ولي عهد السعودية يخفف نبرته تجاه إيران سعيا لتحقيق توازن
اتخذ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان موقفا علنيا أكثر تصالحا تجاه إيران، في محاولة للموازنة بين الخصومة طويلة الأمد والاعتبارات الاقتصادية، وتجاوز الخلافات مع واشنطن بشأن كيفية التعامل مع سلوك إيران في المنطقة.
واحتدم التوتر بين الرياض وطهران بسبب حرب اليمن، حيث كثفت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران هجماتها على السعودية التي تسعى لجذب استثمارات أجنبية.
وزاد التوتر أيضا بين البلدين بعد هجوم على منشآت نفط سعودية في 2019 اتهمت الرياض إيران بالمسؤولية عنه، وهو ما تنفيه طهران.
وعلى الرغم من تأكيده على أن إشكالية الرياض مع إيران هي "تصرفاتها السلبية"، فقد قال الأمير محمد خلال مقابلة بُثت في وقت متأخر أمس الثلاثاء إن السعودية تريد علاقات طيبة مع إيران.
وقال "لا نريد الوضع الإيراني يكون صعب، بالعكس نريد إيران مزدهرة وتنمو، لدينا مصالح فيها لديهم مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار".
ويتناقض هذا مع تصريحات للأمير محمد في 2017، بعدما أصبح وليا للعهد، وصف خلالها الزعيم الإيراني الأعلى بأنه "هتلر الشرق الأوسط الجديد".
وقال دبلوماسيون إنه مع اتخاذ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن موقفا أشد فيما يتعلق بسجل حقوق الإنسان في السعودية، وضغطها من أجل إنهاء حرب اليمن، يتحرك ولي العهد لإظهار أنه شريك مهم وقادر على المساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأجرى مسؤولون سعوديون وإيرانيون محادثات مباشرة هذا الشهر، بعد ستة أعوام من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بشأن اليمن والاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية في 2015 والذي عارضته الرياض لأنه لم يتطرق إلى برنامج إيران الصاروخي ووكلاء إيران في المنطقة.
وقالت إليزابيث كندال، الباحثة في الدراسات العربية والإسلامية بكلية بيمبروك في جامعة أكسفورد "تحتاج السعودية بشدة إلى إيجاد سبيل للخروج من حرب (اليمن) التي لا تحظى بدعم شعبي، ولا يمكن أيضا الانتصار فيها".
وحثت السعودية القوى العالمية التي تسعى لإعادة الولايات المتحدة وإيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، على التوصل إلى اتفاق أقوى وأطول أمدا في المحادثات التي تجرى في فيينا.
من جانبها، قالت مضاوي الرشيد، الأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط التابع لكلية لندن للاقتصاد، إن ترك انطباع طيب لدى بايدن هو أحد أسباب تغيير الأمير محمد "خطاب المواجهة" مع إيران.
كما خفف ولي عهد السعودية نبرة خطابه تجاه حركة الحوثي التي تشن هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة.
كان الأمير محمد قد تعهد بالقضاء على الحوثيين عندما تدخلت الرياض في اليمن في ٢٠١٥.
وقال: "الحوثي لم يزل له علاقة قوية بالنظام الإيراني، وعليه الرجوع إلى أن يغلب مصلحة اليمن، ويستجيب للشرعية في بلاده، والحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية نتمنى أن تظهر فيه بشكل أكبر"، وحث الجماعة على قبول اتفاق وقف إطلاق النار.