المتحدث باسم الكنيسة: نرى الإنجازات كل يوم في عهد الرئيس السيسي (حوار)
قال القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن فيروس كورونا ليس عقابًا من الله، مشيرًا إلى أن الرب يرسل رسالة مختلفة لكل شخص، تحمل إشارة ما عليه أن يفهمها، ويُغير حياته وفقًا لها. وشدد «إبراهيم»، فى حواره مع «الدستور»، على أن أوضاع المسيحيين فى مصر تغيرت للأفضل فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن الرئيس يهتم بكل المصريين، والدليل على ذلك قانون بناء الكنائس ووصول المسيحيين إلى مختلف المناصب بناءً على الكفاءة.
■ كيف بدأت مسيرتك الدينية؟
- حصلت على بكالوريوس تجارة، ثم عملت فى شركة أدوية، ثم سُيّمت كاهنًا بكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس للأقباط الأرثوذكس بسوهاج.
اختارنى بعد ذلك الأنبا باخوم، أسقف سوهاج، لمنصب المنسق الإعلامى للإيبارشية، ثم بدأت العمل فى ركن التحرير الصحفى بالمركز الإعلامى للكنيسة فى ٢٠١٤، ثم توليت منصب المتحدث الرسمى للكنيسة فى ٢٠٢١.
■ كيف توفق بين مسئولياتك المختلفة كراعٍ ومتحدث باسم الكنيسة وأستاذ بمعهد الرعاية؟
- أنسق بين خدمتى الكهنوتية فى كنيستى، ومسئوليتى الجديدة كمتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، وأتعامل مع المسئوليتين بمرونة كبيرة.
أما وظيفتى الأكاديمية، كوكيل لقسم «حياة كنسية» بمعهد الرعاية والتربية، فهى تعتمد على الحضور فى مواعيد المحاضرات، المرتب لها مُسبقًا، وهو النظام الذى اتبعته منذ التحاقى بهيئة أعضاء تدريس المعهد فى ٢٠١٤.
■ تعاملت مع البابا تواضروس الثانى والبابا شنودة.. ما الفارق بينهما؟
- البابا تواضروس هو أبى، وأرى أنه نموذج للقائد ذى الرؤية البعيدة، وهو يحب الكنيسة ويطمح فى أن يصنع نقلة كبيرة فى مسيرتها، ويعى ما يريد ولا يشغله سوى مستقبل الكنيسة والحفاظ على إيمانها وتطوير العمل الكنسى.
أما البابا الراحل شنودة، فقد التقيته مرات معدودة، وكانت له كاريزما خاصة، فهو معلم كبير وقاد الكنيسة لمدة ٤ عقود بحكمة شديدة.
■ كيف ستعمل على تطوير المركز الإعلامى للكنيسة؟
- جرى تأسيس المركز فى يونيو ٢٠١٣، وحتى مارس ٢٠٢١ تمكن القس بولس حليم، المتحدث السابق باسم الكنيسة، المسئول الحالى عن التدريب والمؤتمرات، من تطوير المركز بشكل احترافى، وسأكمل من حيث انتهى.
وأسعى خلال الفترة المقبلة للحفاظ على ما جرى إنجازه وإكمال تلك المسيرة، وأنا حاليًا فى مرحلة استكشاف الأمور، وأضع خطة لتحقيق مزيد من الإنجازات للمركز، وأؤكد أن فريق عمل المركز متفاهم وتجمعنا علاقة تفاهم كبيرة، ونعمل كأسرة واحدة.
كما أؤكد أننى سأصنع شبكة علاقات قوية مع وسائل الإعلام المختلفة فى مصر، حتى نقدم الرسالة الإعلامية للكنيسة بشكل شفاف.
■ ما خطتك للتواصل مع الكنائس المصرية الأخرى؟
- تجمعنا روابط جيدة جدًا مع الكنائس المختلفة، ونسعى لإنجاح أى مشروع قد ينمى تلك العلاقات، فكل فرصة للتقارب والتواصل لها مكاسب رائعة.
