الخلفية الجغرافية للحدث
«كأنك هناك».. مسار المسيح وتلاميذه للدخول إلى أورشليم
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأحد، بذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم.
وقدم القمص تادرس يعقوب ملطي، راعي كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس للأقباط الأرثوذكس، دراسة تفسيرية للنصوص الإنجيلية التي سردت تفاصيل واقعة دخول المسيح إلى أورشليم والمعروفة باسم حد السعف أو حد الخوص أو حد الشعانين.
وعن المسيرة الجغرافية للمسيح وتلاميذه إلى أورشليم قال إن الأمر بدأ ببيت فاجي، وقال لقد جاءوا إلى “بيت فاجي”، وهي قرية صغيرة جنوب شرقي جبل الزيتون، يسكنها الكهنة ليكونوا قريبين من الهيكل بأورشليم، ويرى البعض أن "بيت فاجي" تعني بالعبريّة "بيت التين"، و"التينة" رمزًا للكنيسة من جهة وحدتها حيث تضم بذورًا كثيرة داخل غلاف الروح القدس الحلو، خلاله يكون للكل طعمًا شهيًا، وبدونه تصير البذور بلا قيمة لا يمكن أكلها. هذه هي الكنيسة الواحدة المملوءة حلاوة خلالها يرسل السيِّد تلميذيْه ليحلاّ باسمه المربوطين، ويدخلا بالقلوب إلى أورشليم العُليا، أي رؤية السلام".
وانتقل التلاميذ والمسيح إلى جبل الزيتون، وعن هذا يقول تادرس: يقول الإنجيلي "ولما قربوا من أورشليم وجاءوا إلى بيت فاجي عند جبل الزيتون"، وما هو جبل الزيتون الذي جاء إليه السيِّد قبيل دخوله أورشليم الذي اكتظّ بأشجار الزيتون، إلا السيِّد المسيح نفسه، الذي هو نفسه "الطريق"، هو بدايته وهو نهايته. به يدخل إلينا، وفيه يستقر! وكما يقول القديس أمبروسيوس: لعلّ المسيح نفسه هو الجبل، فمن هو ذاك الجبل إلا الذي يقدر أن يقدّم أشجار زيتون مثمرة، لا كالأشجار التي تنحني بسبب ثِقل ثمارها، وإنما تذخر بالأمم خلال كمال الروح؟! إنه ذاك الذي خلاله نصعد وإليه نبلغ. إنه الباب وهو الطريق؛ هو الذي ينفتح لنا، وهو الذي يفتح القرية.
وأكمل: عند جبل الزيتون أرسل السيِّد تلميذين، قائلًا لهما: "اذهبا إلى القرية التي أمامكما". بعث بتلميذيه إلى قرية ليأتيا بالأتان والجحش المربوطين بعد حلّهما، ليستخدمهما في دخوله أورشليم. معلنًا احتياجه إليهما، وقد رأى آباء الكنيسة أن كل كلمة وردت بخصوص هذا الحدث تحمل معنى يمس خلاص البشريّة".
وأشار إلى أنه عقب الحصول على الجحش والآتان، بدأت مراسم دخوله إلى مدينة اورشليم، والتي انطلق منها إلى الهيكل اليهودي.