إبراهيم عبد المجيد: سمير سرحان أعطى لـ3 شيوخ 75 ألف جنيه فتنازلوا عن «دعاوى الحسبة»
كثير هى المواقف التي سردها الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد في كتابه الصادر عن بيت الياسمين تحت عنوان"أيامي الحلوة"، ومن ضمن هذه المواقف ما ذكره من أن 3 شيوخ رفعوا عليه واثنين آخرين قضية حسبة:"نادانى سمير سرحان رئيس هيئة الكتاب ذات يوم، وقال لى: «فيه كارثة»، وأخبرنى بأن هناك ثلاثة شيوخ رفعوا قضية «حسبة» علىّ وهو معى وثالثنا الروائى سمير غريب على، وطلب منى إخفاء الخبر، وقال لى: سأتصرف أنا.
فى ذلك الوقت، كنت أطلق على سمير سرحان لقب «زوربا اليونانى»، لأنه كان يرضى جميع الأذواق، وبعد أسبوع اتصل بى فى «الأهرام»، وقال لى: تعال فورًا، وبالفعل توجهت إليه ودخلت فقال لى: إنت غرَّمت هيئة الكتاب 75 ألف جنيه.
وأوضح لى أنه طلب الشيوخ الثلاثة، ودفع لكل واحد منهم 25 ألف جنيه، ووقع لهم عقودًا لكتب ستصدر عن مكتبة الأسرة، فتنازلوا عن قضايا الحسبة، ولم تُطبع كتبهم، وسألته: كيف يقولون سننتصر للدين ويقبلون بالنقود؟، فقال لى: «أنا بعرف أتصرف مع البشر دى»، وانتهى الموضوع بالفعل.
فى 2001، كانت لى رواية طيور العنبر وكلمنى سمير سرحان وطلب منى أن أذهب لمقابلته فى هيئة الكتاب، وبالفعل ذهبت، ووجدت مديرة المكتب «نجلاء»، وقالت لى إن هناك كارثة تنتظرنى بالداخل، وبالفعل دخلت مكتب سمير سرحان فوجدته يمسك برواية «طيور العنبر»، ومعه قلم ويقوم بالتخطيط فيها، وقال لى: عاوزك تشطب الكلام ده، وكان يشير إلى مشهد جنسى فى الرواية يدور فى سينما درجة ثالثة، فقلت له: وما المشكلة؟، فقال لى: إن المشكلة فى صورة سوزان مبارك، والإخوان سوف يستغلون هذا الأمر، وكان الطلب تقريبًا من مكتب سوزان، ووقتها كانت هناك أزمة معروفة إعلاميًا بـ«الروايات الثلاث»، وعرفت أن فاروق حسنى تحدث مع سمير سرحان، وأخبره بأننى لن أوافق على تغيير النص بشطب بعض الجمل، ونظر إلىّ سمير سرحان فقلت له: هل معك قلم؟، وناولنى القلم بالفعل فشطبت على المشهد وغيره، وطلبت منه ورقة بيضاء، فأعطانى واحدة فكتبت فيها: إلى الأستاذ سمير سرحان، برجاء إعادة طبع رواية طيور العنبر، طبعة خاصة منقحة لمكتبة الأسرة.
هنا اتصل سرحان بفاروق حسنى وأخبره بأننى وافقت، وعرفت أن وراء هذا الأمر رئيس تحرير جريدة الأحرار وكانت زوجته مع سوزان مبارك فى المجلس القومى للمرأة، فقلت له: سأقول لك شيئا يا دكتور سمير، لو أنك طبعت الرواية معدلة، فسيأتى صحفى ليسأل: من قام بالتعديل؟، وحينها سأقول إن فاروق حسنى طلب منى التعديلات وإن لم أفعل فسينقلنى لأسوان، فقال لى: إنت ابن عفاريت، فسألته عن توزيع الرواية فوجدت أنها وزعت ٩٣٠٠ نسخة، وكانت الطبعة عشرة آلاف، فطلبت منه عدم طباعتها مرة أخرى، وبعدها حدث أن سوزان حضرت مؤتمرا أعده جابر عصفور عن المجلس القومى للمرأة، ووجدت سوزان مبارك تقف مع سمير والوزير فسلمت عليها، فقالت لى: «thank you for saving us»، (شكرا لك لأنك أنقذتنا) فضحكت.