تقرير يكشف تأثير مقتل رئيس تشاد على الدول المجاورة
كشفت وسائل إعلام محلية، اليوم، تأثير غياب رئيس تشاد إدريس ديبي عقب مقتله أثناء تفقده القوات على جبهة القتال مع المتمردين شمال البلاد، وهو الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً على دول الجوار، والذي يعاني كل منه بطريقته الخاصة.
ووفقاً لتقرير عبر شبكة سكاي نيوز، فإن الوضع في دارفور بالسودان والأزمة الليبية، ومحاربة الإرهاب في منطقة الساحل ستتأثر بشكل مباشر بالوضع في تشاد.
السودان
وأشارت إلى أن مناطق إقليم دارفور السوداني المتاخم لتشاد، أحداثا دموية عنيفة استمرت عشرات السنين، وراح ضحيتها مئات الآلاف بين قتيل وجريح ونازح.
وتزايدت حدة التوترات بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية حيث اندلعت أعمال عنف قبلية في منطقة الجنينة – عاصمة غرب دارفور- قتل فيها أكثر من 300 شخص، وسط اتهامات بمشاركة مجموعات مسلحة من داخل الأراضي التشادية في تلك الأحداث.
من جانبه، يؤكد الهادي عجب الدور، رئيس المعهد الإفريقي للسلام في بروكسل، القيادي في الجبهة الثورية السودانية، أنه وبحكم التقارب الجغرافي والتداخل القبلي الكبير بين سكان منطقة دارفور في غرب السودان وسكان المناطق الشرقية والوسطى من تشاد، ظلت الأحداث في البلدين تترابط بشكل ملحوظ.
ليبيا
وسيؤثر مقتل ديبي على الازمة الليبية والوضع الـمني الرخو في ليبيا منذ 2011 وهو الذي جعل الجنوب الليبي نقطة تهديد واسعة النطاق للمنطقة المحيطة بأكملها.
وبالطبع ستلقي التطورات المتتابعة التي تشهدها تشاد بظلالها على الوضع في ليبيا، بسبب التداخل الواسع بين البلدين والتأثير المتبادل للأحداث الواقعة فيهما على بعضهما البعض.
وقال المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح إن "تلك الأحداث الجارية منذ فترة والتي تفاقمت الآن بعد مقتل الرئيس إدريس ديبي لها تأثير مباشر على الوضع في ليبيا"، موضحاً "هناك تأثير متبادل بين ما يحدث في ليبيا وما حدث في تشاد"، وذلك لارتباط القوام الرئيسي لتلك العناصر الموجودة في تشاد بالوضع في ليبيا (لجهة التدريب والتمويل).
منطقة الساحل
أما منطقة الساحل، فقد تحولت هذه المنطقة إلي ساحة خلفية للتنظيمات الإرهابية لتنفيذ هجمات، ومخطط مكافحة الارهاب في منطقة الساحل إلي الواجهة مرة أخرى.
جاء ذلك بعد أن أعاد انسحاب الكتيبة التشادية التي تقاتل التنظيمات الإرهابية بين بوركينا فاسو والنيجر ومالي.
ويرى الباحث التشادي، علي موسى، أن منطقة المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكل مخبأ سهلا للجماعات الإرهابية، فهي وعرة جدا وتغطيها غابات ومجار مائية تسهل على عناصر هذه الاختباء بعيدا عن القوات النظامية والمواطنين.
ومن غير المستبعد، حسب الباحث التشادي، أن يحاول داعش تأسيس إمارة لها في منطقة الحدود الثلاثة ما لم تنتبه دول المنطقة لذلك الاتجاه وتتعاون للعمل على إجهاضه.