■ هل ستنافس منصة «COC» الإلكترونية القنوات الفضائية المسيحية؟
- بالطبع لا، فـCOC هى اختصار لـCoptic Orthodox Channel، وهى منصة إلكترونية ننشر عبرها البرامج ويتصفحها الأقباط، بينما القنوات الفضائية تبث عبر القمر الصناعى، ولا تعارض بين الجهتين مُطلقًا، بل إننا جميعًا نمضى فى طريق واحد وهو طريق الخدمة الإعلامية.
■ كيف تغيرت أوضاع المسيحيين فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- الدولة المصرية أصبحت تهتم بالحقوق الأساسية لجميع المصريين فى عهد الرئيس السيسى، فالإرادة السياسية أصبحت تنحاز لحقوق المواطن المصرى، والدليل على ذلك هو المشروعات القومية التى نفذت ويجرى تنفيذها، وكذلك القوانين التى جرى استحداثها، فجميعها تخدم المواطن المصرى ومستقبله.
شبكة الطرق العملاقة التى نفذتها الدولة، على سبيل المثال، قربت المصريين من بعضهم، والوحدات السكنية التى جرى إنشاؤها تلبى احتياجات الكثير من الشباب.
فى العصور السابقة، كنا نرى مانشيتات تملأ الصحف دون أن نرى إنجازات على أرض الواقع، لكن فى عهد الرئيس السيسى نرى الإنجازات كل يوم، وأرى أننا نمضى فى الطريق نحو الأفضل.
وأرى أن صدور قانون بناء الكنائس أمر يؤكد حرص الرئيس السيسى على الاهتمام بجميع المصريين، ونرى الآن المسيحيين وصلوا لجميع الوظائف، وهذا يؤكد أن المعيار الوحيد الآن هو الكفاءة.
وعلى المستوى الشخصى، نشعر بأن الرئيس السيسى يُحب المصريين محبة حقيقية عملية، فيكفى أنه أول رئيس يحضر بنفسه ليهنئنا بالعيد، ويتفاعل بحب مع أسر الشهداء فى كل موقف.
■ هل هناك مطالب للمسيحيين فى ٢٠٢١؟
- لا أنظر للأمور من زاوية «حقوق المسيحيين»، فنحن نحصل على حقوقنا كأى مواطن مصرى، هذا هو العدل الذى يصل بنا إلى الاستقرار.
لن أقول: «ليست هناك مطالب» بل سأقول إن هناك أحلامًا تشبه أحلام كل مصرى، وعلينا أن ندعم المسئولين حتى يحصل جميع أطياف الشعب على حقوقهم، وأتمنى أن يزيد عدد لاعبى كرة القدم المسيحيين، وفقًا لمعيار الكفاءة.
■ ما حقيقة وجود مشروع لتنقيح كتب الطقوس؟
- بالفعل هناك مشروع لتنقيح كتب الطقوس، بدأ منذ عهد البابا المُتنيح شنودة الثالث، وبدأ العمل بكتاب التاريخ الكنسى المعروف بـ«السنكسار»، وصدرت فعليًا نسخة منقحة عام ٢٠٠٩، وهى الآن متوافرة فى الكنائس، وبالنسبة للمدائح الكيهكية، فهو مشروع بدأ فعليًا ومستمر حاليًا، وأثمر عن تنقيح العديد من المدائح.
■ هل يمكن أن نقارن بين أداء البطاركة الذين جلسوا على الكرسى البابوى؟
- لنتمكن من إجراء هذه المقارنة، يجب أن نكون على دراية تامة بظروف كل عهد، فعلى سبيل المثال كانت فرصة لقاء الشعب مع البابا القديس كيرلس السادس متاحة بكل سهولة ويسر، فكان كل من يرغب فى أن ينال بركته عليه أن يذهب إلى البطريركية المرقسية بالأزبكية، والصعود إلى الطابق الثانى ومقابلته فى قاعة الاستقبال المخصصة لذلك، وهو وضع كانت تسمح به ظروف المجتمع وقتها، والأحوال الأمنية بشكل عام كانت مواتية، وهذا الأمر اختلف فى عهد البابا شنودة الثالث، بسبب تغير تلك الظروف والأحوال، فالبابا شنودة كان يحب أن يلتقى أبناءه، لكن آلية اللقاء اختلفت.
وفى عهد قداسة البابا تواضروس، جرى استغلال الوسائل التكنولوجية الحديثة لتحقيق مزيد من التواصل مع المسيحيين، فخلال العام الماضى ورغم انتشار فيروس كورونا، تواصل البابا مع أبنائه، خاصة الشباب، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعى.
■ كيف يستطيع مسيحى أن يلتقى البابا تواضروس؟
- أطلق الموقع الإلكترونى الرسمى للكنيسة القبطية استمارة إلكترونية لهذا الغرض، وبضغطة واحدة يمكن لأى فرد أن يطلب مقابلة البابا، عبر تطبيق «فايبر».
وأحب أن أؤكد أن الاتجاه الشخصى لقداسة البابا هو أنه «أب يُحب أن يرى أبناءه»، وهو ما لمسته شخصيًا حينما زار إيبارشية سوهاج فى يناير ٢٠٢٠، ففى تلك الزيارة التقى الآلاف من أبناء الكنيسة، وكان يقف لساعات طويلة ليعطى فرصة لأبنائه أن يسلموا عليه وينالوا بركته.
■ ماذا تقول لمن يتطاولون على الكنيسة عبر السوشيال ميديا؟
- للأسف، من عيوب السوشيال ميديا عدم وجود ضوابط لما ينشر عليها، وهذا كشف عن أن منظومة القيم لدى البعض بها خلل، ويفهمون الحرية بشكل خاطئ.
هناك فرق بين النقد والهجوم، والكنيسة ترحب بالنقد البنّاء النابع من قلب يحرص على منفعة الكنيسة، لكن المشكلة فى أن هناك مسيحيين يتبعون أساليب ملتوية للتعبير عن آرائهم، لا تتوافق مع الدين المسيحى من وجهة نظرى، وتكون آراؤهم مليئة بالغيرة والتحزب وعدم الدقة والأمانة والتسرع فى الحكم على الأمور.
هل فيروس كورونا غضب من الله؟
- تقديم تفسير دينى للأحداث الكبرى التى نعيشها فى الحياة لا بد أن يحدث بحكمة وتأنٍ، وعلينا ألا نتسرع فى إصدار الأحكام، وفكرة أن نفسر محنة كورونا على أنها غضب إلهى خاطئة
أنصح الجميع بأن يتعلموا من تلك المحنة، فالرب يرسل رسالة لكل شخص منا فى كل حدث يعيشه، فالله يؤدبنا كأبناء، وبالتالى قد تكون كورونا تأديبًا للبعض منا، وعليهم أن يتوبوا ويرجعوا إلى الله.
وهناك من تصل إليه رسالة من جائحة كورونا، مفادها أنها دعوة لتغيير النظرة للأمور والاهتمامات، ومن تصله رسالة على أنها دعوة للعمل لأجل المستقبل بشكل أكبر وتغيير الأدوات والأساليب لتفادى المعطلات الطارئة، فليفعل هذا.
وأدعو المروجين لفكرة أن كورونا عقاب من الله لمراجعة أنفسهم، فالله سيعاقب حينما يأتى يوم الدينونة، الآن ليس وقتًا للعقاب، نحن الآن فى الحياة الأرضية.. نحيا مسنودين على يد الله، ولنا فرصة دائمة للتوبة والرجوع إلى الله