بين تقاليد شم النسيم المصرية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الاسم المصري (ياسمون)، وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التى تستقبل به الربيع وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذي يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد.