وائل لطفي يكتب: «30 يونيو» التي حاصرت الإرهاب
على هامش مسلسل الاختيار، الذى يؤرخ لمواجهة الدولة المصرية الإرهاب، تذكرت مقولة أقرب ما تكون إلى كذبة.. المقولة رددها الإخوان، وبعض الباحثين السياسيين بعضهم كان محسوبًا على التيار المضاد للإخوان.. هذه المقولة تقول إن ثورة ٣٠ يونيو هى التى أدت للجوء الإخوان للإرهاب.. الإخوان أنفسهم قالوا إن ظهور داعش رد فعل على ثورة المصريين ضدهم.. فى الحقيقة هذه أكبر خرافة يرددها الإخوان وبعض تابعيهم.. الإخوان بدأوا إرهابهم فى فترة الأربعينيات وفى عز ازدهار التجربة الليبرالية المصرية.. أكثر من هذا أن أعدى أعدائهم كان حزب الوفد، الذى كان وقتها يشكل أكثر الحكومات ديمقراطية وتعبيرًا عن إرادة الجماهير.. ومع ذلك ماذا كان سلوك الإخوان إزاء هذه الديمقراطية؟.. لا شىء سوى القتل والتفجير ثم اغتيال القاضى الذى نظر قضاياهم، واغتيال رئيس الوزراء الذى طبق عليهم القانون.. ولنترك هذه الفترة وننتقل لفترة السبعينيات.. حيث عقد الرئيس السادات صفقة مع الجماعة، وأفرج عن أعضائها وترك لها حرية العمل.. فماذا فعل الإخوان؟.. أسسوا تنظيمًا سريًا إرهابيًا خطط لانقلاب باستخدام السلاح.. فى تحقيقات القضية اعترف المتهم الثانى طلال الأنصارى بعلاقة التنظيم بالإخوان.. وبمعرفة الهضيبى به عبر زينب الغزالى، لم يتم اتخاذ أى إجراء ضد الجماعة، لأن تحالفات الرئيس السادات اقتضت حمايتهم والتغاضى عنهم.. استشهد مصريون جراء نشاط التنظيم وجُرح آخرون، وكان ذلك فى عز ما يصفه البعض بـ«التجربة الديمقراطية».. ولم يكن تنظيم «الفنية العسكرية» سوى أول القصيدة.. أما آخرها فكان اغتيال الرئيس السادات على يد تنظيم خارج من رحم الجماعة ويطبق أفكارها وأفكار منظرها سيد قطب.. لم يكن السبب هو غياب الديمقراطية إذن.. ولم يكن الإخوان وقتها فى الحكم وتركوه.. ولكنها عقيدتهم وإرهابهم وطبعهم الذى لن يتغير.. على هامش محاولة الاغتيال هذه وفى صباح عيد الأضحى عام ١٩٨١ ذبح أعضاء الجماعة الإسلامية فى أسيوط ٨٢ ضابطًا وعسكريًا فى مديرية أمن أسيوط.. وفعلوا ما فعلوه فى كرداسة بالضبط، وقطعوا رأس ضابط عظيم فى المديرية، ووضعوه فوق مكتبه، ولم يكن فى الآخر لا تجربة ديمقراطية «مجهضة»! ولا رئيسًا تم عزله، مجرد إرهاب صافٍ خالص يعبر عن عقيدة جماعة تكفيرية استعلائية تستبيح دماء المواطنين وتكفرهم ما داموا ليسوا من أتباعها وعلى ذمتها ومن خدم أفكارها.. هذه واحدة من الأكاذيب التى أطلقها الإخوان ورددها بعضهم لسبب أو لآخر.. مقولة كانت تحتاج لتفكيك ولرد بالحجة لم يجد له مجالًا فى ضجيج المعارك السابقة.. أما الآن فالرد على الأكاذيب واجب، وتفكيك المظلومية المصنوعة حتمى، وقراءة التاريخ الدموى لا بد منها.. وهذا ما سنفعله فى قادم الأيام.