قاتل الشرطية الفرنسية يثير جدلا في البرلمان التونسي
أثارت تصريحات أدلت بها برلمانية تونسية جدلا، داخل مجلس النواب بعد تأكيدها دخول قاتل الشرطية الفرنسية جمال قرشان مبنى البرلمان، وملاقاته كتلة ائتلاف الكرامة.
وقالت البرلمانية المنتمية إلى حزب حركة الشعب، ليلى الحداد، إن "قاتل الشرطية الفرنسية كان في وقت سابق داخل مجلس النواب، بعد دعوته من قبل كتلة ائتلاف الكرامة، التي يساندها".
من جهتها، طالبت الناشطة نزيهة رجيبة المعروفة بـ"أم زياد"، في منشورها على "فيسبوك"، بفتح تحقيق في تصريحات ليلى الحداد، واعتبرت أن "العودة إلى كاميرا المراقبة، وسجل الدخول في البرلمان كفيل بكشف الحقيقة".
واعتبرت رجيبة أن "دخول إرهابي إلى مؤسسة دستورية يعد تهمة خطيرة تستوجب محاكمة كل من تورّط فيها".
من جانبه، طالب النائب ياسين العياري، من رئاسة البرلمان، وإدارة الأمن الرئاسي تقديم توضيحات على خلفية تصريحات الحداد.
وقال العياري في منشوره على فيسبوك إن تأكيد دخول القرشان إلى مجلس النواب، يقتضي كشف قائمة النواب الذين استقبلوه للرأي العام.
في المقابل، أفاد مساعد رئيس البرلمان المكلف بالإعلام، ماهر مذيوب، بأنه تم التثبت مع الأمن الرئاسي في البرلمان، ومن سجلات زواره بخصوص ما تم تداوله من أخبار حول زيارة جمال قرشان، نافيا أن يكون قاتل الشرطية الفرنسية قد زار المجلس.
ويذكر أن المدعي العام لمكافحة الإرهاب في فرنسا، أفاد بأن التونسي جمال قرشان البالغ من العمر 36 عاما الذي طعن شرطية في مركز الشرطة في رامبوييه قرب باريس الجمعة الماضي، متطرف بما لا يمكن التشكيك فيه، وكان يعاني من اضطرابات في الشخصية .
وائتلاف الكرامة في البرلمان التونسي يواجه اتهامات بتعاونه مع تنظيم الإخوان، وكان من بين القضايا المثيرة التي أثارها السعى لتشريع "التكفير"، ضمن خطابه الذي يرى في الكيانات السياسية العلمانية تنظيمات "كافرة"، بحسب قوله.
ويرى مراقبون أن "ائتلاف الكرامة" الممثل بـ20 مقعدًا، أبرز التيارات المحرضة على العنف في البرلمان التونسي، حيث لا تكاد تمر جلسة برلمانية دون أن يصدح لسان ناطقه سيف الدين مخلوف، بخطاب ومفردات تدعو للعنف، برعاية حركة النهضة الإخوانية.
فيما أكد عماد الدين الشارني القيادي اليساري في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، في تصريحات صحفية، أن "تصاعد الخطاب التكفيري لجماعة ائتلاف الكرامة دليل على أن هذا الفصيل السياسي يسير بقوانين جماعة الإخوان المتطرفة، ولم يبني لنفسه هوية سياسية خارج أفكارها".