الصديقان.. رحلة في حب التنورة: الفن الشعبي أضاف لحياتنا تميزا
كتف بكتف اتحد الصديقان كل منهما بموهبته، ليتشاركا في رقصات شعبية، بحركات مميزة مهما شاهدتها مسبقا إلا أنها ما زالت قادرة على إضافة البهجة لروحك، بتنورة تعد أيقونة لشهر رمضان وتجمعاته وحفلات الإفطار، مبهجة لا تتوقف عن الدوران وملابس ذات ألوان براقة جاذبة للعيون، وموسيقى ترقص معها القلوب، وتصميمات أدائية من كل حد وصوب، كان هذا شغف الصديقان حسن أشرف ومحمد سمير، ليرسما بحركاتهما الأدائية طريق مستقبلهما الغني الذي كلما ذاد تاريخه كلما ذادت جاذبيته.
حسن أشرف: الفن الشعبي أضاف تميزا لحياتي
حسن أشرف، 23 سنة، ابن مدينة طنطا، كانت الصدفة سبيل لرسم ملامح طريق مستقبله بعمله مع أحد مؤديين الفنون الشعبية، ليتناسب هذا مع هدفه الشخصي بأن يضفي تميزا على حياته.
اتقن الفنون الشعبية بكل رقصاتها الاستعراضية، ليدور معها في ثنايا تنورته ذات الألوان المبهجة، في مختلف المهرجانات وفعاليات الفن الشعبي.
عشق “حسن” للفنون لم يجعله يكتفي بحفظ حركاتها الأدائية وحسب ولكن جعلته طالبا في المعهد العالي للفنون الشعبية، ليكلل الأداء بالدراسة ويتعمق أكثر في بعدها المتأصل المستوحى من البيئة المصرية بمختلف محافظاتها المصرية.
على مدار 8 سنوات، كانت تنورة حسن رفيقته في مختلف مهرجانات الفنون الشعبية بجانب اداءه للرقصات الاستعراضية المختلفة، ولكن لكي يفوز بالثبات الآدائي أثناء الحركات الدوارة بالتنورة.
يحكي حسن أن ذلك كان يتطلب منه في بادىء الأمر المحافظة على عدد من التمارين الأدائية لكسر الدوران والمحافظة على التوازن والتركيز على نقطة هدف موحدة لمنع التشتيت، لتكون أطول مدة متواصلة للدوران بالتنورة ما يقرب 20 دقيقة.
“سمارة”: والدي سبب عشقي للفنون الشعبية
عشق الفنون الشعبية من والده صاحب فرقة القاهرة للفنون الشعبية، لتكون طفولته مختلفة ليتربى محمد سمير الشهيرةبـ"سمارة"، 21 عاما، في بيئه فنية يستقى منها الحركات الأدائية والرقصات الاستعراضية.
رقص صعيدي، إسكندراني، بورسعيدي، علاوة على رقصات التنورة، جميعها رقصات استعراضية احترفها سماره منذ صغره، من خلال البروفات والفعاليات الشعبية.
يقول سمارة إن الرقصات الاستعراضية للفنون الشعبية مستوحاة من البيئة المصرية ذات الطبائع المتعددة، لتكون غنية بالثقافات والتقاليد التي تترجم في رقصات فلكلورية تجذب انتباه المشاهد.
كلل سمارة أيضا عشقه للفن الشعبي بالدراسة معلقا: “إحنا بندرس المقررات لكل محافظة مصرية وكلما استحدث الواقع كلما استحدثت العروض الاستعراضية”، موضحا أن هناك ضوابط لتصميم الرقصات الاستعراضية بما يتناسب مع طبيعة كل محافظة، على سبيل المثال للرقص الصعيدي لا يليق أن يكون الزي متحضر لنرتدي جينز أو ملابس مليئة بالاكسسوارات، وهذا على العكس أيضا، فكل رقصة فلكلورية لابد أن تتناسب مع بيئتها وعادات وتقاليد المدينة المصرية المستوحاة منها، سواء في الملبس أو تصميم الحركات الأدائية أو حتى الموسيقى الخلفية، وهذا ما يعرفه المشاهد من اللقطة الأولى.
من طنطا إلى القاهرة، اجتمع الصديقان بداخل أروقة المعهد العالي للفنون الشعبية، ليستكملا مسيرة عشقهما للفن الشعبي بكافة حركاته ورقصاته الاستعراضية، ليصبحا عماد فرقة المعهد برفقة زملاءهما التي تشارك في مختلف المهرجانات والفعاليات الشعبية المصرية، منها مهرجان الطبول، مهرجان إبداع، فعالية تعامد الشمس في مدينة أسوان، ومعظم الفعاليات والمسابقات لوزارة الشباب والرياضة، اخرهم مهرجان بورسعيد عاصمة الثقافة المصرية.
وأوضح الصديقان أنه مهما استحدث في الرقصات الاستعراضية ذات البعد الغربي، إلا أن رقصات الفنون الشعبية ما زال لها جمهورها وروحها الخاص التي تضفي بهجة على روحهم، معلقين: "الجمهور الغربي بيبنبهر بشدة من الرقصات الشعبية المصرية"، وكانت فرقة المعهد لدى مخططها عدد من الفعاليات ب دول المكسيك، الهند، وفرنسا، ولكن تم إلغاءها بسبب الظروف الصحية العالمية الناتجة عن انتشار وباء كورونا.
المولوية.. حالة روحانية يعيش بداخلها الصديقان
لن يكتفي الصديقان بأداء الرقصات الشعبية وحسب ولكن عاشا حالة صوفية خاصة في أداءهم في فرق المولوية، بدوران روحاني أغمضت عيني الصديقان عن دنيا الواقع لينتقلا بروحهما لإلى دنيا التصوف من خلال حركات دوارة ذات عمق روحاني.
"بحب أعيش الحالة المتصوفة دي ولازم أكون صادق علشان يصدقني الجمهور"، هكذا علق حسن على آداء حركات المولوية، موضحا أن كل حركة من حركات الأيدي في أداء المولوية بمدلول تصوفي من أصل 10 حركات، منها الاستغفار، تخلص الذات من الذنوب، التسبيح، وغيرها من المعاني التصوفية الروحانية.
ليكمل سمارة، أن صعوبة أداء المولوية ليس في حركاتها الدوارة بل هي أبطىء من الرقصات الشعبية ولكن في كيفية نقل حالة التصوف الرباني للجمهور.