"بناة القاهرة في ألف عام.. من عمرو بن العاص حتى صلاح الدين تاريخ لقلاع وقصور وأسوار (1-2)
صدر كتاب «بناة القاهرة في ألف عام» للراحل دكتور عبد الرحمن زكي عن دار المؤسسة المصرية العامة للتاليف والنشر «الهيئة العامة للكتاب» في عام 1969.
تضمن الكتاب 4 فصول وجاء الفصل الأول تحت عنوان “بناة القاهرة ” والثاني "بناة القاهرة في أيام الأيوبيين"، أما الثالث فجاء بعنوان "القاهرة في أيام دولة المماليك وبعدها" وختم المؤلف الكتاب بالفصل الرابع الذى جاء تحت عنوان "رجال العمارة وهندسة البناء في القاهرة".
وجاء عبر مقدمة الكاتب "عبد الرحمن زكي" أن القاهرة تتميز كمدينة تاريخية عظمي بتراثها الفكري والديني والعلمي، كما أنها تتميز أيضا بطائفة العمائر الجليلة التى تعكس تطور العمارة الإسلامية في ألف وثلاثمائة سنة على أقل تقدير، ويشبه هذا التطور البنائي متحفا للعمارة أن عرضت في ردهاتة عمائر كل مرحلة من مراحل التقدم.
وأشار الكاتب عبد الرحمن زكي إلى أن القاهرة تتميز وحدها بين مدن العالم الإسلامي بالتطورالعمراني، تشاهد في إحيائها القديمة حلقة متصلة من الأساليب المعمارية تتجلي في مبانيها الدينية كالمساجد والزاويا والمدارس الدينية والتكايا، ومبانيها المدنية كالقصور والدور والحمامات والأسبلة وقناطر المياه ومبانيها الحربية من القلاع والأسوار والأبواب، فضلا عن الوكالات والخانات والأسواق والقيساريات.
استعرض الكاتب في الفصل الأول من الكتاب "بناة القاهرة " تاريخ تأيسيس القاهرة وجاءت باسم الفسطاط عبر الفتح العربي لمصر في العام 18 الهجري الموافق 639 ميلادية بقيادة عمرو بن العاص، اختط عمر الجامع العتيق، ثم اختطت القبائل العربية من حولة، وولى عمرو بن العاص على الخطط اربعة من المسلمين للفصل بين القبائل في تنظيم خطة كل منها هم معاوية بن خديج النجيبي، وشريك بن سمي الغطيفي، وعمرو بن مخزم الخولاني وجبريل بن ناشره المعافري.
ولفت الكاتب إلى أن بانتهاء الدولة الأموية جاء بنو العباس وأنشاؤا حاضرة جديدة لدولتهم الناشئة في مصر بمكان عرف في صدر الإسلام باسم الحمراء القصوى في شمال شرق الفسطاط وفيه أقام العباسيون دورهم وثكن الجند .
ومن بعد جاء أحمد بن طولون وعزم على استقلال مصر فوضع الخطط الأولى للقاعدة الطولونية في شعبان 256 هـ و870 م وبعد ست سنوات احتفل ابن طولون بوضع اساس جامعة العظيم على جبل يشكر وانتهى بناؤه بعد عامين.
وبعد 100 عام من إنشاء عاصمة أل طولون، جاء جيش فاطمي بقيادة جوهرالصقلي موفدا من قبل الخليفة المعز لدين لله وفي 696 ميلادية وصل لجيزة الفسطاط، وأخذ في وضع حجر أساس القاعدة الفاطمية في السابع من يوليو 969 ميلادية، وفي أبريل من عام 970 شرع القائد جوهر الصقلي في بناة الجامع الأزهر.
في الفصل الثاني من الكتاب "بناة القاهرة في أيام الأيوبيين" يستعرض الكاتب استيلاء الأيوبيين على مصر واستبعاد الفاطميين، والسماح للمصريين بسكن القاهرة بعد أن كانت خاصة للفواطم واتباعهم، ومن أبرز أعمال صلاح الدين الدفاعية، كان بناء السد العظيم على الضفة الغربية من النيل عند الجيزة، وقلعة صلاح الدين وكان الباعث الأساس على بنائها هو بغضه الشديد للحلفاء الفاطميين الشيعين ولقصورهم التي سكنوها عام 117 ميلادية.