«مؤلف ملاكى».. حكاية اللقب الذى أطلق على حسين السيد ومرسى جمبل عزيز
هناك علاقة غريبة بين الشعراء والملحنين، لأنه حين يكتشف أحد الملحنين شاعرا ويأخذ منه أغنية ليسجلها فإن طاقة القدر تفتح للشاعر، وإن لاقت الأغنية نجاحا فإن هذا يعني إعادة التعاون بين الشاعر والملحن، وكثيرا ما يحدث هذا وأكثر حتي يصبح الشاعر ملحن ملاكي.
كانت من أطرف التسميات التي أطلقت على مؤلف في زمن الفن الجميل هو ما قيل عن حسين السيد من أنه "مؤلف ملاكي لعبد الوهاب"، وذلك لأن حسين السيد قدم ثمانين في المائة من إنتاجه على الأقل لمحمد عبدالوهاب،.
وقد أطلق اللقب أيضًا على مرسي جميل عزيز فأصبج “ملاكي محمد الموجي”، وحدث هذا بعد أغنية "أنا قلبي إليك ميال" مباشرة، وكان مرسي جميل عزيز من تجار الفاكهة في الزقازيق، وكان يقيم فيها، أما الموجي فيقيم في القاهرة، والذي كان يحدث أن مرسي لا يكاد يقفز في رأيه مطلع أغنية حتى يدونها في ورقة وينتظر إلى منتصف الليل فيطلب بالهاتف محمد الموجي، ويقول له المطلع ويسمع رأيه.
وفي اليوم التالي يطلب الموجي مرسي ويسمعه اللحن، وينتظر رأيه، وفي اليوم الثالث يكمل مرسي الأغنية والموجي يلحن، وهكذا يظلان يتحدثان كثيرا طوال الأسبوع حتى تكون الأغنية قد اكتملت.
وذكرت مجلة الكواكب أنه في يوم من الأيام استيقظ محمد الموجي في منتصف الليل على رنين الهاتف في منزله، وفي نفس الوقت كان مرسي جميل عزيز استيقظ لهاتفه الذي رن أيضًا، ورد الأخير على الهاتف وكان الأول، فقال له: “أيوة يا محمد خير إن شاء الله”.
فتعجب الموجي ونظر في الهاتف ثم تحدث:" ليه يا مرسي مش أنت اللي الطالبني دلوقتي".
وتعجب مرسي جميل عزيز وأكمل: "أنا ملطبتش يا محمد".
فرد عليه محمد الموجي:" أانا كمان مطلبتش"، وانتقل التعجب لمرسي جميل عزيز:" أمال آيه الحكاية".
وتدخل عامل السنترال في الخط ليقول: "يا جماعة متزعلوش أنا اللي طلبت، أصل فات يومين تلاتة ملكمتوش بعض، فحسيت أنكم متخاصمين، فطلبتكم أصالحكم، بس هو ده اللي حصل".